لفظ مندوب الشرطة أحمد فهمى، 35 عاماً، أنفاسه الأخيرة داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى الإسماعيلية الجامعى بعد تدهور حالته الصحية، على خلفية انتحاره داخل مكتب مأمور قسم شرطة ثالث الإسماعيلية، إثر نشوب شجار بينه وبين إحدى السيدات تدعى «فتحية.ع.أ»، بسبب خلاف مادى بينهما، اصطحبه على أثرها أفراد قوات تأمين القسم إلى مكتب المأمور فى وجود عدد من الضباط، وقام بإطلاق رصاصتين من سلاحه الخاص، واحدة استقرت بغرفة المأمور والثانية برأسه ليدخل فى حالة غيبوبة تامة ويلقى مصرعه مساء أمس الأول. فيما أثارت الواقعة حالة من الجدل وتعددت الروايات حول الدوافع التى قادت مندوب الشرطة إلى قيامه بإطلاق الرصاص على نفسه، وطالبت زوجته بإجراء تحقيق موسع لمعرفة الأسباب والدوافع وراء الجريمة. وقال أحد زملائه، تحفظ على ذكر اسمه، إن مشكلة وقعت بينه وبين إحدى السيدات التى أعطته مبلغ 1500 جنيه لشراء كمية من السجائر واختلفا على أمور مالية بينهما، وعندما بدأ صوت السيدة يعلو، قام عدد من أفراد مجندى قوات الأمن المنوطة بخدمات لتأمين القسم بالاعتداء على زميلنا بناءً على تعليمات أحد الضباط، ثم تم اصطحاب «أحمد» إلى مكتب مأمور القسم فى وجود عدد من الضباط، وهنا سمع الجميع صوت ضرب نار وعندما دخلوا مسرعين إلى حجرة المأمور وجدوه يردد: «مات كافر، مات كافر». وطالب زميل آخر للضحية، المسئولين بالقسم بإطلاعه وزملائه على الحقيقة والدوافع التى جعلت زميلهم يطلق الرصاص على نفسه، واستيضاح حقيقة الاعتداء عليه. من جانبها، قالت زوجته الثانية، عبير محمد، ممرضة بالمستشفى الجامعى: «أبلغنى أحد زملائه، أن أحمد قام بإطلاق النار على نفسه بعد مشكلة نشبت خارج القسم بسبب بيعه سجائر مع إحدى السيدات، وبعدها تم الاعتداء عليه من مجندى قوات الأمن الموجودين لحراسة القسم واصطحبوه إلى مكتب المأمور، وبعدها أمره مأمور القسم بالذهاب لتسليم سلاحه وعاد مرة أخرى وخلال دقائق معدودة قام بإطلاق النار على نفسه من سلاح المأمور كما قيل، لذا أطالب بالتحقيق حتى لا يضيع حق زوجى». فيما أكد أحد الأطباء المشرفين على حالة أحمد عفيفى، أنه تم استقباله بطوارئ المستشفى العام، مصاباً بنزيف بالمخ وتورم بالعين واضطراب بالوعى نتيجة تهتك وتورم بالمخ إثر المقذوف الذى استقر بالرأس، وبمعاينة الحالة تبين أنها تحتاج إلى أشعة مقطعية وبعد إجرائها تبين وجود كسور بالجمجمة ونزيف بالمخ وخروج أجزاء من المخ خارج الرأس، وتبين من خلال الأشعة أن هناك مقذوفاً داخلياً 9 ملى، وما زال بداخل الجمجمة وإزالته تؤدى لخطورة بالغة.