برلمانية تزور مطرانية 6 أكتوبر وأوسيم لتقديم التهنئة بعيد القيامة| صور    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    العمل الحر    وزير الإسكان: 98 قراراً وزارياً لاعتماد التصميم العمراني لعدد من المشروعات بالمدن الجديدة    رئيس الصين يصل إلى فرنسا في جولته الأوروبية الأولى منذ 2019    باحث يكشف أبرز ملفات النقاش على طاولة مباحثات ماكرون والرئيس الصيني    جيش روسيا يعلن السيطرة على «أوشيريتين» الأوكرانية    الخارجية الفلسطينية تطالب بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني    ليفربول يتقدم على توتنهام بهدفين في الشوط الأول    محافظ الغربية: استمرار الحملات المكبرة على الأسواق خلال شم النسيم    نقل مصابين اثنين من ضحايا حريق سوهاج إلى المستشفى الجامعي ببني سويف    قرارات حاسمة ضد مدير مدرسة ومعلم بعد تسريب امتحان الصف الرابع ببني سويف    ليست نكتة.. رئيس الهيئة المصرية للكتاب يعلق على حديث يوسف زيدان (فيديو)    احتفل به المصريون منذ 2700 قبل الميلاد.. الحدائق والمتنزهات تستقبل احتفالات أعياد شم النسيم    كل سنه وانتم طيبين.. عمرو سعد يهنئ متابعيه بمناسبة شم النسيم    تامر عاشور يضع اللمسات الأخيرة على أحدث أغانيه، ويفضل "السينجل" لهذا السبب    بالفيديو.. أمينة الفتوى: الحب الصادق بين الزوجين عطاء بلا مقابل    أمينة الفتوى: لا مانع شرعي فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    بالفيديو.. 10 أعراض للتسمم من الفسيخ الرنجة في شم النسيم    أكل الجزر أفضل من شربه    تكثيف أمني لكشف ملابسات العثور على جثة شاب في ظروف غامضة بقنا    يوسف زيدان يرد على اتهامه بالتقليل من قيمة عميد الأدب العربي    انطلاق مباراة ليفربول وتوتنهام.. محمد صلاح يقود الريدز    "صحة المنوفية" تتابع انتظام العمل وانتشار الفرق الطبية لتأمين الكنائس    الآن.. طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    انتشال أشلاء شهداء من تحت أنقاض منزل دمّره الاحتلال في دير الغصون بطولكرم    الأهلي يبحث عن فوز غائب ضد الهلال في الدوري السعودي    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    الحكومة الإسرائيلية تقرر وقف عمل شبكة قنوات الجزيرة    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    رئيس مدينة مرسى مطروح يعلن جاهزية المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين لاستقبال طلبات التصالح    وزارة العمل تنظم ندوة لنشر تقافة الصحة المهنية بين العاملين ب"إسكان المنيا الجديدة"    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    موعد استطلاع هلال ذي القعدة و إجازة عيد الأضحى 2024    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    وزير الرياضة يشكل لجنة للتفتيش المالي والإداري على نادي الطيران    شريف عبدالمنعم عن سعادته بفوز الأهلي أمام الجونة: حسم المباريات وجمع النقاط الأهم    «شباب المصريين بالخارج» مهنئًا الأقباط: سنظل نسيجًا واحدًا صامدًا في وجه أعداء الوطن    بالتزامن مع ذكرى وفاته.. محطات في حياة الطبلاوي    جناح مصر بمعرض أبو ظبي يناقش مصير الصحافة في ظل تحديات العالم الرقمي    استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مج.ازر في غزة راح ضحيتها 29 شهيدا    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    بين القبيلة والدولة الوطنية    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    في إجازة شم النسيم.. مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة بالغربية    تكريم المتميزين من فريق التمريض بصحة قنا    افتتاح مركز الإبداع الفني بمتحف نجيب محفوظ.. يونيو المقبل    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن.. بين "ذكريات الستينيات" و"حاضر الحوثيين"
نشر في النهار يوم 21 - 04 - 2015

لا تزال اليمن على صفيح ساخن، فما بين مؤامرات تحاك فى الظلام لهذا البلد الذى اعتدنا أن نتبع اسمه دائما ب"السعيد"، وتحالفات تهدف لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، يظل الملف اليمنى أحد الملفات التى تقض مضجع القادة العرب، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه يعنى أن يظل الخليج كله على صفيح ساخن وفى حالة تأهب دائمة، خاصة مع التدخل الإيراني، ودعم طهران لانقلاب عبد الملك الحوثي.
