أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية إن انعقاد القمة العربية في مدينة شرم الشيخ وبرئاسة مصر يُجدّد الثقة بدور مصر الريادي في هذه الظروف الاستثنائية المليئة بالتحديات والمخاطر الجسام. وقال في كلمته أمام الوزاي العربي لذي انطلقت أعماله للتحضير للقمة العربية المقررة السبت المقبل : أن الدبلوماسية المصرية سوف تتمكن من الاضطلاع بالمسئوليات الجسام المُلقاة على عاتقها خلال هذه الدورة الهامة لمجلس الجامعة العربية كما عبر العربي عن شكره للشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويتمعربا عن تقديره للجهود التي بذلها خلال تولي الكويت رئاسة أعمال الدورة السابقة للقمة العربية، منوهاً بدوره الشخصي وبدبلوماسيته المتميزة وبدور دولة الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وما أبدته دولة الكويت من حرص على دعم الجامعة ومسيرة العمل العربي المشترك.
وأكد العربي في كلمته أهمية عملية "عاصفة الحزم" التي بادرت المملكة العربية السعودية بتنفيذها، و التأييد التام لها، وقال : انها عملية عسكرية ضد أهداف مُحدّدة تابعة لجماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن، وذلك استجابةً لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الذي يمثل الشرعية في اليمن، ولحماية أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية. وأوضح العربي أن انطلاق هذه العمليات العسكرية جاء بعد فشل جميع المحاولات الرامية إلى وضع حد لانقلاب جماعة الحوثيين وبعد تماديهم في اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الشرعية الدستورية والإرادة الوطنية للشعب اليمني المتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومتابعة تنفيذ بنود مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية. وأوضح العربي أن هذه العملية تستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها بشأن الأوضاع في اليمن، كما أنها تستند أيضاً إلى المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك والتي نصت على انه : "تعتبر الدول المتعاقدة كل اعتداء مسلح يقع على أي دولة أو أكثر منها، أو على قواتها، اعتداءً عليها جميعاً، ولذلك فإنها، عملاً بحق الدفاع الشرعي – الفردي والجماعي – عن كيانها، تلتزم بأن تبادر إلى معونة الدولة أو الدول المعتدى عليها وبأن تتخذ على الفور منفردة ومجتمعة جميع التدابير وتستخدم جميع ما لديها من وسائل بما في ذلك استخدام القوة المسلحة لرد الاعتداء ولإعادة الأمن والسلم إلى نصابهما. وتطبيقاً لأحكام المادة السادسة من ميثاق جامعة الدول العربية، والمادة الحادية والخمسين من ميثاق الأممالمتحدة، يُخطر على الفور مجلس الجامعة ومجلس الأمن بوقوع الاعتداء وما اُتخذ في صدده من تدابير وإجراءات". (انتهى الاقتباس). وهذا كله قد تم بعد أن طلب الرئيس اليمني رسمياً من مجلس الأمن ومن جامعة الدول العربية: "التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش".
ونبه العربي الى أن ما تشهده اليمن اليوم يفرض وبإلحاح على جدول أعمال هذه القمة النظر في ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير جماعية لصيانة الأمن القومي العربي ومواجهة التهديدات الجسيمة بما في ذلك مكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي باتت تُشكّل آفة العصر والخطر الأكبر المُحدق بأمن المنطقة واستقرار دولها وشعوبها، فضلاً عمّا تُشكّله من تهديد لنظام الأمن القومي العربي برمته.
وأكد العربي على ما تضمنه القرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة الوزاري في السابع من سبتمبر الماضي بشأن متطلبات المواجهة الشاملة ضد الإرهاب وكيفية التصدي له واجتثاث جذوره، وكذلك الإشارة إلى الدراسة التي أعدتها الأمانة العامة بشأن "دور الإرهاب في تهديد الأمن القومي العربي" وتم تعميمها على جميع الدول الأعضاء في الجامعة في نوفمبر الماضي. وأكد الربي مجددا على ضرورة تبني مجموعة من التدابير العملية والفعّالة التي لا تقتصر فقط على النواحي العسكرية والأمنية، وإنما تمتد لتشمل النواحي الثقافية والعقائدية والإعلامية والمجتمعية الحاضنة والمُنتجة للتطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره. وأوضح أن التوافق على اتخاذ مثل هذه التدابير من شأنه أن يرتقي بأداء العمل العربي المشترك ويُشكّل رداً عربياً جماعياً لصيانة الأمن القومي العربي والمواجهة الشاملة مع كل ما يواجهه. وقد اقترحت جمهورية مصر العربية بعض الأمور وأرجو أن يتم إقرارها.
إن تبني مقاربات جديدة وفعّالة للتعامل مع مستجدات القضية الفلسطينية وهي القضية المركزية والمحورية لجميع العرب، وما يواجهها من تحديات مصيرية، إضافةً إلى أسلوب التعامل مع جُملة الأزمات المتراكمة والمتفاقمة في كل من سوريا وليبيا واليمن ، أصبح أمراً ملحاً تتجه أنظار شعوب العالم والرأي العام ودوائر صنع القرار الدولية إلى ما سوف يصدر عن هذه القمة العربية من قرارات بشأنها. ونبه الى أن نيران تلك الأزمات بمجرياتها وتداعياتها الخطيرة وانسداد أفق الحل السياسي لها، قد فاقم من مخاطر الإرهاب، وهناك علاقة مباشرة بين الأمرين، ويُهدّد على نحو مباشر وغير مباشر أمن الدول العربية واستقرارها دون استثناء، كما أنه قد فتح الأبواب أمام التدخلات الإقليمية والدولية في شئون المنطقة ومستقبلها. وقال العربي انه سيقدم تقريراً مُفصّلاً أمام القمة العربية مؤكدا أهمية النظر في القرارات المعروضة بشأن تطوير جامعة الدول العربية، لتكون قادرة على مواكبة المتغيرات العاصفة التي تمر بها المنطقة والاضطلاع بالمسئوليات المُلقاة على عاتقهامشددا على أن المسئولية هي مسئولية عربية مشتركة، وعلينا جميعاً تحمل أعباءها لتحقيق ما نصبو إليه من آمال في عمل عربي مشترك يُلّبي تطلعات شعوب هذه المنطقة ويحقق طموحاتهم في مستقبل آمن ومستقر ومزدهر. وأعرب الامين العام عن أمله في أن تتمكن القمة العربية قبل انتهاء عملها من إقرار مشروع الميثاق الجديد للجامعة.