«كانت تسيطر عليَّ فكرة تؤرقني وهي ابتعادي عن الله وعن أداء واجباتي الدينية، وكان ذلك راجعاً إلى حبي الشديد للفن، فكنت أعطيه كل حياتي وكل وقتي، وفي أحد الأيام وجدت نفسي أبكي بكاءً شديداً وأنا أقرأ سورة الحج الآية الثانية التي تقول (وترى الناس سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى)، فشعرت بأني ابتعدت عن الله وأصبحت حياتي دنيوية، وقتها قررت ارتداء الحجاب» هكذا تحدثت الفنانة «شهيرة» عن قرار اعتزالها وارتدائها الحجاب في خطوة أثارت الكثير في الوسط الفني وخارجه. فنانة اعتزلت في أهم مراحل نضجها الفني ورغم تعلقها بالفن وتحقيقها نجومية واضحة، قررت ارتداء الحجاب بعدما قرأت آيات من سورة «الحج» ولم تتمالك دموعها، لتتخذ بعدها قرار الحجاب، لتذهب «في هذا الطريق المليء بالنور، بعدما شعرت أنها تحتاج إلى وقفة مع نفسها، وأخذ فترة أخلو فيها إلى الله». ويرصد «المصري لايت» 23 معلومة عن «شهيرة». بدايتها الفنية مع «أم جلال» 23-ولدت عائشة محمد أحمد حمدي في 1 فبراير 1949 بمحافظة الشرقية، وتبلغ من العمر 65 عاما. 22-تخرجت من معهد الفنون المسرحية. 21-كانت تلقب بشقراء السبعينات. 20-بدأت علاقة «شهيرة» بالفن عندما كانت تدرس في الصف الأول الإعدادي، حيث تم اختيارها لتشارك في مسرحية «أم جلال» التي تقدمها فرقة المدرسة بمناسبة انتهاء العام الدراسي، لكن تعرضت بطلة المسرحية لوعكة صحية شديدة خلال أحداث المسرحية، وبعد إلحاح شديد منها وافق أساتذتها على إسناد الدور لها وإذا بها تتألق وتصبح نجمة العرض المسرحي، ما أهلها أيضا لكي تصبح بطلة العروض المسرحية بالمدرسة. 19-بدأت بالتفكير الجاد في احتراف الفن، فالتحقت عقب حصولها على الثانوية العامة بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة، مع الالتحاق أيضا بكلية الحقوق لإرضاء والدها الذي رغم عشقه للفن إلا أنه رفض أن تتجه ابنته للفن. 18-اجتازت «شهيرة» اختبارات القبول بالمعهد وحصلت على المركز الأول على مستوى البنات بينما حصل الفنان الراحل أحمد زكي، على المركز الأول على مستوى البنين، وفي العام الأول لالتحاقها بمعهد الفنون المسرحية كانت الانطلاقة الأولى لها في عالم الفن، حيث شاركت في الفيلم السينمائي «صور ممنوعة» للمخرج مدكور ثابت، الذي التقت من خلاله مع الفنان محمود ياسين وتوطدت علاقتهما وقررا الزواج. زواجها من محمود ياسين 17-تزوجت من الفنان محمود ياسين في بداية عملها بالسينما في 1969 وتم الزفاف في أكتوبر 1970 بعد خطبة دامت 9 أشهر، أي أن زواجهما دام لمدة 44 عاما. 16-أنجبا «رانيا» في 10 مارس 1972، و«عمرو» في 13 مارس 1978، وكلاهما يعمل بالتمثيل. 15-عن تعارفها على «ياسين»، قالت «تعرفت على محمود ياسين أمام الكاميرا، فكان يقوم بدور البطولة في مسرحية (ليلة مصرع جيفارا) أمام سناء جميل إخراج كرم مطاوع للكاتب المسرحي ميخائيل رومان، وكنت وقتها في الفرقة الأولى بمعهد الفنون المسرحية، وكان هو خريج كلية حقوق وعضوا بالمسرح القومي، فالتقينا آنذاك، وحدث ارتياح بيننا، وتمت خطوبتنا ثم تزوجنا بعد عام من تعارفنا». 