وفى نفس الوقت فإن الدول العربية الكبرى مثل مصر والسعودية، بالرغم من أنها تريد حلا ناجعا للأزمة، وإعادة الرئيس الشرعى عبدربه منصور هادى لمنصبه، لتستقر المنطقة مرة أخرى، فإنها لا تريد التورط بريا إلى الحد الذى تقع فيه خسائر من أرواح جنودها، لتعيد سيناريو "ناصر" الستينيات مرة أخرى.
فى الملف التالى نعرف هل تتحرك القوات العربية بريا لاستعادة اليمن، ولتضع فصل الختام لعاصفة الصحراء، أم أن الدول العربية تفضل عدم المغامرة بجنودها؟، كما نتعرف على الفرق بين الوضع الحالي، ووضع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى ساند ثورة اليمنيين فى الستينيات، وكذلك نتعرف على أبعاد المؤامرة الإيرانية التى تهدف إلى السيطرة على الخليج العربي، وإعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية مرة أخرى، واستعدادات الدول العربية للتصدى لهذه المؤامرة.
كما نحاور اللواء عبد المنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، والذى يحدثنا عن ضربات التحالف العربى فى "عاصفة الحزم" التى نجحت فى مواجهة الميليشيات الحوثية وضربت معاقلهم بالطائرات بدقة متكاملة، وأثرت فى صفوفهم وقامت بتشتيتهم فى الجبال، وقامت بدك الأماكن التى يسيطرون عليها بالتعاون مع اللجان الشعبية والقبائل اليمنية الوطنية، كما يخبرنا إلى أى مدى يمثل انقلاب الحوثيين خطرا على الدول العربية، والخليجية وكذلك على الاقتصاد العالمي، ولماذا يجب على الدول العربية تشكيل قوة ردع عسكرية مشتركة للتصدى للإرهاب العالمي، وكذلك يشرح آلية عمل هذه القوات المشتركة وكيفية قيامها بمهامها.
ولا ننسى بالطبع الدور التركى الذى يعلن دعمه لعملية عاصفة الصحراء فى العلن، ليذهب فى اليوم التالى إلى طهران التى تدعم الانقلاب الحوثى بالمال والسلاح، دون أدنى خجل.
هل تتدخل القوات العربية برياً فى اليمن؟
على الرغم من دخول عملية "عاصفة الحزم"، التى يشنها التحالف العربى المكون من 10 دول بقيادة السعودية، لمواقع "الحوثيين" فى صنعاء، أسبوعها الرابع، إلا أنّ قرار التدخل البرى لم يُحسم حتى الآن، حيث إنّ هناك دولا فضلت عدم مشاركتها بريًا مثل قطر، فيما فضل آخرون اتخاذ موقف محايد مثل باكستان والإمارات، وهناك دول أخرى مازالت تُفكر قبل خوضها الحرب البرية، مثل مصر والسودان..
واستطاعت عمليات "عاصفة الحزم"، تدمير 80% من ذخيرة الحوثيين حتى الآن، كما استهدفت مواقع تخزين الصواريخ البالستية فى العاصمة صنعاء، وعدد من الكهوف التى استُخدمت كمخابئ، والطرق المؤدية لها، والجسور التى تُستخدم للتحرك فى المناطق الشمالية، بالإضافة إلى قواعد للصواريخ ومخازن للأسلحة، وذلك وفقًا لما أعلن المتحدث باسم التحالف أحمد عسيري.
ونفذت "عاصفة الحزم"، 2800 طلعة جوية، بجانب استمرار الحظر الجوي، وتحييد 98% من القوات الجوية، وأصبحت السيادة الجوية مطلقة لقوات التحالف التى تصل لأى مكان بكامل الحرية، ما يعنى أنّ العملية قد أتت بثمارها إلى حد كبير، إلا أنّ ذلك لم يمنع الكثير من التفكير فى التدخل البري، الأمر الذى دفع جريدة "النهار"، لاستطلاع رأى خبراء عسكريين واستراتيجيين، بشأن هذا الموضوع، وعن إمكانية تهديد الحوثيين للحدود السعودية، مستغلين الدعم الإيرانى لهم وغيرها من التساؤلات.
