ساعات قليلة و ترفرف الأعلام في أرجاء المعمورة من الإسكندرية إلى أسوان, وتضاء الشوارع ، وتمتلئ بأبنائها المخلصين ويفتح مطار القاهرة أبوابه لاستقبال وفود العالم القادمين من كل حدب و صوب, للمشاركة في العرس العظيم وستتصارع الفضائيات وشاشات العرض علي نقل فعاليات هذا الإنجاز التاريخي الذي تتجه إليه أنظار العالم. سيبقي في كتب التاريخ كذلك أنه في هذا اليوم العظيم تم افتتاح – وافد الخير الثاني للقناة – ليقفوا مبهورين فرحين كما نفرح نحن, سيرفع لنا العالم الأيادى بالتحية والإعزاز لإنجاز هذا الصرح في عام, متخطين كل هموم الدنيا ومؤكدين أن المصريين قادرون علي صناعة المعجزات. يعتبر افتتاح القناة باكورة مشاريع عملاقة متوافرة أهمها ربط القناة بمحافظات المحروسة, بإنشاء الطرق البرية والأنفاق , واستغلال كل شبر علي ضفتي القناة في مصر رزق لشبابنا. لحظات فارقة في عمر الشعوب وتحد كبير لقرارات المصريين وطموحاتهم التي ينافسهم فيها الكثير, فهناك عزم كبير علي مواصلة المسيرة مهما كانت المعوقات من الداخل ومن الخارج. سيتذكر الأحفاد من صفة الأجداد وسيوصفون بالتراث العظيم المتروك لهم, فهي خطوات قليلة تفصلنا عن الأمل في الدولة التي تقدمت بخطوط كبيرة نحو الرقي والرخاء - كالنمور الآسيوية والبرازيل- وهى دول نامية تقدمت المسيرة بفضل سواعد أولادها المخلصين الذين وعدوا وأوفوا. وستتذكر الأجيال القادمة للآباء هذا الجميل, فقد عبروا بمصر بر الأمان. دعوة حب وإخلاص للوطن وعودة إلي العقل لنخفض معا الهزل الذي تحملناه لفترة طويلة, وننظر إلي الأوطان ومصلحة أولادنا وأحفادنا, فنحن في عالم يتصارع من أجل المصالح ويتضطهد القوى الضعيف ليحقق أطماعه مستغلا الجهل في البلدان. دعوة إلي التصالح مع النفس وإلى الانضمام إلي صفوف العاملين المخلصين الذين أفنوا أعمارهم وجهودهم وأرواحهم فداء لمصر. فلماذا لا تكون الأيدي في الأيدي لنساعد بعضنا البعض بدلا من التنافر والخلاف والشقاق الذى لا فائدة منه ؟! اجعلوا هذا اليوم يوم فتح القلوب للمحبة والإخلاص, والبعد عن الخراب والدمار كي نجني ثمار العمل الشاق ونضيع الفرصة علي أعداء الوطن لتترك آثارها للأحفاد لتحصل المحبة والألفة مكان الشقاق والخصام.