"مع إسلام" برنامج أثار جدلا واسعا منذ بدء إذاعته على قناة "القاهرة والناس"، بسبب القضايا الحساسة التي يتناولها وبخاصة الأئمة الأربعة، حتى هاجمه الأزهر الشريف، وطالب بضرروة وقفه، معتبرا أن ما يقدمه "ليس تجديدا" وإنما "إساءة" للتراث الإسلامي. ومع وقف البرنامج أصدرت القناة بيانًا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ، قالت فيه إن المصلحة الوطنية واحتراما لفصيل كبير من الشعب، واستجابة للإمام الأكبر للأزهر الشريف تم وقف البرنامج.
ورغم محاولات البعض معرفة الأسباب الحقيقية وراء إيقاف البرنامج، إلا أن القناة وإدارتها كانت ترفض التعليق وتحيل الأمر للمذيع إسلام بحيري، "مصر العربية" استطاعت أن تحصل على بعض تفاصيل وقف البرنامج.
مصدر مقرب من إدارة القناة قال فى تصريحات ل"مصر العربية" إن بحيرى طالب القناة بزيادة المقابل المادى بعد الضجة التى أحدثها برنامجه، الأمر الذى أغضب المسئولين.
وأضاف المصدر -الذي رفض الإفصاح عن اسمه- إسلام بدأ فى الفترة الأخيرة استخدام أسلوب التعالى والتكبر على العاملين فى القناة، وكأنه المتحكم الأساسي، مما جعل البعض يتقدم بشكاوى لرئيس القناة.
وتابع، رغم تسجيل إسلام ل 3 حلقات، إلا أن القناة أعلنت توقف برنامجه بعد عدة اجتماعات ولن تعرض هذه الحلقات التي تصل مدة الحلقة فيها إلى حوالي 20 دقيقة.
وكان إسلام بحيري أعلن عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مساء الأربعاء أن البرنامج أوقف لخلافات بينه وبين قناة القاهرة والناس، وسوف يوضح جميع الأسباب حول توقف برنامجه خلال الأيام القادمة، مضيفا "أريد أن أقول لكم رجعنا للخلف جدا جدا جدا والمقبل أسود من أي تصور".
وفي وقت سابق دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة لتجديد الفكر الديني لمواجهة الأفكار والتفسيرات التي تستند إليها تنظيمات الإسلام السياسي، غير انه المح إلى أن تناول البحيرى للمسألة قد لا يكون مفيدا.
وقال السيسي في خطاب ألقاه أمام طلاب الكلية الحربية "عندما تكلمت عن الخطاب الديني طرحت عنوانا ولم ادخل في التفاصيل، لكنني وجدت كلاما ليس لمصلحة هذه القضية".
وأضاف أن تجديد الخطاب الديني "لن يتم بين يوم وليلة ولن يتم بهذه الطريقة" في إشارة إلى برنامج البحيري.
وفي سياق متصل، حددت نيابة قسم أول أكتوبر جلسة 30 مايو لنظر أولى جلسات محاكمة إسلام البحيرى ورجل الأعمال طارق نور مالك قناة القاهرة والناس، فى الإتهامات الموجه لهما بإزدراء الأديان.
وكان المحامي ممدوح عبدالجواد تقدم ببلاغ اتهم فيه بحيرى بمهاجمة الدين الإسلامى، وإهانة العلماء والتشكيك في ثوابت الأمة الإسلامية.
