كتبت: نورهان عبداللهعناقيد ملونة ديوان جديد للكاتبة حرية سليمان والصادر في طبعته الاولى عن دار إكتب للنشر و يجمع مابين قصائد رومانسية متنوعة حيث يقع الديوان في 114 صفحة ويتضمن 26 قصيدة منها مولاى , ونزف على جدار الزمن, عذراً ,رسالة ,شفاء ,ذكرني ,صمتك ,لاتغضب ,ذات مساء ,مدينتك ,مازلت بنبضك ,هو ,سفر ,يهديني ,وهم امتلاك ,أرفض وأعشق ,أنشودة عشق أبدي ,إلى الملتقى ,الآتي , أنت ,أنتم يا ,اخترتك ,امنحها ,أقسمت.. لا , بربك .حيث احتفلت الكاتبة حرية سليمان بحفل توقيع عناقيد ملونة بمكتبة البلد وبحضور الكاتب الكبير كاتب اللغة العامية سمير عبد الباقي والشاعر أحمد سويدان والكاتبة منى سليمان والشاعر أحمد سعيد والمخرج الكبير أشرف سمير عبد الباقي ومدير دار نشر إكتب يحى هاشم ووسط أصدقاء الكاتبة .وقالت حرية سليمان خلال الحفل عن بدايتها في الكتابة أن والدها قد ساعدها كثيراً على القراءة من خلال مكتبته الصغيرة فقرأت الأدب العالمي والمترجم لكبار الكتاب أمثال وليم شكسبير وتشارلز ديكنز وأنطون تشيكوف وفيكتور هوجو وغيرهم من الأدباء الغربيين كذلك قرأت الكاتبة لطه حسين ويوسف ادريس ونجيب محفوظ ويوسف السباعي ونزار القباني ومحمود درويش وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل والبياتي وآخرين .ومنذ طفولتها والتي كان الفضل في اكتشافها أحد اقاربها حيث وججها بشكل إيجابي بإخراج مجلة شهرية تحت عنوان النهر ولأن حرية سليمان لم تقف عند حد الكتابة بل ايضاً تمتلك موهبة الرسم قامت بتصميم غلاف المجلة على شكل سيدة جميلة شعرها طويل ومسترسل يمثل صفحة النهر .وأضافت حرية سليمان أن الحظ لم يحالفها فقد اعترض والدها طريق الكتابة بحجة أن الكتابة لا تتلائم مع طبيعة الفتاة الشرقية وأجبرها على دراسة مجال آخر فدخلت كلية الآداب قسم لغة انجليزية لكنها اكتشفت بالصدفة أن مادرسته كان له علاقة بما قرأته من كتب منذ الطفولة .وأكدت الكاتبة أن بعد زواجها الذي دام لمدة 15 عام كانت تطاردها الكتابة فشعرت أن لديها حنين للعودة كى تستعيد روحها وكيانها من جديد بعد أن شعرت أنها تائهه ولا مفر من البحث عن ذاتها إلا في الكتابة وقد ساعدها في ذلك زوجها وبناتها كثيراً كذلك التكنولوجيا وخاصة موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك فتقول الكاتبة حرية سليمان : بدأت أولى كتاباتى تبعتها الثانيه والثالثة وفعلا حرصت على الكتابة بشكل يومى مستمر ولفت ذلك الأنظار بشكل كبير .إلى أن شجعنى ذلك على الاستمرار .كنت أراه بعثا يوميا وميلادا حقيقيا فعلا ...فيكفى أن تضع الحروف لتشكل حياة بأسرها وتعلن وجودك بالحياة وتترك بصمة .فكنت أرى فعلا أنه طوبى لمن ترك علامه وأوقد شمعه ..فهو بالفعل يستحق الحياة ، أقنعنى أحد الأصدقاء بضرورة نشر كتاباتى بكتاب يتضمنها بصورة ديوان شعرى أو كما يدعوها البعض بالنصوص النثريه ، إقتنعت بالفكرة وراقتنى كثيرا فعلا وقمت بالتواصل مع دار نشر أكتب ومن هنا كانت بداية الحلم والذى تحول بعدها ليقين بات حقيقة راسخة بأن الكتابة تسرى بكيانى ودمى أيا كانت النوعية .عناقيد ملونة هو العنوان للكتاب وهو مكون من 26 قصيدة مختلفة بالإحساس والمضمون ولذا كان العنوان رمزا لاختلاف ألوان المشاعر كما هى الحياة مختلفة مابين مشاعر الفرح والحزن والغضب والرضا والتفاؤل والانطواء والرفض والثوره وغيرها من المشاعر الإنسانية الا ان له طابع رومانسى مميز وخاص به ..هو ديوان ناعم رغم كل ذلك .