انتقد موقع "انسايدر اونلاين" الامريكى موقف الازهر الشريف " و"دار الافتاء" من الدعوة الرئيس السيسي للقيام بثورة دينية يتم فيها مراجعة النصوص التي تحرض علي العنف وترفض الآخر. وقال الموقع في مقال له اليوم إن المؤسسات الدينية المصرية اكتفت بإطلاق حملة قومية "لتصحيح صورة الاسلام "من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والزيارات الخارجية والمنشورات ؛ لكن هذه الجهود- بحسب الموقع- لن تؤدى الى شئ ذات قيمة بل ستؤدى الى نتيجة اقل بكثير من ما كانت ستقوم به الثورة الدينية. وأشاد كاتب المقال بدعوة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لتصحيح الخطاب الدينى والقيام بثورة دينية لافتا الي أن الرئيس المصري اعلن أمام جمع من علماء الدين ان الافكار التى تنقل عن الاسلام اصبحت عدائية وان الدين منها برئ وان الفكر الدينى السائد يستند الى افكار ونصوص متحجرة تم تقديسها منذ قرون بحيث اصبح من الصعب تغييرها باعتبارها نصوص مقدسة ويتم تداولها عبر الانترنت. واوضح ان الاسلاميين رأوا فى تصريحاته خروج على الاسلام لانه طالب بما اعتبره البعض "انتفاضة" على المفاهيم الاسلامية فى حين لاقت تصريحاته صدى ايجابيا فى الدوائر الغربية و وشجعت الرئيس الأمريكي أوباما للفصل فى خطاباته بين التطرف والاسلام. ويري كاتب المقال ويدعي صمويل تادروس وهو متخصص في الشأن المصري أن دعوة الرئيس السيسي تفتقد الى افكار واضحة او ألية للتنفيذ اذ لايمتلك السيسي او الحكومة استراتيجية واضحة لمكافحة التطرف في ظل عجز المؤسسات الدينية عن تنفيذ هذه الدعوة علي أرض الواقع واكتفاءها باطلاق حملات لتصحيح صورة الاسلام. واعتبر أن افضل الاماكن لبدء الثورة الدينية هو المدارس المصرية ؛ مشيرا الى انه رغم ان المحاولات المتعددة للاصلاح والتى غالبا كانت مدعومة من الحكومات الغربية الا ان النظام التعليمى الحالى فى مصر يعتبر حاضنة للتطرف والراديكالية والتى بدورها تؤجج التشدد مع غير المسلمين والعداء مع العالم الخارجى. ويري الكاتب ان معالجة الاصولية والتطرف فى مصر تبدأ من معالجة هيكل النظام التعليمى وليس فقط تعديل المناهج التعليمية ؛ مشيرا الي ان اجزاء كبيرة من المناهج التعليمية تبقى خارج سيطرة وزارة التربية والتعليم لتبقي ضمن نطاق مؤسسة" الازهر " التى كان يخاطبها السيسي وطالبها بالانتفاضة على المفاهيم المغلوطة. ويزعم الكاتب طلاب الازهر عرضة للراديكالية وخاصة المصريين منهم حيث يتعرضون لمقررات قد تستخدم للحث على العنف ضد " غير المسلمين" والعالم ككل اذ تصف تلك الكتب غير المسلمين ب" الاخر" كقاعدة وهو امر يحرض على العنف. ويتم غرس بعد المعتقدات مثل عدم جواز " تحية الكافر" وتتجلى – بحسب الموقع- معاداة السامية فى تلك المقررات بالاضافة الى وسم اليهود بالغدر والجشع والاستغلالية واثارة الفتن كما تدرس مبادئ "أهل الذمة " كممارسة اجتماعية تاريخية فى اطار التعامل مع " غير المسلمين". بالاضافة الى " الجزية" - الضريبة - المفروضة على "غير المؤمنين" فى الدولة الاسلامية كجزء من ممارسة الحق الدينى بالاضافة الى تعليم الطلاب ان بناء الكنائس ضمن اراضى الاسلام غير جائز. واعتبر تادروس ان تلك المدارس المقتصرة على المسلمين فقط تعنى ان هؤلاء الطلاب لن يستطيعوا الانفتاح على المواطنين المصريين من اصحاب الديانات الاخرى الامر الذى يجعلهم فى معزل عن المجتمع ويسمح ببناء تصورات واراء خاطئة تستمر بالتنامى جنبا الى جنب مع التعصب ولهذا فليس غريبا ان نرى ان خريجى الازهر هم خير طليعة لجماعة "الاخوان المسلمين " وسائر الجماعات الاسلامية الاخرى والتى تحاول خلخلة النظام. وقال ان وجود المدارس الازهرية تحت اشراف وزارة التربية والتعليم يجعل هناك حاجة ملحة لوجود تغيير حقيقى بالمجتمع المصرى لان تلك المقررات المسمومة تحتاج للخضوع الى تلك المعايير التى تخضع لها مقررات التعليم العامة فى البلاد كما تحتاج ايضا الى اهتمام حقيقى بخلاف تلك المحاولات السابقة. وأشار الي أن المحاولات السابقة لاصلاح التعليم قد فشلت لتركيزها على ادخال بعض الجمل حول التسامح الدينى دون محاولة وضع اطار لتلك المفاهيم والقيم العالمية بالمناهج الدراسية والتركيز على قيم المساواة والسلام واحترام الاخر والمواطنة بالاضافة الى التشديد على التنوع طبيعة وان علينا لعب دور ايجابى للنهوض بأمتنا. وأكد ان مادة التاريخ تحتاج الى اهتمام فورى فالنصوص المصرية التى تدرس فى المدارس المصرية تحتاج للاهتمام بتاريخ العالم ونشوء الاديان والثقافات بحيث يتخرج الطلاب بمخزون معلوماتى حول تاريخ الاحداث والعالم الخارجى بثقافاته المتنوعة بجانب التاريخ الاسلامى.