وسط تظاهرة نظمها العشرات من مؤيدي العقيد القذافي اليوم أمام الجامعة العربية منددين بقرار مجلس الأمن الدولي بفرض الحظر الجوي على ليبيا ، جاء لقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والذي تناول مجمل تطورات الاوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحة الليبية ، حيث أكدا أن الهدف الأساسي لفرض الحظر على ليبيا هو حماية المدنيين وانهاء الاقتتالوأكد كي مون حرص الأممالمتحدة على مساعدة دول المنطقة من أجل تحقيق الاصلاح الديمقراطي والاستقرار، مشددا على ضرورة العمل على وقف الاقتتال في ليبيا على الفور ومواصلة تقديم المساعدات الانسانية لحماية الشعب الليبي .وأضاف كي مون ان لقاءه مع موسى تناول مجمل الأحداث في المنطقة منوها بالتعاون البناء بين الجامعة العربية والأممالمتحدة وضرورة استمرار هذا التعاون من اجل ارساء الديمقراطية في المنطقة .وأوضح ان المباحثات تركزت حول الوضع في ليبيا ، لافتا الى أن موقف الجامعة العربية من ليبيا كان دافعا لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار تاريخي مهم بفرض الحظر على ليبيا ، ومن هنا لابد أن يكون صوت المجتمع الدولي موحدا من أجل تنفيذ هذا القرار ووقف ما تقوم به قوات القذافي من قضاء على المدنيين فهذا الامر غير مقبول، ولقد دعونا الجميع من اجل ان يحثوا ليبيا على الالتزام بهذا القرار لوقف قتل المدنيين .كما نبه كي مون الى ضرورة الاستمرار في تقديم المساعدات الانسانية العاجلة للشعبي الليبي وأن يتخذ الجميع مواقف عاجلة ومؤثرة في هذا الاطار .وأشار كي مون الى أن هذا اللقاء يأتي استكمالا للقائه مع موسى خلال قمة باريس حيث ناقشت القمة التي شاركت فيها الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والعديد من القادة العرب ما يجب فعله ازاء الاوضاع في ليبيا .وقال كي مون : ان مصر والجامعة العربية تقف الى جانب المجتمع الدولي في هذه المرحلة المهمة في تاريخ المنطقة ، مشددا على أن الأممالمتحدة ستستمر في العمل الهام والجاد حتى انهاء القتال في دول المنطقة العربية كما ستسهم بشكل كبير في تقديم المساعدات الانسانية .وحث كي مون السلطات الليبية وكافة الجهات للعمل على وقف قتل المدنيين على الفور والحفاظ على حياتهم.وفيما يتعلق بالوضع في اليمن قال كي مون: ان السلطة في اليمن عليها التزام بحماية المدنيين ، وقال : اننا دعونا الى انهاء العنف وتفعيل الحوار بين الحكومة والمعارضة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث يتم تناول كافة المشكلات في اليمن وسبل التصدي لها.وهكذا الوضع في البحرين ، فلابد أن ينتهي العنف ، لافتا الى أن الاممالمتحدة على اتصال بكافة الاطراف هناك سواء الحكومة أو المعارضة .وأعرب كي مون عن استعداد الأممالمتحدة لتقديم المساعدة لدول المنطقة لوقف كافة أشكال العنف ضد المدنيين والحفاظ على الاصلاحات .وأضاف : انه من الصعب السكوت على تزايد العنف ومن الصعب أيضا الرجوع الى الوراء ولابد من الاصلاح الجذري وتفعيل الحوار مع التأكيد على مباديء حقوق الانسان.وفي رده على سؤال حول الضربات الموجهة الى ليبيا والتي تستهدف تدمير الدفاعات الأرضية وهل كانت الجامعة العربية على دراية بها ، شدد موسى على أن موقف الجامعة العربية ازاء الوضع في ليبيا كان موقفا حازما منذ الدقيقة الاولى .وقال : اننا لم نقبل ابدا بوجود المذابح وهدر دماء المواطنين الليبيين بالشكل الذي رأيناه ، ومن ثم تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة العربية وكافة انشطة هذه المنظمة ، وبحثنا موضوع الحظر الجوي ، وتم اقرار ان الجامعة ستطلب رسميا من مجلس الامن اتخاذ الاجراءات اللازمة لفرض حظر جوي لمنع الهجوم والاعتداء على المدنيين والسكان الليبيين ، وهذا ما تم اتخاذه .ونبه موسى الى ان قرارات الجامعة في هذا الاطار معلنة ، مضيفا : اننا ملتزمون بها ، واننا نحترم قرار مجلس الامن بفرض الحظر الجوي على ليبيا ولا يوجد تعارض مع هذا القرار خصوصا انه نص على انه لن تكون هناك قوات غزو او احتلال للاراضي الليبية ولكن للتعامل فقط مع التهديد الخطير الذي يتعرض له المواطنون الليبيون في بنغازي وغيرها .واضاف موسى : اننا نعمل ونستهدف بالاساس حماية المدنيين ، تحت كل الظروف ، فحمايتهم تشكل مسؤولية كبيرة للغاية بعدما رايناه في ليبيا وما يصل الينا ممن زاروا ليبيا على المستوى الرسمي بخصوص الوضع المتوتر والخطير والذي يؤثر ويهدد في امن وأمان المواطنين .وطالب موسى الجميع بأخذ ذلك في الاعتبار عند أي تحرك عسكري ، لافتا الى ان هناك تأكيدات على ان حماية المدنيين هي الهدف الاساسي الذي يجمع عليه الكل .وأعرب موسى عن ترحيبه بكي مون لافتا الى أن مباحثاتهما تركزت على تطورات الاوضاع في المنطقة وفي مصر بعد ثورة 25 يناير والتغيرات التي تشهدها المنطقة بشكل عام.