فى البداية، استبعد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى والإستراتيجي، احتمالية التدخل البرى فى اليمن، وقال فى تصريحات خاصة ل"النهار": "هناك احتمال ضعيف جدًا أن تتدخل القوات البرية المصرية فى اليمن، وأنّ حدث ذلك لن يكون فى القريب العاجل، خاصًة أنّ الوضع الحالى فى صنعاء لا يعطى أى مؤشرات على ضرورة التدخل إلا تأزم الوضع الأمنى بتشعباته الإقليمية؛ من احتمال عرقلة حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذى يُعد بمثابة خط أحمر لدينا".
وعن إمكانية تحرك القوات المصرية فى حال التدخل فى الشأن السعودى أو تهديد أمن المملكة، من قبل جماعة "الحوثيين"، خاصًة أنها تحظى هى والرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، بدعم إيرانى وتركي، أكد الخبير العسكري، أنّ فى هذه الحالة سيتم التدخل على الفور دفاعًا عن السعودية، وتابع قائلًا: "لن يكون التدخل بريًا فقط، بل سيكون جويًا وبحريًا، وفقًا لنوع التهديد الذى ستتعرض له المملكة..".
وأشار مسلم، إلى أنّه يستبعد التدخل البرى أيضًا فى حال تهديد الحدود السعودية، وقال: "لا أعتقد أننا سنضطر لإرسال قوات برية إلى السعودية، لأن الحوثيين لن يُهاجموا المملكة بريًا، فالهجوم البرى بمعنى الغزو أمر غير وارد على الإطلاق، ولكن هناك احتمالية لمهاجمة السعودية، وفى هذه الحالة ستكون هناك عملية جديدة هدفها الدفاع، عكس عاصفة الحزم، التى كانت بهدف الهجوم".
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أنّ الهدف الأساسى الذى دفع مصر للمشاركة فى عاصفة الحزم، هو التزامها التاريخى تجاه الدفاع عن دول الخليج، وأضاف قائلًا: "ومن ناحية أخرى، وفى تقديرى أنه السبب الأهم؛ أنّ هذه المعركة فى حقيقتها للدفاع عن حدود الأمن القومى المصري، خاصًة أنّ كل زعماء مصر منذ عصر الفراعنة، قد أدركوا أنّ حدود الأمن القومى لنا ليست هى حدودها الجغرافية، ولكنها أبعد بكثير من ذلك".
وأوضح الخبير الإستراتيجي، أنّ مصر شاركت فى عاصفة الحزم بقوتها الجوية والبحرية حسب الخطة الإستراتيجية للعملية، وتابع حديثه ل"النهار"، قائلًا: "أتوقع إذا تطلب الأمر إرسال قوات برية، لن تتردد مصر تجاه هذا الالتزام؛ ولكننى أعتقد أنّ القوات البرية لن تكون بالشكل التقليدى المتعارف عليه، بمعنى أنه سيتم إرسال قوات برية مدربة على أعلى مستوى محددة الأهداف والمواقع والتوقيت للمهام التى ستُكلف بها".
وانتقد الزنط، تصريحات غير المتخصصين بشأن هذا الأمر، وقال: "الملاحظ أنّ هناك بعض غير المتخصصين يدعون بأن اليمن قد تتحول إلى مستنقع تغرق فيه القوات المسلحة المصرية، لأنهم يستحضرون تجربة عبدالناصر فى الستينيات، وهنا نُذكر هؤلاء بأن مصر عبدالناصر ليست هى مصر السيسي، وأنّ الظروف السياسية آنذاك مختلفة تمامًا عن الظروف العربية والإقليمية والدولية الحالية، وأعتقد أنّ الرئيس السيسي، يمتلك من الحكمة والرشد وقراءة التاريخ واستشراف المستقبل؛ وما له من رصيد شعبى وقوات مسلحة على مستوى راقٍ من الكفاءة؛ كل ذلك يجعلنا أكثر ثقة وقناعة بقراراته".
وبشأن تهديد الحوثيين للأمن السعودي، قال الخبير الاستراتيجي: "يقينًا.. انتهى ما كان يُسمى بالحوثيين وأنصار على عبدالله صالح، ولن يستطيعوا تهديد السعودية، حيث إنّ نتائج الضربات الجوية أتت بثمارها، بدليل أننا سمعنا خلال هذا الأسبوع فقط أكثر من مبادرة للحلول السياسية؛ آخرها المبادرة الإيرانية ببنودها الأربعة، وغيرها من المبادرات التركية والباكستانية والقطرية والروسية، التى رفضتها مصر ومجلس التعاون الخليجي، نخلص من ذلك إلى أنّ الهدف الاستراتيجى من عاصفة الحزم هو إجهاض كل قوى الخصم، وقد تحقق ذلك، وإنّ كانت هناك مبادرات سياسية فستكون مع مشايخ وكبار القبائل المؤثرة فى اليمن فقط".
