كشفت مصادر مطلعة بوزارة الآثار، أن البعثات الأجنبية تعتبر الباب الخلفى لتهريب القطع الأثرية النادرة إلى الخارج عبر الحقائب الدبلوماسية، وغيرها من طرق تهريب الآثار داخل حاويات مجهولة المصدر من خلال موانئ مصر المختلفة، أو الطرود المغلقة التي تهرب من خلال المطارات. رواتب خاصة وأوضحت المصادر أن العديد من البعثات الأجنبية حددت رواتب خاصة لكبار مسئولى الآثار والمنوطين بشئون البعثات مباشرة، حيث يتقاضى رئيس القطاع 5 آلاف جنيه شهريا مقابل تسهيل الحصول على موافقات اللجنة الدائمة للآثار، وبعض الإجراءات الروتينية التي يتخللها بعض المخالفات القانونية، وذلك للتمكن من القيام بالحفر عن الآثار في بعض المناطق المهمة، كما أن هذه البعثات يرافقها مفتشى آثار لمراقبة عملها، ولكن العديد من البعثات تغريهم بالمال، وتمنحهم البعثات العلمية للدول التي تنتمى إليها البعثة، بالإضافة إلى تقاضيهم رواتب تبلغ ألفين جنيه شهريا لمرافقته للبعثة مقابل ترك البعثة تعمل كما تشاء دون فرض قيود عليها أو تدوين عملها بشكل دوري. بعثة أثرية أمريكية الواقعة تم كشفها بالمصادفة، حيث كانت باحثة أمريكية، تلقى محاضرة بإحدى جامعات لندن، عن الآثار التي شاركت في اكتشافها حال وجودها ضمن بعثة أثرية أمريكية في مصر، وأثناء حديثها عن أحد التماثيل أخبرها أحد الطلاب أنه شاهد التمثال في أحد معارض الآثار في بلجيكا. سارعت الباحثة بإبلاغ البعثة الأمريكية التي خاطبت بدورها السلطات المصرية، لتكتشف الأخيرة اختفاء التمثال من مخازن البعثة الأمريكية، ووجود نموذج مقلد له. سرقة تمثال وأكد مصدر مسئول بوزارة الآثار، رفض الكشف عن هويته، أنه تم بالفعل اكتشاف سرقة أحد التماثيل من مخازن البعثة الأمريكية، بمنطقة ميت رهينة، ووجود نسخة مقلدة للتمثال المسروق، مشيرا إلى أن التمثال المسروق يبلغ طوله 12 سم. جرد المخازن وقررت وزارة الآثار تشكيل لجنة رباعية لجرد مخازن البعثة الأمريكية، ومقارنة المحتوىات مع ما سجلته البعثة من كشوف أثرية، تمهيدا لإجراء تحقيقات موسعة مع مسئولى المنطقة الأثرية بالكامل. وأكدت المصادر أن رئيس المنطقة التي تعمل بها البعثة الأجنبية يتقاضى منها 3 آلاف جنيه من البعثة شهريا لتسهل بعض الإجراءات لها، وأشارت إلى أن معظم مخازن البعثات الأجنبية التي تعمل بالآثار منهوبة، ويتم تهريب محتوياتها إلى الخارج. سرقة المقابر من جانبه، كشف نور الدين عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثرى بوزارة الآثار، أن البعثات الأجنبية والتي يبلغ عددها نحو 240 بعثة تساهم بشكل كبير في تهريب الآثار، مشيرا إلى أنه في حالة جرد مخازنها أو المخازن المتحفية بشكل عام سيتم الكشف عن سرقة العديد من المقابر المهمة. وكان قطاع الآثار المصرية قرر أمس الخميس، وقف التعاون مع بعثة جامعة بريجام يونج الأمريكية التي كانت تعمل بقرية فج الجاموس الأثرية بالفيوم، بعد أن صدر عنها تصريحات لجريدة "الديلي ميل" البريطانية إدعت فيها العثور على مقبرة أثرية بالمنطقة تضم مليون مومياء.
