بعد أن أصبحت برامج اكتشاف المواهب تسيطر على قلوب ومشاعر الجمهور المتابع لها بشكل كبير، أثيرت تساؤلات مؤخرًا حول تحكّم السياسة في مجريات أمور هذه البرامج أيضًا كما تتدخل في كل شيء. أثيرت هذه التساؤلات بشدة خلال سباق ماراثوني حُسمت نتيجته مساء أمس السبت، ببرنامج اكتشاف المواهب الشهير "أراب أيدول"، للموسم الثالث، والذي فاز به المتسابق السوري حازم شريف. منذ بدء الحلقات الآخيرة للبرنامج؛ خاصة بعد خروج المتسابقين المصريين إيناس عز الدين ومحمد حسن، اللذين كانا من أقوى الأصوات في البرنامج أيضًا في مراحل مبكرة، وخروجهما سويًا بشكل غير مفهوم، ثم تبعتها الحلقة قبل الآخيرة من البرنامج وخروج المتسابق المصري محمد رشاد، الذي لم يختلف أحد على موهبته، وخروج معه أيضًا المتسابق العراقي عمار الكوفي، رغم أنه من أقوى أصوات البرنامج بشهادة جمهور عريض ليس من العراق فقط؛ بل من مختلف الدول العربية، حدثت ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهم الجمهور المتابع للبرنامج إدارة القناة ولجنة التحكيم بالغش والخداع، وأن كل ذلك متفق عليه مسبقًا وأنها عبارة عن تمثيلية لا أكثر ولا أقل. Video of Arab Idol - محمد حسن- على الحلوة والمرة - الحلقات المباشرة المتابعين للبرنامج، أكدوا أن السياسة لها دور في البرنامج، فحين كانت تسيطر القضية الفلسطينية على المشهد العربي في العام الماضي، فاز الفلسطيني محمد عساف باللقب، وأمّا العام الحالي فقد برزت الأحداث في سوريا أكثر على الساحة العربية، ولذلك تم تزوير نتائج التصويت ليفوز السوري حازم شريف، خاصة بعد خروج مواطنته الوحيدة المشتركة بالبرنامج. تؤكد وثيقة نشرها راديو "صوت بيروت انترناشيونال"، حصل عليها من أجهزة حساب الأصوات في مجموعة MBC، حصول المشترك هيثم خلايلي على أكثر من 3.8 مليون صوت، ويليه السعودي ماجد المدني بأكثر من 1.9 مليون صوت، أما المشترك السوري حازم شريف –الفائز باللقب- فحصل على 1.512.771 صوت. في حين أشار البعض، إلى سر عدم رفع المتسابق السوري "حازم شريف" لعلم بلاده بالبرنامج، خاصة بعد حصوله على اللقب، وذلك لأن سوريا حاليًا منقسمة بين علمين أحدهم للنظام والآخر للمعارضة، الأمر الذي حتمته عليه إدارة البرنامج إن لا يرفع أيًا من العلمين، على عكس ما فعلت العام الماضي مع المتسابق الفلسطيني محمد عساف الذي فاز باللقب ورفع علم بلاده خفاقًا في الأفق. Video of Arab Idol - محمد عساف - أغنية الفوز وما زاد الأمر إثارة، تناقل رواد موقعي "فيسبوك وتويتر" تصريحات صادمة لاثنين من أبرز مشتركي البرنامج السابقين، متهمين إدارة البرنامج بعدم الشفافية، وهما السعودي فارس المدني شقيق المتسابق ماجد المدني، الذي شارك بنفس البرنامج العام السابق، وعمار الكوفي، الذي خرج في الحلقة قبل الأخيرة من البرنامج. وجّه الكوفي، انتقادات حادة لإدارة البرنامج والقائمين عليه، مؤكدًا أن ما يحدث داخل الكواليس لا يظهر على الشاشة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى إن إصراره على أداء أغنية للبيشمركة، الأمر الذي تسبب في إنهاء حلمه في البرنامج. وأشار في تصريحات لشبكة "رووداو" الإعلامية بكردستان، إلى أن خلافًا اندلع بينه وبين إدارة البرنامج، بعد أن أعرب عن رغبته في أداء هذه الأغنية الكردية، وهددوه بالطرد إذا غنى بالكردي، لكنه تحدّاهم وأدى الموال، فما كان من إدارة البرنامج إلا إخراجه وكان يعلم بأمر خروجه قبل بداية الحلقة. بينما قال المدني، في لقاء تليفزيوني، إنه تم إجباره وباقي المشاركين في النهائيات على عقد احتكار لمدة عشر سنوات لإحدى شركات الإنتاج التابعة لإدارة"mbc"، وهو ما يحدث مع جميع المشتركين في مختلف المواسم، وتضمن العقد شرطًا بدفع المشترك غرامة تقدر ب5 ملايين دولار في حال قرر أي منهم الخروج من المنافسة، أو تخلّف عن الحضور لجميع الحفلات التي تُنظمها الشركة لأسباب حتى ولو كانت قهرية، كما تحصل الشركة على 60% من أرباح الألبوم، فيما يحصل المشارك على مبلغ يتراوح بين 10 و15 ألف درهم، وهو مبلغ بسيط جدًّا يوضح الظلم الكبير الواقع على المشاركين من هذا العقد. Video of بعد خسارته.. فارس المدني يفضح إدارة mbc وآراب أيدول برنامج "آراب أيدول" لم يكن الوحيد الذى يخالف توقعات الجمهور أو تتدخل السياسة فى اختياره للمواهب، فمعظم برامج اكتشاف المواهب تسير على هذا النهج، ويكون معروفًا من البداية من الفائز باللقب، لكنها تستغل مشاعر الجمهور لتحقيق أرباح هائلة على حسابهم من خلال تصويتهم للمتسابق الذى يشجعونه، وفي النهاية هم يعطون اللقب لم يريدون، واتضح هذا الأمر جليًا فى برنامج "إكس فاكتور" الموسم الماضي، عندما حصل المتسابق المغربي محمد الريفي، على اللقب على عكس كل التوقعات؛ حيث توقع الجمهور أو كان شبه متأكد من فوز المتسابق الأردني أدهم نابلسي، الذي كان يتمتع بصوت مميز ومظهر جذاب وكاريزما تؤهله للحصول على اللقب، الأمر الذي أرجعه أيضًا الجميع لتدخل السياسة في اختيار الفائز باللقب.
