سادت حالة من الجدل بين المواطنين بعد غرق صندل محمل ب500 طن من الفوسفات منذ عدة أيام، ورغم تأكيدات وزارة الموارد المائية والري أن المياه صالحة ومطابقة لكل المواصفات الفنية والقياسية فإنه يظل القلق هو الأساس في التعامل مع مياه النهر. ومما زاد من تلك الحالة الجدلية تصريحات البعض من غير المختصين حول المياه بأن المياه أصبحت مسممة فيما قال البعض الآخر إن الفوسفات يحتوي علي اليورانيوم. 400 عينة تثبت صلاحية المياه وأعلن الدكتور حسام مغازي، وزير الرى والموارد المائية، أن المعامل المركزية للوزارة سحبت 12 عينة من مياه نهر النيل لفحصها، لافتًا إلى أن التقارير أثبتت صلاحية المياه لكل الأغراض ومطابقتها للمواصفات الفنية والقياسية. وأضاف "مغازي" في تصريحات صحفية، أن عدد العينات التي تم تحليلها منذ بدء الأزمة 399 عينة شاركت فيها وزارة الصحة وعدد من المعامل التابعة للوزارة وأثبتت جميعها عدم تلوث المياه. غير قابل للذوبان وكشف الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي، أن صخر الفوسفات هو المادة الخام التي نصنع منها الأسمدة والمبيدات ولا تزيد نسبة الفوسفور بها على 12% وذوبانه ضعيف جدًا. وأضاف نور الدين في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أن هناك خطورة فقط من الكادميوم الموجود بهذا الصخر فهو يضر بالكلى والكبد، مشيرًا إلى أن محطات المياه قادرة على التخلص منه عبر الفلاتر والأكسدة لترسيبه، بجانب تسبب هذا العنصر في تنمية بعض الطحالب ما يمنع الأكسجين عن الأسماك. التأثير فى الأسماك وقال الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم وأمراض البيئة بكلية طب قصر العيني، أن المتضرر الأول من الفوسفات هو الأسماك بجانب بعض الحيوانات التي تروي من تلك المياه. وأضاف "عبدالمقصود" إنه في حالة وجود حالة من المعالجة جيدة سيختفي هذا الضرر تمامًا، مشيرًا إلى أن الأمر مازال في حدود الممكن حتى الآن ولم يتحول إلى كارثة. ذوبان الفوسفات وأشار الدكتور أحمد أبواليزيد، خبير الأراضي بجامعة عين شمس، إلى أن عنصر الفوسفات غير قابل للذوبان لاحتوائه على مواد كيميائية معقدة وهو ما يجعله غير مؤثر فى نهر النيل. وأضاف عالم الجيولجيا عبدالمجيد محمد، أن هناك مبالغة في الأمر خاصة بعد إجماع الكثير على استحالة ذوبان الفوسفات في مياه النهر حتى بعد مرور آلاف السنوات لأن تحويله يحتاج لحمض الكبريتيك المركز ليصبح سمادًا أحاديًا أو ثلاثيًا، مؤكدًا أن الفوسفات الذي يذوب في المياه موجود فقط في شرق آسيا نظرًا لجودته بعكس فوسفات مصر، لافتًا إلى أن الكمية التي غرقت ضئيلة جدًا.
