قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن النظام السياسي المصري، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد عاد مجددًا لطبيعته العنيفة خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المتظاهرين الذي خرجوا إلى شوارع لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير 2011، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 20 شخص من بينهم الناشطة شيماء الصباغ. وأضافت الصحيفة الأمريكية، في سياق مقالها الافتتاحي، اليوم الخميس، أن على الرغم من إعلان الرئيس السيسي عزمه الإفراج عن بعض ممن وصفتهم الصحيفة الأمريكية ب"المعتقلين" في السجون المصرية، إلا أن حتى الآن أحدًا منهم لم يخرج من السجن، بما في ذلك هؤلاء الذين كانوا سببًا رئيسيًا في إشعال ثورة 25 يناير عام 2011، في حين أُفرج عن نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد تبرأتهم في قضايا الفاسد المنسوبة لهم منذ قيام الثورة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الرئيس السيسي، بالرغم من تأكيده أنه يحترم حقوق الإنسان، إلا أنها ليست من أولوياته، وهو الأمر الذي يشاركه فيه نظيره الأمريكي باراك أوباما، والذي فضل الاحتفاظ بعلاقاته الأمنية مع النظام الحالي، وتغاضى عن أي نتقادات تتعلق بحقوق الإنسان، وهو ما ظهر في رغبة الإدارة الأمريكية في الحصول على موافقة الكونجرس على موافقة بعودة المعونة الأمريكية لمصر بشكل كامل، حتى وإن كان النظام السياسي في مصر لا يتخذ خطوات جدية لاستعادة الديمقراطية أو إطلاق سراح المسجونين. وانتقدت "واشنطن بوست" الأمريكية، تعامل أوباما مع الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة بعدما أكد خلال زيارته لكوبا، أن السياسة التي لا تؤتي ثمارها خلال نصف قرن من الزمان، لا بد أن تشهد تغييرًا، قائلة "لا زلنا ندعم الأنظمة العربية والدكتاتوريين الذين خلقوا أنظمة فاسدة منذ أكثر من 70 عام، غير أن كلمات أوباما عن كوبا لم تمنعه من تغيير سياساته تجاه بعض الحكام مثل السيسي والملك سلمان، والذي كان يتودد له من أيام".