هالة شيحةنددت جامعة الدول العربية بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه ، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تشكل مخالفة صريحة للقانون الدولي والاتفاقيات، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب،وحملت الجامعة العربية المجتمع الدولي المسؤولية القانونية والأدبية والأخلاقية تجاه التصدي لهذه الانتهاكات.وطالبت المجتمع الدولي وخاصة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية الدولية والمنظمات الدولية والإنسانية ذات الصلة، بالتحرك للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها العسكري والاستيطاني للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، والتوقف عن ممارساتها التي تدمر الجهود السلمية المبذولة، وتؤدي إلى فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض، وتجعل من السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة حلماً بعيد المنال، وتهدد السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالمجاء ذلك في بيان صحفي أصدرته الجامعة العربية( قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة) اليوم بمناسبة يوم الأرض .وذكرت الجامعة أنه في هذه الأيام تحل الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض، ففي يوم السبت الثلاثين من مارس من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري، والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى، والحرمان من أي فرصة للتعبير والتنظيم، هب الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الإسرائيلي، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلا وإرهاباً بالفلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، هذا إضافة لمئات الجرحى والمصابين واعتقال الآلاف.وكان السبب المباشر لهبة يوم الأرض هو قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة نحو 21 ألف دونماً من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل.إذ أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 وفي سياق ممارساتها بمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، دمرت حوالي 418 قرية عربية بما فيها من مساكن ومساجد وكنائس ومعالم تاريخية تدميراً كاملاً، ومنعت أهلها من العودة إليها، ولا يزال سكانها والذين يبلغ تعدادهم أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة لاجئين في بلادهم داخل الأراضي المحتلة عام 1948.كما صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام مابين 1948- 1972 أكثر من مليون دونماً من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث. فهبة يوم الأرض لم تكن وليدة الصدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطينالمحتلة منذ نشأة إسرائيل.ولقد ظلت سياسة المصادرة وابتلاع الأراضي الفلسطينية هي المنهج الذي اتبعته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين، الذين هجروا من داخل إسرائيل والمحرومين من العودة إلى أراضيهم، كما استمرت إسرائيل في نشاطها الاستيطاني وبصورة متصاعدة سواء بإقامة مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة، ومحاولة إضفاء صفة الشرعية عليها في انتهاك صارخ لكافة قرارات الشرعية الدولية ومبادئها الثابتة، هذا، بالإضافة إلى استمرارها في بناء جدار الفصل العنصري، والذي سيبتلع حين الانتهاء منه مساحة 22 % من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، في تحد آخر للمجتمع الدولي ولفتوى محكمة العدل الدولية بعدم مشروعية بناء الجدار.ووجهت الجامعة العربية تحية إعزاز للنضال البطولي للشعب الفلسطيني في كل مكان لتمسكه بأرضه وتشبثه بها، وما قدمه من تضحيات جسام وشهداء وجرحى وأسرى في سبيل وطنه وأرضه، واستقلاه الوطني وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة