كشف الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، وموفد الإمام الأكبر، أنه غادر أمس احتفال افتتاح المسرح القومى، بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، اعتراضا على هجوم وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، واتهامه شيوخ الأزهر بالتعصب، لرأيهم بعدم جواز تجسيد الأنبياء والصحابة، ذاكرا واقعة منع مسرحية "الحسين ثائراً" ، لعبدالرحمن الشرقاوى . وأكد الدكتور محمد مهنا أنه غادر الاحتفال فور وصف وزير الثقافة شيوخ الأزهر بالمتعصبين، وقال "الإبداع والفن من وسائل التعبير للارتقاء بالإنسان وندرس الأدب والشعر والنثر والفنون والمسرح والسينما فى جامعة الأزهر الشريف، فنحن لسنا ضد الإبداع بمعنى الإبداع الراقى الذى يرتقى بالتعبير الإنسانى". وأضاف، أن اعتراضه لأنه فى احتفال مثل هذا يقول وزير الثقافة إن شيوخ الأزهر متعصبون لمجرد قولهم رأيهم العلمى، فيتم اتهامهم بالتعصب من الذى يكون متعصبا الذى يقول رأيه العلمى أو الذى يطلق الأحكام جزافا. وكان الوزير قال فى كلمته: "التاريخ كشف أن المسرح لم يزدهر فى بلد إلا إذا كان فيها ديمقراطية وحرية فهما تؤمان ومن ثم ينفتح الباب على مصرعيه فى حق الاختلاف وحق الحوار، وهذا ما يعلمنا إياه تاريخ المسرح فى العالم وما أكثر المسرحيات التى قدمت على هذا المسرح لكى تعيد النظر فى المسلمات الجامدة، وعلى سبيل المثال من المسرحيات التى منعت فى وقتها مسرحيتى عبدالرحمن الشرقاوى "الحسين ثائراً" ومسرحية "الحسين شهيداً". وتابع: "تصوروا أن هاتين المسرحيتين منعتا بسبب التعصب الدينى وللأسف كان المرحوم كرم مطاوع كان على درجة بارعة من المناورة فقدم البروفات الخاصة بهاتين المسرحيتين فى هذا المسرح، ودعا الشبان والمثقفين للمشاهدة بحجة أنه يقدم بروفات وكان بدلا من أن يقول "الحسين" كان يقول "ويقول الحسين"، حتى لا يتهم بما كانوا يتهمونه به مشايخ الأزهر المتعصبين من أنه يجسد الصحابة فهذا عملا من أعمال الحرية التى تتنزع من غاصبيها وهما الاستبداد السياسى والتعصب الدينى.
