أعلن وزراء في حكومة الأرجنتين دعمهم للرئيسة كريستينا كيرشنر، رافضين اتهامها بالتدخل لمنع محاكمة مسؤولين إيرانيين يشتبه في تورطهم في تفجير مركز يهودي في بوينوس إيرس في 1994. وقال وزير الداخلية، والنقل فلورنسيو رانداتسو، إن الاتهامات "سخيفة جدا".. واتهمت كيرشنر، الجمعة، بموجب محضر أعده قاضي التحقيق البرتو نيسمان قبل العثور عليه ميتًا في شقته عشية جلسة استماع في البرلمان. وكان نيسمان، يقود التحقيق في الاعتداء على المركز اليهودي، الذي أسفر عن 85 قتيلًا و300 جريح، بعد 20 عامًا على وقوعه، وأكد أن كيرشنر قامت بحماية مسؤولين إيرانيين كبار من التحقيق. وبعد وفاة نيسمان، تبنى فريق الادعاء بسرعة الاتهامات، التي أعدها ضد رئيسة البلاد. وبات على القاضي دانيال رافيكاس، النظر في الملف المكون من 300 صفحة، وأضيفت إليه تسجيلات التنصت على المكالمات الهاتفية، وسيقرر ما إذا كان سيفتح أم لا إجراء قانونيا ضد كيرشنر. وأكد انيبال فرنانديز، كبير الناطقين باسم الرئيسة كيرشنر، أنه لم يصدر اتهام رسمي يتضمن استدعاء الرئيسة، قائلًا: "لم يتمكنوا من العثور على أي شىء لذلك لم يتمكنوا من إصدار طلب استدعاء رسمي". وتتمتع كيرشنر، البالغة من العمر 61 عامًا، بالحصانة ولا يمكن أن تعاقب إلا إذا وافق ثلثا أعضاء البرلمان على رفع الحصانة، وهذا ما لا يمكن أن يحدث في الدورة التشريعية الحالية. وأبلغت الرئيس، بالاتهام بينما كانت متوجهة بالطائرة من العاصمة إلى سانتا كروز مدينة زوجها لاحتفال مساء اليوم نفسه، وكتبت على صفحتها عبر "فيسبوك": "يمكنهم الاحتفاظ بكل هذه الكراهية والأكاذيب، سنتركها لهم". وأضافت: "سنعرف بالمكاسب التي حققها المتقاعدون، والزواج بين مثليي الجنس، ومزيد من الحقوق وحد أدنى أفضل للأجور، ودعم المدارس والأطفال". وقبل كيرشنر، التي تتولى الحكم منذ 2007، وجهت إلى الرئيس الآخر كارلوس منعم (1989-1999)، تهمة عرقلة التحقيق في التسعينات حول الاعتداء على المركز اليهودي، وسيحاكم على هذا الأساس. وعثر على المدعي نيسمان (51 عاما) المسؤول عن ملف المركز اليهودي منذ 2004، ميتًا بطلقة في الرأس في شقته في بوينس إيرس في 18 يناير. وأفادت العناصر الأولية، للتحقيق حصول انتحار، لكن الشعب الأرجنتيني لم يصدق هذه الفرضية، وكان هذا القاضي يعتبر أن إيران أمرت بالاعتداء وأن عناصر من حزب الله الشيعي اللبناني فجروا المبنى، الذي كان يضم أبرز المؤسسات اليهودية في الأرجنتين. وطلب المدعي جيراردو بوليسيتا، توجيه الاتهام إلى كريستينا كيرشنر وإلى وزير خارجيتها هكتور تيمرمان: "بجرم عرقلة القضاء والإخلال بالواجب المترتب على الموظف". وأعطى بوليسيتا، دفعًا جديدًا لملف الاتهام المدوي ضد كيرشنر، الذي كشف عنه نيسمان في 14 يناير. وقبل الاعتداء، على المركز اليهودي في 1994، استهدف هجوم آخر بسيارة مفخخة سفارة إسرائيل في بوينوس إيرس، وأسفر عن 29 قتيلا في مارس 1992. وفي 2013، وقعت كيرشنر مع طهران مذكرة تنص على الاستماع في طهران إلى مشتبه بهم إيرانيين كانت الأرجنتين تطالب بتسليمهم منذ 2007 لمحاكمتهم في بوينوس إيرس، لكن السلطات الإيرانية لم تلب طلبها. وتعتبر الطائفة اليهودية ومعارضو كيرشنر والولايات المتحدة وإسرائيل، أن هذه المبادرة تعرقل كشف الملابسات لأنها تستبعد احتمال إجراء محاكمة في الأرجنتين. وحصلت مخالفات في التحقيق حول اعتداء 1994، وأوقف مشتبه بهم ثم أخلى سبيلهم ومنهم عناصر شرطة والشخص الذي يسود الاعتقاد أنه أمن الشاحنة المفخخة كارلوس تاج الدين. وسيحاكم القاضي المسؤول عن التحقيق في الملف من 1994 إلى 2003 خوان غاليانو، والمتهم بدفع 400 ألف دولار إلى كارلوس تاج الدين لاتهام أحد المشتبه بهم، والرئيس السابق لأجهزة الاستخبارات والرئيس السابق كارلوس منعم، بتهمة عرقلة وحرف التحقيق عن مساره لكن موعد المحاكمة لم يتحدد بعد. وأعلنت المدعية العامة الأرجنتينية اليخاندرا جيلس كاربو، تعيين فريق من ثلاثة قضاة هم روبرتو سلوم، وباتريسيو ساباديني، وسابرينا نمر، ومنسق في النيابة الخاصة التي كان يرأسها نيسمان منذ 2004.