اعترف عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين أن قطر اتخذت من الجماعة وسيلة لتحقيق مصالح شخصية خاصة وفرض نفوذها في المنطقة، مشيرين إلى أن قطر لم تدعم الإخوان حبًا في الجماعة، ولكن تحقيقًا للمصالح، وأن قيادات الجماعة الموجودين بالخارج هم أسباب هذا الفشل، على حد قولهم. يأتي ذلك بعد يومين من الاجتماع الثلاثي الذي ضم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومبعوثي الديوان الملكي السعودي وأمير قطر، للاتفاق على تفعيل المصالحة بين القاهرةوالدوحة، بعد فترة من فتور العلاقات وهجوم إعلامي من قبل قناة الجزيرة على الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي انتخبه المصريون عقب الثورة على المعزول محمد مرسي. وقال الدكتور أحمد عقيل، القيادي الإخواني على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنه «ليس هناك تعاون في السياسة بدافع الحب والكره ولا دعم لله في لله ولا مساندة علشان خاطر عيونك»، مضيفًا أن «التعاون والدعم والمساندة بقدر قوة تأثيرك في مجرى الأحداث وثبات أقدامك على الأرض وقدرتك على الإنجاز، مطالبًا أعضاء الإخوان والمؤيدين للشرعية بضرورة الاعتماد على النفس»، قائلاً «إذا أنت لم تخدم نفسك فلا تطالب أحدًا أن يقف بجوارك». ومن جانبه قال الدكتور جمال عبدالستار، القيادي الإخواني، إن «ما قامت به قطر من مصالحة مع السلطة المصرية الحالية أمرًا متوقعًا ولم يكن مفاجئًا للجماعة، مشيرًا إلى أن مصالح الدول في النهاية تحكم وتسيطر»، مؤكدًا أن الإخوان ومؤيدي مرسي لن يفلحوا إلا إذا اعتمدوا على أنفسهم. من جهته، قال أحمد ياسر، أحد شباب الجماعة، إن هناك غضب داخل صفوف شباب الجماعة جراء تعويل قياداتهم على الدعم القطري المادي والسياسي، وعدم قدرتهم خلال الفترة الأخيرة على تحقيق أي إنجاز ملموس على أرض الواقع يساعد على انتشال الجماعة من السقوط. وأضاف «ياسر» أن هناك مطالبات بعزل هذه القيادات الفاشلة التي انتهت بالجماعة إلى حالة من الفشل السياسي والدعوي، ووصل الجماعة إلى حالة من الإنتحار السياسي، ومطالبات بتوضيح أسس وآليات السياسة الخارجية للجماعة، التي تتمتع بتسهيلات في الخارج مقابل شباب الجماعة الذين يتواجدون داخل المعركة. وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية، ردًا على المصالحة المصرية القطرية وبدء تخلي قطر عن دعم الرئيس المعزول محمد مرسى أن دولة قطر صغيرة المساحة قليلة السكان لم تكن تمتلك كثيرًا من الموارد غير التجارة واللؤلؤ والرعي ثم رزقت بالبترول فتحولت الجزيرة إلى دولة كبيرة إعلاميًا وسياسيًا، فبدأت من مجلة الدوحة الرائعة إلى قلعة قناة الجزيرة الشامخة، ومن عضو في التعاون الخليجي إلى دور إقليمي تفاوضي بين الفصائل العراقية ثم بين الفلسطينيين ودولة الكيان العدو ثم بين الحوثيين والحكومة اليمنية وغيرها. وأضاف «سعيد» في تصريحات ل«المصري اليوم» أن قطر ترتبط حركتها السياسية إلى حد كبير بالبوصلة الأمريكية لكن لا يتوقع أن تتخلى عن هذا الدور وإلا تخلت عن وجودها نفسه، لكن يتوقع أن توفق أوضاعها من أجل مصالحها، كما حدث مؤخرًا بتهدئة الأجواء مع الشركاء الخليجيين «الإمارات والسعودية»، وكذلك التسوية مع النظام المصري بعد ما وصفه بالانقلاب بأكثر من عام بإظهار الخطوط التوافقية وطلب الإخلاء اللطيف لقيادات جماعة الإخوان المصرية، على حد قوله.