14-الفنان أحمد زكي كان السبب وراء زواج «ياسين» من «شهيرة»، حيث أنها من مدينة الزقازيق، وهي نفس المدينة التي ينتمي إليها «زكي»، وعندما جاءت «شهيرة» إلى القاهرة لتلتحق بمعهد الفنون المسرحية، اعتبرها «زكي» أختًا له. وعندما بدأت قصة الحب بين «ياسين وشهيرة»، تحدث معه «زكي» وأبلغه بأهمية أن يضع حدا لهذه العلاقة، وعلى الفور طلب «ياسين» يد «شهيرة» للزواج نتيجة لاحتجاج «زكي» على علاقتهما التي لم تأخذ شكلا رسميا. 13-توالت الأعمال الفنية لها خاصةً عقب تفرغها للمعهد وتركها لكلية الحقوق، وقدمت عددا من الأفلام الناجحة أهمها «وضاع العمر يا ولدي»، و«سؤال في الحب»، و«شقة في وسط البلد»، و«الرجل الذي عطس»، و«عودة الهارب»، و«خبطة العمر»، ومن أهم مسلسلاتها الدرامية «الكهف والوهم»، و«الحب»، و«الزوجة آخر من يعلم». 12-تشارك «ياسين وشهيرة» معاً في بطولة 14 فيلمًا، من أشهرها «سؤال في الحب» عام 1975، «شقة في وسط البلد» عام 1975، «الجلسة سرية» عام 1986، «نواعم» عام 1988 المستوحى عن فيلم «سمارة». 11-كونت مع زوجها شركة إنتاج تسمى «شركة أفلام محمود ياسين» عام 1980 ومثلت في الأفلام التي أنتجتها الشركة. الاعتزال بسبب رؤية في المنام 10-اعتزلت الفن عام 1992 وارتدت الحجاب، وعن هذا الموقف أكد «ياسين» أن قرار اعتزالها أمر شخصي، ولم يتدخل به، وقال وقتها إنه يرحب بعودتها مرة ثانية إلى جمهورها. وقالت «شهيرة»: «عندما عرضت على محمود قرار الحجاب وشرحت له التفاصيل وجدته يرحب جداً، وأخبرني أنها حياتي الشخصية، وقال لي: (أنت الوحيدة التي تعرف ماذا يترتب على هذا القرار)، ووجدت منه تفهماً وإعجاباً بالفكرة فقررت أن أنفذها، وهو ما وجدته من أصدقائي». وأضافت «شهيرة» في أحد حواراتها: «إنها لم تقدم طوال مشوارها الفني عملاً فنياً تخجل منه، إلا أن تعرضها لوعكة صحية ومشاهدتها لرؤيا منامية وهي تخضع لمرحلة العلاج، حيث شاهدت كفاً معلقاً في الهواء وممسك بالمصحف الشريف، وعندما ذهبت لتفسير تلك الرؤيا أشاروا عليها بقراءة القرآن في كل أوقاتها، كما انطلقت إلى كتب التفسير والحديث والسنة». وتابعت: «كانت تسيطر عليَّ فكرة تؤرقني وهي ابتعادي عن الله وعن أداء واجباتي الدينية، وكان ذلك راجعاً إلى حبي الشديد للفن، فكنت أعطيه كل حياتي وكل وقتي، وفي أحد الأيام وجدت نفسي أبكي بكاءً شديداً وأنا أقرأ سورة الحج الآية الثانية التي تقول (وترى الناس سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى)، فشعرت بأني ابتعدت عن الله وأصبحت حياتي دنيوية، وقتها قررت ارتداء الحجاب». 9-عن قرار اعتزالها الفن بعد الحجاب، قالت «شهيرة»: «كان من الصعب أن أربط بين حبي لله وحبي للفن، فقررت بذهابي إلى الله أن أتقرب إليه في كل صغيرة وكبيرة، لكن الأزمة التي واجهتني أن الفن يسري في دمي، فأنا كنت نجمة ومتألقة والإغراءات كثيرة، لأن الفن بالنسبة إلي لم يكن هواية وإنما دراسة ومهنة، ولم أكن أتخيل أنني سأبتعد عنه… عشقي لعملي واهتمامي به كانا أكبر من اهتمامي بأي شيء في حياتي، لكنني تركت العمل وقررت أن أذهب في هذا الطريق المليء بالنور، وشعرت أني أحتاج إلى وقفة مع نفسي، وأن آخذ فترة أخلو فيها إلى الله». العودة ببرنامج ديني 8-عادت مجدداً في عام 1996 لتقديم البرنامج الديني «اللهم تقبل» على قناة «اقرأ» التابعة لشبكة قنوات A.R.T. وعن أسباب تقديمها لهذا البرنامج، قالت «شهيرة»: «الفن والشهرة يعززان الثقة بين الفنان والجمهور، لذلك لا بد أن يستغل الفنان نفسه لخدمة مجتمعه وفعل الخير، وعندما قدمت أخبرني الشيخ القرضاوي أن الجمهور يتقبل مني المعلومة والهداية أكثر من بعض الدعاة على شاشة التلفزيون، وهذه الكلمات لا أنساها أبداً، لأنها جعلتني أشعر بأن ما فعلته كان مفيدا». 