اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بقيام تنظيم داعش بإحراق الطيار الأردنى الأسير لديه معاذ الكساسبة حيا، وقالت إن هذا العمل الوحشى أثار احتجاجات فى الشارع الأردنى تطالب بالانتقام، وتهدد بجر النظام الملكى الأردنى نحو مواجهة أكثر مباشرة مع الإسلام المتطرف. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الأردنى، الحليف المقرب للتحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش، تعهد بالعقاب والانتقام على مقتل معاذ الذى قال إنه تم على الأرجح فى وقت مبكر من شهر يناير، ولفتت الصحيفة إلى أن الرأى العام الأردنى أصيب بالذهول من وحشية الفيديو الذى يظهر فيه معاذ داخل قفص حديدى، بينما تشتعل فيه النيران، بينما كانت حالات قتل الرهائن السابقة كلها تتم بذبحهم. وقبل مقتله، كان كثير من الأردنيين يطالبون بلادهم بالانسحاب من العملية التى تقودها أمريكا ضد التنظيم، ويقولون إن تلك ليست معركتهم، لكن مواجهة مقتل الكساسبة ستعزز عزيمة الأردنيين، مع مطالبة العديد منهم بإعدام فورى للإرهابين المدانين الذين طالب داعش بمبادلتهم مع الطيار الأسير، وبالفعل أعلن الأردن صباح اليوم إعدام ساجدة الريشاوى وزياد الكربولى، التابعين لتنظيم القاعدة. من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن صفقة تبادل الأسرى المقترحة بين الأردن وداعش قد فشلت. ورغم أن هذا العرض قد أثار قدرا كبيرا من الجدل، إلا أنه حظى ببعض الإشادة، فقد كان المنطق واضحا، فطالما أظهر داعش استعداده لتبادل السجناء مقابل الحصول على فدية، إلا أن دولا مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا رفضتا الدفع متعللتين بأن الفدية تقدم حافزا للاختطاف وتوفر مزيدا من الأموال لمثل هذه الجماعات المتطرفة، إلا أن تبادل السجناء أمر مختلف، فقد اقترح الأردن الإفراج عن ساجدة الريشاوى، وربما كان انتصارا شخصيا لداعش، حيث يُقال إنها شقيقة مساعد مقرب سابق لأبو مصعب الزرقاوى، الذى قاد تنظيم القاعدة فى العراق. لكن لم يبدو أن لها قيمة إستراتيجية، إلا أن الأردن فوت الموعد النهائى لإطلاق سراحها بعدما طالب بدليل يثبت أن معاذ الكساسبة بصحة وأمان. وبعد تداول الفيديو الذى يظهر فيه حرق الطيار حيا، قال التليفزيون الأردنى إن مقتله حدث قبل شهر. وتشير واشنطن بوست إلى أنه لو تبين صحة هذا الأمر، فلن تكون المرة الأولى التى يتهم فيها داعش بالخداع فى مفاوضات الأسرى. ويعتقد الخبراء أن الفيديو الذى ظهر فيه إعدام الرهينة اليابانى الشهر الماضى قد تم التلاعب فيه، وأن بعض الفدى التى طالب بها داعش مقابل إطلاق سراح الرهائن، لاسيما الأمريكيين، كانت مرتفعة للغاية لدرجة أن المحللين لا يعتقدون أنها عروضا جادة. ورأت الصحيفة أن الفيديو الجديد سيسبب على الأرجح مزيد من المعارضة للتفاوض مع داعش، لأنها جماعة لا يمكن الثقة بها.