ومع اقتراب انتخابات البرلمان ولما تمثله هذه الانتخابات من أهمية قصوى باعتبارها الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق والتحدى الأقوى أمام الرئيس وحكومته وشعبه للخروج بمصر من عنق الزجاجة، ورغم ذلك لا يترك الفنانون فرصة إلا ويتواجدون فيها، وهو ما يعبر عنه إعلان سما المصرى ترشحها لانتخابات البرلمان والذي تعامل معه البعض باستهتار، فيما قرر آخرون عدم الاهتمام بها باعتبارها نكته أو كذبة أبريل، لكن بالتمعن فيها تجدها نتيجة لتحدٍ كبير ليس لكونها مجرد راقصة أرادت أن تضرب "بالونا فى الهواء" مثلما يفعل البعض أحيانا، لكنها وسيلة للضرب تحت الحزام يستغلها البعض لإعطاء صورة عن انتخابات مصر أنها ستصبح أضحوكة كما كانت من قبل فى وقت لا يسمح بهذا " التهريج". فعندما تقدم سعد الصغير لانتخابات الرئاسة وأشار عليه البعض بأن يرشح نفسه للانتخابات وفى يوم الانتخابات أعلن انسحابه دعيا أنه كان يقدم درسا للشعب المصرى بعدم الاستهزاء بانتخابات الرئاسة، الأمر مر بسهولة وتعامل معها الجمهور ك"لعبة لطيفة" تقبل من مطرب شعبى، لكن الأمر الآن أصبح يعبر عن صورة مصر وكيانها أمام العالم ولذلك سألنا الفنانين عن رؤيتهم لما يحدث فقالوا.. في البداية أكد أحمد عزمي أن ترشيح سما المصرى للانتخابات "هزار" لكنه لو حدث سأنتخبها حتى تكون صفعة على وجه قانون الانتخابات خاصة وأنها معروفة بموقفها أنها من الفلول منذ البداية. فيما قالت سمية الخشاب إن الشعب المصرى ليس فى حالة تسمح بهذا الاستخفاف وأن الحرية لها حدود، وشكل مصر أمام العالم الآن لا يسمح بأى تهريج، وأنا سبق وفكرت فى الأمر فى انتخابات 2011 كأول سيدة مصرية تخوض انتخابات الرئاسة في مصر وكنت أعرف أننى لن أنجح لكنها كانت محاولة لإنقاذ صورة المرأة آنذاك ولم أرشح نفسى رغم أن لى قاعدة جماهيرية عريضة في الشارع المصري تؤهلنى للتواجد والحصول على أصوات لكنى اعتبر أن مصر تعيش فترة مهمة إلا إذا كانت النية صادقة مما يرشحون أنفسهم . الفنانة سميرة أحمد قالت إن الفنان من حقه أن يمثل جمهوره فى البرلمان ولا أجد عيبا فيما فعلته سما المصرى فأنا فعلته من قبلها ورشحت نفسى عن دائرة الدقى لحزب الوفد ولا أجد عيبا والصندوق هو من يتحدث بهذا الشأن، لكنى أرفض تماما أن يتم التعامل مع الموضوع كوسيلة للدعاية وإلا تحولت المقاعد النيابية فى مصر التى تحدد مستقبل الشعب ولها الكلمة الأولى والأخيره فى مستقبله مجرد وسيلة للدعاية. من جانبها قالت الفنانة فردوس عبد الحميد إن الانتخابات البرلمانية هذه المرة لا تحتمل أى خطأ ولا يمكن التلاعب فيها، واتركوها لرجال السياسة حتى تخرج مصر من كبوتها، الانتخابات هى شكل مصر أمام العالم وأى تلاعب بها هو استهتار بشعب مصر بالكامل وأرجو أن يلتفت الرئيس عبد الفتاح السيسى لما يجرى حوله فى هذا الشأن خاصة أن هذه الانتخابات ثانى تحد للرئيس بعد انتخابات الرئاسة ومرورها بشكل رسمى سيعيد لمصر هيبتها من جديد فى الطريق الذى يسير فيه الرئيس الآن . وفي نفس السياق اعتبر الفنان سمير صبرى أن ترشيح الفنانين لانتخابات مجلسى الشعب أو الشورى أمر متعارف عليه منذ فترة طويلة فى مصر وكثيرا ماتم مناقشة هذا الأمر، مشيرا إلى أنه لا يجد أزمة فى أن يكون للفنان موقف سياسى يعبر عنه، ولكن هذا إذا كان لديه بالفعل موقف سياسى محدد فهناك فنانون مثل عادل إمام أو محمد صبحى أو صلاح السعدنى محبوبون فى دول العالم ولهم جماهيرية كبيرة ورغم ذلك لم يفكروا للحظة فى الإعلان عن ترشيحهم لأى منصب سياسى لأنهم يعلمون أن الفن له مواصفات بعيدة عن السياسة والفنان إذا وضع نفسه فى إطار سياسى سيطلب النظر إليه بشكل آخر. كما اعتبرت الفنانة تيسير فهمى أن الفنان جزء لا يتجزأ من واقع المجتمع ومن حقه أن يرشح نفسه إذا وجد فى نفسه القدرة على تمثيل شعبه أمام البرلمان، مضيفة "سبق وأن فعلت ذلك وكنت أعد برنامجا قويا لخوض الانتخابات لكن الحظ لم يحالفنى وأتمنى لو تتم الأمور على خير خاصة ونحن على مشارف فترة عصيبة فى تاريخ مصر الأيام القادمة". خوض نجوم الفن انتخابات البرلمان ليس بجديد، فالنجم محمود المليجى كان ضمن أعضاء مجلس الشورى وبعد رحيل المليجى حل مكانه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وبعد رحيله كانت النجمة القديرة الراحلة أمينة رزق وتلاها مديحة يسرى، وكانت المطربة فايدة كامل حرم وزير الداخلية الأسبق نبوى إسماعيل عضو فى مجلس الشعب فى عهد الرئيس السادات أيضا.