وتابعت حرية سليمان قولها أنها لم تحصر ذاتها في حد كتابة القصائد النثرية فتنوعت مابين القصيدة والقصة القصيره والنوفيلا واستطاعت فى الأونة الأخيره أن تكتب عددا معقولا من القصص القصيره بشكل مميز ومختلف وستصدر بشكل مجموعة قصصية قريبا عنوانها أنينها إحدى قصص المجموعة ذاتها .فالمجموعة تشمل العديد من المشاعر المختلطه وغالبا معظم بطلات القصة سيدات وهن دوما يحملن رصيدا هائلا من المشاعر الإنسانية المختلطة بشكل كبير ..غريب عالمهن ..به الحب والكراهيه والحنين والذكريات ..حالمات هن ، واثقات وربما معترضات ، حالمات وربما ثائرات ،تشكل طفولتهن كما هو حال الانثى العربية الشرقية جزءا كبيرا من حقيقتها ..تشكل أحلامهن المجهضة جسرا كبيرا طويلا يعبرنه باضطراب ، هى مجموعه من 30 قصة تقريبا ومختلفة المضمون والمحتوى ، إلا انها لم تغفل الرجل في عالمها فله نصيب أيضا من كتاباتها أحيانا يكون متهما وكثيرا ما تتبنى قضيته مؤكدة انها عادلة في الكتابة عن الجنسين .وعن سؤال طرح حول الكتابة عن الثورة وكيف عبرت عنه حرية سليمان قالت الثورة بحد ذاتها الهام للحياة ..تغيير للأفضل ,شعوب تتغير وتخلق مصائرها من جديد ، تتشكل بكل حرية وتوق للحياة ، حياة بمفردات جديده واحلام كبار ، نحاول استيعاب ماهيتها وماهية تلك المعانى التى ربما لم نعرف لها معنى الا الآن ، الحرية ، كيف نعشقها ونطالب بها ونحن نرزح تحت الأغلال ، كيف نطالب بها الحكام ونقدسها كشعوب ويزدروننا هؤلاء الحكام ويهمشوننا ويقودوننا كأفراد كما تقاد الأنعام ، من هنا كانت الثورة وما فعلت بنا وما الهمتنا وكيف علمتنا أن نكون ..وكيف تكون أنت أنت ، الهمتنى العامية اجمل كتاباتى عن الثوره التى رأيتها بعثا لى انا الاخرى فولدت من جديد بلون واحساس مختلفين تماماأثرت بى الثورة كثيرا فكتبت عنها اجمل كتاباتى العاميه واخترتها كأداة للتعبير لأنها الأقرب للإحساس وهى كالدانة تنشطر فتأخذ كل شئ بطريقها المشاعر والاحاسيس والانفاس .كتبت ( كشكول ) و ( مين علمك ) و ( دفا حضنك ) و ( عيون بهيه )..وغيرها من القصائد فى حب مصر وحملت احساس رائع ومختلفا وايضا سأحاول ان اجمع تلك الكتابات بديوان صغير خاص وخاصة بعد ان لا قت استحسان الكلفى النهاية أنا مدينه فعلا لوالدى الذى أثر فى بشكل مباشر والذى جعلنى محبة لكل معطيات الحياة وقريبة بشكل كبير من عالم طالما تقت لمعايشته والسكون اليه وهو الكتاب ولكل الاصدقاء والصديقات بالمجتمع الافتراضى واثروا بى وكان لهم الفضل الأول فى استمرارى وتقدمى ...وزوجى الرائع الذى دعمنى نفسيا وكان نعم العون وبناتى ثروتى وكنزى الذى أشرف به وانتمى إليه .مدينة لزوجى كثيرا فقد دعمنى وترك لى مجالا فسيحا للتعبير عن مكنونات نفسى بمنتهى الحرية ولم يشكل عائقا أبدا فى طريقى ، بل وقد أعترف هو نفسه بأهمية الكتابة لى واعتبرها حياة فعلا أتنفسها رغما عنى وبإرادتى فاحترمت ذلك فيه حقيقة ولأنه منحنى فعلا ما حرمنى والدى منه بداية .فالكتابة لى حياة أخرى وميلاد فعلى أكتب لأتنفس وكما عبر عن ذلك العبقرى الخال الرائع سمير عبد الباقى والذى تأثرت به وبعشقه لتراب الوطن والذى قدسه كقدسية الحياة واختلط بدمه ومسامه وصارا لا ينفصمان أبدا ، بأن الكتابة هى البديل الوحيد للموت فهى بكل صراحة خلق وبعث وميلاد ووهج وهى الخيط الفعلى الذى يربطنا بالحياة ويميزنا عن الآخرين .وأختتمت الكاتبة بإهدائها الديوان لكل اصدقائها قائلة لكل هؤلاء أهديت ديوانى وسأهدى أعمالي القادمة إن شاء الله ، أتمنى فقط أن أظل ممسكة بقلمى ودفاترى حتى آخر أنفاسى فلا اتخيل حياتى أبدا بدونهم ويؤرقنى التفكير فى إمكانية تخليه عنى لأننى وبكل صراحه معلقة بهم كما هى الأنفاس مكبلة بالحياة , وراحت توقع مع الحاضرين ديوانها عناقيد ملونة .