نجح الأطباء في اكتشاف عقار جديد لعلاج سرطان الكلىخاصة في المراحل المتأخرة من الإصابة يعد من أحدث الأساليب العلاجية حيث يمنعتكوين الأوعية الدموية التي توصل الدم إلى الخلايا السرطانية ليحدث إيقافا لنموهاويمنع وصول الدم اليها ، ووصلت نسبة السيطرة على المرض باستخدام هذا العقارالجديد مع بعض الحالات إلى 40% بعد أن كانت معدومة تماما.أعلن ذلك الدكتور محمد عبد الله أستاذ علاج الأورام بالقصر العيني أمام ندوةعلمية اليوم الجمعة حول الجديد في علاج سرطان الكلى .وقال عبد الله إن العقار الجديد تمت الموافقة عليه من قبل كافة السلطات الصحيةبأمريكا وأوروبا والعديد من دول العالم وهو يعمل من خلال استراتيجية تأثير مزدوجعلى الأورام حيث يقوم بإيقاف نمو الخلايا ومنع وصول الدم إليها ، وسوف يستفيد منهالحالات الميئوس من علاجها ولا تصلح باقي الوسائل العلاجية لها .. مشيرا إلى أنهتم توفير العقار الجديد في مصر .وحذر الدكتور محمد عبد الله أستاذ علاج الأورام بالقصر العيني من تأخر تشخيصسرطان الكلى والذي يرجع إلى أن أعراضه - التي تتمثل في وجود دم في البول أو ثقلأو ألم في الجانب الأيمن أو الأيسر - تتشابه مع أعراض أمراض أخرى تصيب الكلى ..مشيرا إلى أنه في حالة فشل العلاج واستمرار وجود الأعراض يجب على المريض والطبيبأن ينتبها أنه من الممكن أن تكون هذه الأعراض لسرطان الكلى ، لذلك يجب عمل أشعةموجات صوتية على البطن والكلى لكي يطمئن المريض .وأوضح أن علاجات سرطان الكلى أو السرطان عموما مرت بعدة مراحل منذ بدايةستينيات القرن الماضي بداية من العلاج الكيماوي والإشعاعي ثم العلاج المناعيوأخيرا العلاج الموجه وهو أحدث العلاجات لمرض السرطان .وأضاف أن المقصود بالعلاج الموجه أنه يهاجم الخلايا السرطانية فقط ولا يضرالخلايا السليمة وهذا سبب أهميته وخاصيته وبدأ الأطباء حاليا يستخدمونه لعلاجحالات الأورام ليس في المراحل المتأخرة فقط بل وفي المراحل الأولى من الإصابة بعدأن أعطى نتائج جيدة في علاج العديد من حالات السرطانات إلى جانب استخدامه معوسائل العلاجات التقليدية الأخرى.وقال إن العلاج الموجه أدى إلى تغير كبير في علاج سرطان الكلى فإذا نظرنا قبلالخمس سنوات الماضية نجد أنه لم يكن هناك خط معترف به دوليا يسير عليه المريض سوىالعلاج الكيميائي أو المناعي الذي كان يجعل المرض يسكن لمدة خمس شهور فقط ليعيشالمريض لمدة 11 شهرا ، بينما العلاجات الموجهة أدت إلى أن المريض يظل خالي منالمرض لمدة أكثر من 11 شهرا ويرتفع معدل الحياة إلى 26 شهرا أي أكثر من الضعف معالعلاجات التقليدية ،مما أدى إلى حدوث ثورة في علاج سرطان الكلى المنتشر .وقال الدكتور عبد الله إنه على الرغم من أن سرطان الكلى من السرطانات قليلةالانتشار إلا أنه ليس مثل سرطان الثدي أو الرئة فهو من أنواع السرطانات الخطرةلأنه يتميز بالانتشار السريع في الجسم ، ويتم استئصال الكلى للمراحل المبكرة حتىنتجنب المضاعفات التي تحدث من سرطان الكلى والتي تؤدي إلى انتشار سريع في خلاياالدم ويصل إلى أعضاء كثيرة للجسم حتى المخ لأنه من انواع السرطان المعروفهبالشراسة .وأكد أن أهمية هذا العقار الموجه تأتي من أن خيارات العلاج لحالات سرطان الكلىالمتقدم كانت خيارات محدودة للغاية ، فهذه الحالات لا يصلح معها العلاج الإشعاعيأو الكيميائي وفي الحالات المتاخرة منها لا يمكن استئصال الكلى أو اتباع أي منوسائل التدخل الجراحي .. مشيرا إلى أن حالات سرطان الكلى التي يتم اكتشافها مبكراينجح فيها العلاج التحفظي باستئصال الورم أو الجراحات التقليدية لاستئصال الكلىحسب ظروف كل حالة وهي أنجح وسائل العلاج المتوفرة حاليا لكن هذه الوسائل لا يمكناستخدامها في حالات الاكتشاف المبكر ويمكن للعقاقير الجديدة علاجها .وأوضح أستاذ علاج الأورام بالقصر العيني أن حالات سرطان الكلى المتقدمة تنتشربسرعة أكبر ويصعب تشخيصها بشكل جيد وتشير الإحصاءات إلى أنه من 20 إلى 30 % منمرضى سرطان الكلى يعانون من المرض في مراحله المتقدمه .. مشيرا إلى أنه عندمايكون المرض محصورا في الكلى فإن احتمالات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنواتتتراوح ما بين من 80 إلى 95 % من المرضى وتنخفض هذه النسبة بعد دخول المرض إلىمرحلى الانتشار في الجسم لتصل إلى 20%.وأكد أن التشخيص الصحيح للمرض والخضوع لعملية تقييم المخاطر قبل بدء العلاجوالحصول على الأدوية المناسبة المتوافقة مع المعايير العلاجية الدولية يحسن منطبيعة حياة وفرص نجاة مرضى سرطان الكلى وخاصة مع وجود العلاجات الموجهة لعلاجمرضى سرطان الكلى التي لا تنجح معه الوسائل العلاجية الاخرى خاصة التدخلاتالجراحية حيث بلغت نسبة السيطرة على المرض باستخدام هذه العقاقيرإلى 40 % بعد أنكانت معدومة تماما .وقد شهد الندوة التي تناولت الجديد في علاج وتشخيص سرطان الكلى عدد من الأطباءوالمتخصصين في مجال العلاج والتشخيص والوقاية من سرطان الكلى .