وفى ختام تصريحاته، قال مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: "مصر أدركت خطورة ترك الفُرس يعبثون بالأمن القومى العربي، خاصًة أنّ زعماء الفُرس قد أعلنوا بكل وقاحة على مدار الأسابيع الثلاثة التى سبقت هذه المعركة أنهم الآن فى صنعاء مرورًا ببيروت وبغداد ودمشق، الأمر الذى كشف عن نيتهم فى استعادة إمبراطوريتهم، من هنا كان لابد من التحرك المصري، تضامنًا مع الخليج لإيقاف هذا الزحف الفارسي".
فيما عبر اللواء زكريا حسين، رئيس هيئة البحوث العسكرية ومدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق، عن غضبه الشديد من مقولة "التدخل البرى فى اليمن"، وقال ل"النهار": "لن يحدث تدخل بري، سواء من مصر أو السعودية أو الخليج أو حتى أمريكا بدول التحالف أجمعها التى تضرب تنظيم "داعش" فى العراق الآن، سيتدخلون بريًا فى أى دولة فى العالم، فالاستراتيجية التى تُتبع فى اليمن، هى أنّ أهالى الدولة هم من يقومون بالعمل البري، والدول الخارجية تقوم بالعمل الجوى أو البحري".
وربط الخبير العسكري، مدى نجاح عاصفة الحزم بإمكانية حدوث تهديد للحدود السعودية، وقال: "تنحصر نتيجة ما يقوم به التحالف العربى فى اليمن ونتيجة تأثير عاصفة الحزم على الوضع فى الحدود، فالعاصفة كانت على مرحلتين، الأولى، ضرب المواقع الثابتة، المعسكرات ومخازن الأسلحة، وهو ما تحقق بالفعل، أما المرحلة الثانية، فهى ضرب الأرتال المتحركة، وإذا تحققت بنجاح لن يحدث أى تهديد، خاصًة أنّ إيران لن تستطيع مساعدة الحوثيين، نظرًا لتأمين المجالين الجوى والبحرى فى اليمن".
أما اللواء حسن الزيات، قائد الجيش الثالث الميدانى الأسبق، فأكد أنّ التدخل البرى فى اليمن هو أمر وارد وبشدة، وقال خلال تصريحات خاصة ل"النهار": "لا أستبعد تدخل قواتنا البرية، إذا جن الحوثيون وذهبوا لباب المندب، وفى هذه الحالة سيكون التدخل بالقوات الجوية والبحرية والبرية أيضًا، فهذه المسائل حياة أو موت بالنسبة لنا، إلا أننى أستبعد ذلك الأمر، لأن باب المندب غير مقتصر علينا فقط، بل هو خاص بكل التجارة العالمية للمرور إلى قناة السويس، ومن يقترب منه مجنون".
الخبير العسكري، أكد أنّ الحوثيين قد يهددون بضرب السعودية، وتابع قائلًا: "سبق وهدد الحوثيون بضرب المملكة، ولكن تم تدميرهم من الجنوب، إلا أنّ احتمال تهديدهم للحدود هو أمر وارد، وفى هذه الحالة يجب التدخل هناك فورًا وتأمين الحدود السعودية دون تأخير، وهذا الأمر أيضًا جائز حدوثه"، وتهكم على تصرفات إيران ودعمها لهم، وقال: "إيران هتفوق من المفاوضات النووية مع أوروبا والولايات المتحدة، وتخطط لما تُريد، فطهران تقوم بأفعال غير معقولة، مثلما حاربت العراق 8 سنوات!".
ويرى اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجي، أنّه من الأفضل تجنب التدخل البرى فى اليمن، إلا فى حالة التأكد أنّ الأمور لن تُحسم إلا بالتدخل البري، وبناءً عليه سيتم اتخاذ إجراءات تكتيكية محددة لهذا التدخل، وأشار إلى أنّه فى حال اتخاذ قرار بالتدخل البرى هناك، لن تتدخل مصر بمفردها، بل ستُشارك دول التحالف كافة هى الأخرى بقواتها البرية، مؤكدًا أنّ هذا القرار حساس ويعتمد على معلومات استخباراتية.
