اختتمت بعد ظهر اليوم الخميس الجلسة الاولى لمفاوضات سد النهضة الاثيوبى فى يومها الثانى، دون التوصل الى اتفاق بشأن حسم الخلاف حول النقاط العالقة، حول كيفية عمل المكتبين الاستشاريين الدوليين الفرنسى "بى آر ال"، والهولندى "دلتارس"، المنوط بهما القيام بالدراسات الخاصة بسد النهضة. وكشفت مصادر مطلعة، في تصريحات صحفية، عن جهود وساطة مكثفة يقوم بها الوفد السودانى برئاسة وزير المياه والكهرباء والسدود معتز موسى، لتضييق هوة الخلاف بين الجانبين المصرى والإثيوبى والتوصل إلى اتفاق بشأن التكليفات الخاصة بالمكتب الاستشارى الهولندى المساعد الذى يرفض العمل كمقاول من الباطن مع المكتب الاستشارى الفرنسى كما تقترح إثيوبيا، ويطالب المكتب الهولندى بتكليفه بمهام محددة كما تقترح مصر، يكون مسئولا عنها أمام اللجنة الفنية الوطنية (مؤلفة من 12 خبيرا من مصر والسودان واثيوبيا) وليس أمام نظيره الفرنسى. وأشارت المصادر إلى أنه لا خلاف حول دور المكتب الفرنسى وعن مسئوليته عن نسبة 70% من تنفيذ الدراسات، وعن ضرورة التنسيق والتعاون بين المكتبين الاستشاريين الدوليين تحت إشراف اللجنة الفنية الوطنية. بدوره، أعرب وزير المياه والكهرباء السودانى عن أمله فى قرب التوصل إلى تفاهم خلال الساعات القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن "هناك أوقات شد وجذب وساعات حرجة فى كل المفاوضات، وهذا أمر طبيعى، ولكن لا ينبغى أن يقلل او يضعف من الإرادة فى الحوار واستكمال المباحثات حتى تحقق النتائج المستهدفة منها". وتدور الخلافات حول نطاق الأعمال المشتركة بين المكتبين الاستشاريين الرئيسى والفرعى اللذين سيجريان الدراسات تمهيدا لتسليمهما التقرير الفنى المعدل فى صورته النهائية قبل توقيع العقد معهما الشهر القادم. وفجرت إثيوبيا الخلاف باقتراحها أن يعمل المكتب الهولندى كمقاول من الباطن مع المكتب الفرنسي، وأن يكون الأخير هو المسئول الوحيد عن إدارة الأعمال الخاصة بتنفيذ الدراستين، على أن ينفذ المكتب الهولندى ما يوكله إليه نظيره الفرنسى من أعمال فى حدود نسبة أقصاها 30%، وتمسكت إثيوبيا باقتراحها خلال اجتماعات الجولة السادسة التى عقدت بالقاهرة، فيما ترفض مصر، مثلما يرفض المكتب الهولندي، أن يكون عمله من الباطن. ويطالب بصفته مكتبا دوليا مرموقا أن تحدد له مهام واختصاصات محددة يكون مسئولا عنها بالكامل أمام اللجنة الفنية الوطنية فى حدود النسبة المشار إليها. كانت الجولة السابعة للجنة الوطنية الفنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبى بدأت صباح أمس أعمالها بحضور وزراء المياه فى مصر والسودان وإثيوبيا، الدكتور حسام مغازى والمهندس معتز موسى، ودكتور ألامايو تيجنو. وأكد وزير الموارد المائية الدكتور حسام مغازى -فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية- حرص مصر على أهمية عامل الوقت وبدء إعداد الدراسات الخاصة بسد النهضة الإثيوبى فى أقرب فرصة ممكنة على أن يتم إنهاء العملية الحالية طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها بين مصر والسودان وإثيوبيا. وشدد مغازى على مسئولية الدول الثلاث عن إسراع العملية الحالية لتحقيق ما تم التوافق عليه بين قادة الدول الثلاثة، مشيرا إلى أن "عامل الوقت مهم للغاية ولذا يجب البدء فى إعداد الدراسات فى أقرب فرصة ممكنة، على أن يتم إنجاز العملية الحالية طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها"، منوها بأهمية اجتماع الخرطوم لاستكمال ما تم إنجازه حتى الآن وكذلك ما تم التوصل إليه فى اتفاق المبادىء الموقع فى مارس الماضى بين قادة الدول الثلاثة، والذى حدد خارطة طريق واضحة للتعاون بين الدول الثلاث لتدعيم المنفعة المشتركة.