فجرت التحقيقات الأولية، في واقعة انفجار عبوة ناسفة بميدان الألف مسكن، بالقاهرة، مساء الجمعة، مفاجأة، حيث تبين أن السيارة التي تم زرع العبوة أسفلها تم تمشيطها من قبل فريق من خبراء المفرقعات قبل وقوع الانفجار ب4 ساعات. وقالت مصادر مسؤولة بمديرية أمن القاهرة، طلبت عدم نشر أسمائها، إن «السيارة التي تم زرع العبوة أسفلها متوقفة بذات المكان منذ 3 أسابيع ولم تتحرك قط، وإن فريقا من خبراء المفرقعات يجرى عمليات تمشيط دورية بصفة عامة بالميدان، تحسباً لوجود مواد متفجرة، خاصة أيام الجمع، وبصفة خاصة للسيارة المتوقفة». وأوضحت المصادر أنه «تم التعرف على صاحب السيارة، وهو صاحب مكتب يقع بمقابل مسجد الصفا، القريب من موقع الحادث، الذي اعترف بأن السيارة سماوى اللون، قديمة، ملكه، ومتعطلة منذ فترة ومتوقفة بنفس المكان منذ أكثر من 20 يوماً، ونفى مرور مسيرات بالمنطقة قبل وقوع التفجير». ورجحت التحقيقات، التي أشرف عليها اللواء خالد يوسف، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن العاصمة، أن يكون الجانى زرع العبوة الناسفة، بدائية الصنع، أسفل السيارة عقب صلاة المغرب مباشرة، مشيرة إلى احتمالية كونه من أحد المصلين بمسجد الصفا. وذكرت المعاينة الأولية، التي أجراها اللواء علاء عبدالظاهر، مدير مفرقعات القاهرة، أن «الجاني زرع العبوة أسفل السيارة بجوار أحد إطاراتها، مرجحة تفجيرها باستخدام (تايمر)، وعناصر الأدلة الجنائية جمعوا بقايا العبوة، التي تبين أنها جسم معدنى حوى مادة متفجرة وأسلاكا وبطارية وشظايا». ودلت التحريات الأولية على أن «التفجير استهدف تمركزا لقيادات أمن القاهرة وقوات الأمن المركزى، المكلفة بتأمين ميدان الألف مسكن أيام الجمع، والتصدى لشغب عناصر أنصار تنظيم الإخوان المحظور»، مشيرة إلى أن العبوة انفجرت على بعد أمتار من مقر تمركز قيادة القوات بالميدان، أمام شركة الصلب». وتسبب التفجير في إصابة 4 مجندين من قطاع الأمن المركزى، بإصابات متنوعة، أحدهم إصابته خطيرة، وتم نقلهم إلى مستشفى هليوبوليس لتلقى العلاج، وأصيبت مواطنة بشظايا، تصادف مرورها، وخرجت من المستشفى بعد فحصها، حيث تماثلت سريعاً للشفاء. وأدى الانفجار لوقوع تلفيات كبيرة بالسيارة المتوقفة، وتلفيات بسيارتين أخريين، وتحطم عدد من النوافذ في العقارات المقابلة وشركة الصلب. ورصدت «المصري اليوم» فرض قوات الأمن، بالقاهرة، كردونا أمنيا حول مسرح الانفجار، بالتزامن مع بدء فريق من مفرقعات القاهرة، بإشراف اللواء جمال فريد، نائب مدير الحماية المدنية بالقاهرة، إجراء عمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، باستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات والكلاب البوليسية، تحسباً لوجود عبوات متفجرة أخرى. وانتشرت سيارات الإسعاف وفرق قتالية من قطاع الأمن المركزى للتأمين في محيط الحادث، ووصل مدير أمن القاهرة وعدد من قيادات المديرية لمتابعة الموقف، في موقع التفجير. وانتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع التفجير، واستمع إلى عدد من شهادات المجندين زملاء المصابين، وروايات شهود العيان، وطلبت النيابة تفريغ كاميرات، لتحديد هوية الجانى. وعقب معاينة النيابة، دخل عدد من زملاء المصابين إلى مدرعة تابعة للأمن المركزى، لاستخراج أسلحة ومتعلقات المصابين من داخل المدرعة وتسليمها إلى قيادة قطاع الأمن المركزي. وقال صاحب كشك، شاهد عيان، إنه سمع دوى انفجار هائل في السابعة، وإن عددا من المجندين سقطوا مصابين جراء الانفجار، ونقلتهم سيارة «ميكروباص» إلى المستشفيات، موضحا أن السيارة متوقفة منذ فترة، وتم زرع القنبلة أسفلها، ما أدى إلى تطاير أحد إطاراتها فوق أحد العقارات من شدة الانفجار.