وعلى الرغم من استبعاده فكرة التدخل البرى خلال الفترة الحالية، إلا أنّ اليزل ألمح فى تصريحات صحفية، إلى إمكانية إرسال قوات إلى اليمن، بالقول أنّ الدستور كفل لرئيس الجمهورية وفق المادة 152 إصدار أوامره بصفته قائدًا أعلى للقوات المسلحة، بإرسال قوات خارج الأراضى المصرية، لكن بعد موافقة مجلسى الوزراء والنواب، والرئيس لن يُقدم على هذه الخطوة إلا فى حال رغبته فى حفظ النظام والأمن القومى المصرى والعربي، وبناءً على طلب الدول العربية.
ولم يختلف رأى الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير فى معهد الأهرام للدراسات السياسية، كثيرًا عن سابقيه، حيث أكد أنّ مصر لن تُكرر تجربة الستينيات مرة أخرى بالتدخل بريًا فى اليمن والوقوع فى نتائج سلبية، مشيرًا إلى أن التدخل البرى أمر وارد فى حال الضرورة القصوى فقط، وقال: "مصر تُريد حلا سياسيا للأزمة، وهذا ما أكده الرئيس السيسي، فى خطابه أمام طلاب الكلية الحربية، ليُبدد بذلك الإشاعات التى تقول أنّ مصر ستتدخل بريًا فى اليمن".
وأشار إلى أنّ القوات البحرية المصرية تؤمن باب المندب، لأنه مضيق دولي، والبلاد تحتاج إليه لضمان تأمين قناة السويس، والقوات الجوية شاركت فى عاصفة الحزم، ولكنه استبعد أمر مشاركة القوات البرية، إلا فى حال تأزم الأوضاع، مما يستدعى التدخل بريًا وهو الأمر غير المحسوم توابعه.
ووافقه الأمر اللواء محمود زاهر، الخبير الإستراتيجي، الذى طالب بعدم التدخل فى اليمن بريًا، خاصًة من جانب مصر، لأن ذلك يتطلب تحضيرات سياسية ولوجستية خصوصًا فى ظل الطبيعة الجبلية لليمن، مُشددًا فى الوقت ذاته، أنّ تأمين خليج عدن يمس الأمن القومى المصرى والسعودى بشكل خاص، والخليجى بشكل عام.
ضربات التحالف العربى نجحت فى "دك" الميليشيات الحوثية
قال اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق إن أي تهديد لليمن يعتبر تهديدا للأمن القومى العربى، خاصة أن باب المندب هو المخرج والمدخل الوحيد فى جنوب البحر الأحمر، فأى ميليشيات تسيطر على "باب المندب" تهدد أمن السفن التى تعبر من خلاله الى قناة السويس وتهدد الاقتصاد العالمى، مشيراً إلى أن ضربات التحالف العربى فى "عاصفة الحزم" نجحت فى مواجهة الميليشيات الحوثية وضربت معاقلهم بالطائرات بدقة متكاملة، حيث أثرت فى صفوفهم وقامت بتشتيتهم فى الجبال، وقامت بدك الأماكن التى يسيطرون عليها بالتعاون مع اللجان الشعبية والقبائل اليمنية الوطنية، لافتاً إلى أنه بالنسبة لعودة أوباما عن قراره بتجميد صفقة الطائرات "إف 16"، فإن هذا القرار جاء بعدما وجدت "واشنطن" أنه لا يوجد عائد يخدمها بوقف هذه المساعدات، لأنها وجدت الأبواب مفتوحة أمام مصر من دول كثيرة، ومصر تقوم بتنويع مصادر السلاح.
* ما رأيك فى تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة وخصوصاً بعد الأوضاع التى تشهدها اليمن؟
اليمن والدول العربية لها تاريخ عريق مع مصر منذ فترة طويلة، وكانت القوات المسلحة اليمنية ترسل بعض أفرادها للدراسة بمصر، بالإضافة إلى أن مصر أنشأت فى اليمن اكاديمية عسكرية لهم، وذهبت انا بنفسى وقمت بالتدريس بها، والآن الأوضاع فى اليمن وخاصة بعد انقلاب الحوثيين على الرئيس اليمنى وتشكيل ميليشيات مسلحة بات الأمر خطيرا فلابد من تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لدحر الإرهاب الذى انتشر فى البلدان العربية.