7-حول توقف البرنامج، قالت «شهيرة»: «توقف البرنامج إلى رغم أن البرنامج حقق نسبة مشاهدة عالية، واجهت صعاباً كان أهمها تغيير رئيس القناة الذي أراد تغيير فكرة البرنامج، فتوقفت عن تقديمه، ومنذ ذلك الوقت لا أشعر بحماسة لتكرار التجربة». العودة للتمثيل وخلع الحجاب 6-في سبتمبر 2011، وخلال حوارها مع مجلة «لها», قالت «شهيرة» إنها لا تجرؤ على خلع الحجاب، مضيفة «أحسد ابنتي رانيا لأنها في سنها الصغيرة تعتبر محجبة فأنا عندما كنت في سنها كنت أرتدي ملابس مكشوفة أكثر بكثير لذا فهي محجبة في ملابسها». 5-ترددت أنباء في 2012 حول تفكير «شهرة» في العودة إلى التمثيل من جديد بعد اعتزال 15 عاما، بعد العروض التي تلقتها، وقالت إن «بعضها جيد وجذبها، لكن الأزمة طبقا لكلامها في الشكل النهائي للورق، إذ من الممكن على سبيل المثال أن يتحدث معها مؤلف ما عن فكرة تلفزيونية جديدة وتراها جيدة وغير مستهلكة، إلا إنها على الجانب الأخر تكتشف مثلا أن الشكل النهائي الذي صيغت به الفكرة ليست بالقوة التي طرحت بها». 4-أثارت «شهيرة» الجدل وسط تلميحات بسعيها لخلع الحجاب، في مارس 2014، بعد أن ظهرت في إحدى المناسبات العامة وهي لا تضع حجابا على رأسها بل اكتفت فقط ب «الكاب»، وكانت قد حضرت معرضا بمناسبة عيد الأم تواجدت به عددا من زوجات الرياضيين وارتدت «الكاب» فقط دون أي حجاب وبشكل عادي. 3-عن فكرة خلع الحجاب، قالت «شهيرة»: «الله أعطاني رخصة بتخفيف الحجاب، وقال إن القواعد أي السيدات اللواتي كبرن في السن ولا يثرن فتنة الرجال من حقهن أن يخففن من الحجاب، ولا يقصد بذلك التبرج، بالعكس فهو يقصد تخفيف الحجاب بما يتناسب مع السن والهيئة العامة، ورغم ذلك فأنا لا أجرؤ على خلع الحجاب». وأضافت: «من يروجون لخلعي الحجاب أناس تافهون، وليس لديهم ما يفعلونه سوى إطلاق الشائعات، وليس من حقهم أبدا أن يتدخلوا في حياتي الخاصة، ويتحدثون عما ألبسه فهذه حرية شخصية، وأؤكد للجميع أنني لم أخلع الحجاب، لأنني ببساطة ارتدي إيشاربا أو حجابا، وأحيانا قبعة تغطي شعري، المهم أظهر بمظهر محتشم دائما». 2-عن علاقتها بالفنانة شادية، قالت «شهيرة»: «شادية لم يكن لها أي تأثير في اعتزالي أو ابتعادي عن الوسط الفني، لأنها للأسف لا تتحدث إلى أي شخص في الوسط الفني، ونحن لا نتقابل ولا نتحدث وأطمئن عليها من أقاربها، فهي قررت أن تعتزل وتعيش فقط لوجه الله الكريم، ونحن نحترم ذلك ونسأل عنها باستمرار». 1-أعلنت في ديسمبر 2014 أنها لم تبتعد ولم تعتزل التمثيل، لكنها لم تجد العمل المناسب الذي يستفزها من أجل أن تقف من أجله أمام الكاميرات، مؤكدة أن ما يعرض عليها من أعمال لا يرتقي لمستوى ما قدمته من قبل من أعمال، لذلك ابتعدت بدون تعمد أو قصد.
