أصبح الرئيس عبدالفتاح السيسي "رجل الشرق الأوسط القوى" المفضل لدى المحافظين الأمريكيين والطامحين للرئاسة من الحزب الجمهوري. وأشاد العديد من أعضاء الحزب الجمهوري والديمقراطي، فضلا عن شخصيات إعلامية كبيرة أخرى ب"الثعلب المصري"، حيث ساهمت الأحداث الأخيرة مثل هجوم "شارل إيبدو" مع تنامي خطر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش" في رفعة شأن السيسي في الغرب، حيث شعر زعماء الغرب أنه كان محقا في التصدي للإسلاميين المتطرفين.
ولعل السبب الأقوى في إشادة نواب الكونجرس هي خطبة الرئيس السيسي في ذكري المولد النبوي بجامعة الأزهر والتي دعا فيها إلى ثورة ضد التطرف وثورة دينية لتغيير الخطاب الديني. وبدت كلمة السيسي وكأنها دعوة إلى تطهير الفكر الإسلامي من التطرف، الذي تستخدمه جماعات مثل داعش والقاعدة لتبرير الجهاد، مؤكدا أن سمعة المسلمين تأثرت بما يحدث من عنف، منوها بضرورة مراجعة مفاهيمنا نحن، موضحا أن الإرهاب لم ينتشر إلا في ظل تفرق الأمة حتى علقت بها أعمال العنف أمام العالم وأثر على سمعتها.
وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز: "ما من شيء أفضل من رؤية هذا النوع من الشجاعة التي تجلَّت في خطاب السيسي"، وتساءل: "لماذا لا نرى رئيس الولاياتالمتحدة يتحلى بالشجاعة نفسها وقول الحقيقة؟". يأتي ذلك في الوقت الذي يتهم الجمهوريون الرئيس "باراك أوباما" بالمراوغة وعدم رغبته في التصريح علنا بأن الولاياتالمتحدة في حالة حرب على الإرهاب.
كما طالب المعلق السياسي الأمريكي، جورج ويل، الشهر الماضي، بمنح الرئيس المصري جائزة نوبل للسلام. أما عن المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية "جيب بوش" الذي كان حاكم ولاية فلوريدا، وقدم استقالته من عضوية كل مجالس إدارات الشركات والمؤسسات غير الربحية، فقد أبدي اندهاشه من عدم تقدير البيت الأبيض للرئيس السيسي حيث قال:"في الوقت الذي ينتشر فيه الإرهاب في الشرق الأوسط كالنار في الهشيم، لا أفهم لماذا يقول البيت الأبيض ل"السيسي": (أنت لست ضمن فريقنا)؟!. أضاف "بوش" نجل الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش وشقيق الرئيس الأسبق بوش الابن:"قدم السيسي خطابًا ذا مصداقية حول الراديكالية، وأكد خلاله أن مسئولية محاربتها تقع على عاتق الدول العربية". وعن النواب الذين دافعوا عن السيسي منذ بداية توليه مقاليد الحكم في مصر، السيناتور الأمريكي "دانا روراباتكر" الذي قال عنه:" السيسي لا يحتاج نُصحًا من أحد " فهو رجل ذكي جدا، وشجاع ومحبوب من الشعب المصري". وكانت عضوة الكونجرس الأمريكي "لوريتا سانشيز"، رحبت بترشح الرئيس السيسي في البداية، وطالبت الحكومة والجيش المصري بوقف فوري لممارسات التي تقوم بها الجماعة، موضحا أنهم لا قوة لهم على الأرض.
ودافعت" كاي جرانجر" النائبة عن الحزب الجمهوري بالكونجرس الأمريكي، عن مصر حيث قالت إنها ستفعل "كل ما في وسعها" بما في ذلك تعطيل تشريع خاص بالإنفاق لإرغام الإدارة على تقديم طائرات مقاتلة وأسلحة وغيرها من المساعدات للحلفاء الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية. أضافت جرانجر وهي رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية للعمليات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي إن مصر تحتاج طائرات إف-16، وأسلحة أخرى علقتها الإدارة منذ 2013، وفقًا لما نقلته رويترز. أما التصريح الأشهر على الإطلاق هو ما كتبه "ريتشارد لاند" زعيم الكنيسة المعمدانية الأمريكية في أحد مقالاته عن السيسي حيث شبه بمارتن لوثر كينج والذي قال عنه إن خطابه بمثابة تذكرة تاريخية بالخطاب الشهير لمارتن لوثر كينج "لدى حلم". ووصلت الإشادة بجهود السيسي إلى درجة أن "مايك هوكابي " المنافس الجمهوري المحتمل للرئاسة قال خلال حوار مع شبكة "نيوز ماكس" الأمريكي "نشكر الرب على وجود الرئيس السيسي في مصر".