*لماذا تحرك العرب فوراً بعد حدوث صراعات فى اليمن؟
لأن تهديد اليمن يعتبر تهديدا للأمن القومى العربى، وخاصة أن باب المندب هو المخرج والمدخل الوحيد فى جنوب البحر الأحمر هناك فأى ميليشيات تسيطر على "باب المندب" تهدد أمن السفن التى تعبر من خلاله الى قناة السويس مما يهدد الاقتصاد العالمى، فتحركت الدول العربية سريعاً ومنها مصر لحماية امنها القومى العربى، حتى لا يحدث ما لا تتوقعه الدول العربية، وكان من المفترض ان يتم تشكيل قوة عربية عسكرية منذ فترة طويلة.
* كيف يتم تشكيل قوة عربية مشتركة وهل سبق تشكيلها من قبل؟
نعم تم تشكيل قوة عربية مشتركة قبل ذلك فى حرب أكتوبر 73، حيث كان نائب أمين جامعة الدول العربية يشغل رئيس أركان حرب القوات المسلحة حينذاك، ويمكن استعادة هذه القوة الآن حيث يكون لها قيادة وتتم دراسة تشكيل القوة العسكرية المشتركة لمدة شهر وتحديد كيفية تنظيمها وتشكيلها، ولا أحد ينكر وقوف 11 دولة عربية بجانب مصر فى حربها ضد اسرائيل مثل السعوية والسودان وليبيا والكويت والأردن.
* ما هى مهام هذه التشكيلات العسكرية المشتركة وفى أى إطار تعمل؟
مهام هذه القوى سيكون القضاء على الارهاب المنتشر ببعض الدول العربية والأماكن التى توجد بها صراعات، حيث من الممكن تشكيل وحدات خفيفة الحركة والانتشار السريع، بواسطة الطائرات واللانشات البحرية، مثلما حدث فى اليمن حيث أرسلت بعض الدول العربية فى "عاصفة الحزم" طائرات وقطعا بحرية لمواجهة الميليشيات الحوثية.
* هل نجحت ضربات "عاصفة الحزم" وأثرت فى صفوف الميليشيات الحوثية؟
بالفعل نجحت ضربات التحالف العربى فى "عاصفة الحزم" لمواجهة الميليشيات الحوثية في ضرب معاقلهم بالطائرات بدقة متكاملة، حيث أثرت فى صفوفهم وقامت بتشتيتهم فى الجبال، وقامت بدك الأماكن التى يسيطرون عليها بالتعاون مع اللجان الشعبية والقبائل اليمنية الوطنية، والضربات الجوية لدول التحالف جاءت بحصار الحوثيين وتقطيع أواصر التواصل بين قواتهم المهاجمة فى اليمن بدليل خروجهم من عديد من المدن الرئيسية الجنوبية وخاصة عدن.
*هل تستبعد تدخلا برىا فى اليمن؟
نعم بالطبع أستبعد التدخل البرى لليمن من قبل الدول العربية لأن الأمر لا يستدعى تدخلاً برياً فهناك الجيش اليمنى موجود بالاضافة إلى اللجان الشعبية اليمنية، كما نشرت القوات العسكرية السعودية قوات برية على حدودها مع اليمن حتى لا يخترق الحوثيون الحدود السعودية ويسببون حالة من التوتر داخل المملكة، والآن بعد الضربات الناجحة ل"عاصفة الحزم" تم حصار الحوثيين وأصبح ليس لهم شوكة، وقد يصلون إلى حل سلمى ويكون هناك حوار ويعلمون أن هناك رئيسا يمنيا منتخبا لابد من الانصياع إليه.
*ما الفرق بين حرب اليمن أيام الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس عبد الفتاح السيسى؟
الامر مختلف ففى زمن جمال عبد الناصر كان المصريون مؤيدين للثورة فى اليمن ضد الإمام بدر، حيث بعث الرئيس جمال عبد الناصر قوات من الجيش المصرى لتأييد الثورة اليمنية وحمايتها، وضحى العديد من أفراد قواتنا المسلحة واستشهدوا هناك من أجل أشقائهم العرب، والآن الأمور تختلف فهناك تهديد للأمن القومى العربى لو سيطر الحوثيون على باب المندب، بما يشكل خطرا على الدول العربية ودول الخليج فكان لا بد من المسارعة للوقوف بجانب الأشقاء العرب لأنهم كتلة واحدة.
* هل إيران لها دور فيما يحدث باليمن وتدعم الحوثيين؟
بالتأكيد فإيران تدعم الحوثيين فى اليمن بسبب اعتناق نفس المنهج وهو "الشيعي"، حيث تريد إيران توسيع نفوذها بالخليج العربى وإفريقيا.
* بماذا تصف زيارة أردوغان الأخيرة لإيران على الرغم من تصريحاته الأخيرة ضدها وأنها تتدخل فى شئون دول الخليج الداخلية؟
زيارة أردوغان لطهران تأتي في إطار بحثه عن حلفاء فى المنطقة، وقبول إيران بهذه الصداقة يأتي بسبب رغبتها أيضا في توطيد أركان ودعائم لها بالمنطقة.
* كيف تصف تراجع واشنطن عن قرارها بتجميد صفقات السلاح منذ عام 2013؟
عودة الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن قراره بتجميد صفقة الطائرات "إف 16" والصواريخ ومعدات الدبابات، يأتى بعدما وجدت "واشنطن" أنه لا يوجد عائد يخدمها بوقف هذه المساعدات، لأنها وجدت الأبواب مفتوحة أمام مصر من دول كثيرة مثل الصين وروسيا لجلب السلاح، ولأنها وجدت "السيسى" لم شمل العرب وقرر تنويع مصادر السلاح، بالإضافة إلى صفقة طائرات "الرافال" الفرنسية التى تعاقدت عليها مصر مؤخراً.
* بكم تقدر هذه المساعدات العسكرية الأمريكية؟ وماذا تقدم أمريكا لإسرائيل؟
المساعدات الأمريكية تقدر ب1.3 مليار دولار فى حين أن أمريكا تقدم لإسرائيل مساعدات مفتوحة، حيث تعتبرها ولاية من ولاياتها المتحدة فى المساعدات العسكرية.
* هل يعتبر هذا التراجع بمثابة فتح صفحة جديدة مع مصر؟
هذه الخطوة لا تعتبر فتح صفحة جديدة مع مصر، ولكن عدم تأثر مصر بتجميد المساعدات دفع "واشنطن" لإعادة النظر مرة أخرى فى قرارها الذى اتخذته منذ أكثر من عامين، وأن عودة المساعدات الأمريكية لمصر متوقعة بسبب فرض مصر نفسها على العالم وانطلاقها اقتصادياً وعودة الأمن والاستقرار وقوة علاقتها الخارجية مع دول العالم.
* هل عودة أمريكا فى قرارها بتجميد صفقات السلاح لمصر يعد فى مصلحتها؟
أمريكا لا تتخذ قرارات إلا إذا كانت تخدم مصالحها فى المنطقة، وهى وجدت مصر تفرض نفسها على السياسة الخارجية للدول الأوروبية والآسيوية فوجدت أمريكا نفسها الخاسرة فتراجعت عن قرارها، ومصر فى الفترة الأخيرة حرصت على تنويع مصادر السلاح وهذا ما جعل أمريكا تعاود التفكير فى مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط، وأعلنت فى هذا التوقيت وقف تجميد المساعدات لمصالحها بسبب تأثر مصانعها، بالإضافة إلا أنها وجدت أنه ليس هناك أمل فى عودة جماعة الإخوان للحكم.
* نعود إلى مصر ما الوضع فى سيناء الآن؟
ستستمر جهود القوات المسلحة والشرطة المدنية فى القضاء على الإرهاب بسيناء، ومحاربة الإرهاب فى كل الدول تعتبر حربا طويلة لأنها غير منتظمة عكس الحروب النظامية فالحرب النظامية جيش يواجه جيشا وهناك قوانين دولية قد تتحكم فيها أما محاربة الإرهاب هى حروب مفاجئة وتعتمد أكثر على المعلومة، وهناك ضربات استباقية لأوكار التكفيريين برفح والشيخ زويد والعريش فهناك جهد ملموس من عمليات الجيش فى سيناء.
* متى نعلن أن سيناء خالية من الإرهاب؟
الأمر يحتاج سنين لأن سيناء ليست صغيرة، ومحاربة الإرهاب تطول، وأتوقع أنه خلال عامين سوف نعلن أن سيناء خالية من الإرهاب، وهناك تعاون من القبائل بسيناء مع قواتنا المسلحة فى محاربة التكفيريين بسيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.