بالرغم من أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب, تخرج في جامعة الأزهر الشريف إلا أنه يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة وتميز, لأنه متفتح الذهن, متجدد المعرفة, ولم يكن يوما من الأيام متحجرا فى رأيه, فهو مرن فى الأمور التى تتقبل رأيا فقهيا آخر, وحازم فى الأمور الفقهية المحددة والمنتهية, وعندما كان الوطن يتعرض للخطر قال كلمته, وعندما استتب الحال واطمأنت النفوس طالب الشباب بالعمل والبناء، وهو ما تجلي في دعوته للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, لحضور أعمال مؤتمر "الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف" والذي عقد منذ أيام، بالقاهرة.. إنه الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر وهو الإمام رقم 48 والذى تولى مهام منصبه فى مارس 2010وحتى الآن. ومنذ بضعة أيام دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الوعاظ على مستوى الجمهورية، لتكثيف القوافل واستمرارها بشكل يومي، والاهتمام بالقرى والنجوع، والتواجد بين الناس في كل المناسبات والأحداث اليومية خلال اجتماعه بالقيادات التعليمية والدعوية بالأزهر الشريف بمختلف قطاعاته، للوقوف على مدى تنفيذ ومتابعة خطة الأزهر لتطوير التعليم والدعوة والإفتاء ولنبذ العنف والسعى للقضاء على الإرهاب . ولد الشيخ الطيب بالمراشدة في دشنا التابعة لمحافظة قناجنوب مصر، والتحق بجامعة الأزهر حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969 ثم شهادة الماجستير عام 1971 ودرجة الدكتوراه عام 1977 في نفس التخصص، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرا جامعيا لمدة في فرنسا.. لديه مؤلفات عديدة في الفقه والشريعة وفي التصوف الإسلامي. وينتمي الطيب إلى أسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفا لوالده الراحل. الأزهر والإرهاب كان للدكتور أحمد الطيب دور كبير وهام فى مكافحة الإرهاب على مدار الأعوام السابقة وكانت آخر هذه الخطوات... المؤتمر الأخير للأزهر والذى أقيم بمشاركة الكنيسة وخرج البيان الختامى الذى أكد أن الإسلام يدين كافة الجرائم الإرهابية شكلًا وموضوعًا، وكذلك أشار البيان إلى تجريم «ترويع الآمنين وقتل الأبرياء والاعتداء على الأعراض والأموال وانتهاك المقدسات الدينية، وأكد أنها جرائم ضد الإنسانية يدينها الإسلام شكلًا وموضوعًا، وكذلك فإن استهداف الأوطان بالتقسيم والتفتيت يقدم للعالم صورة مشوهة كريهة عن الإسلام، وهذه الجرائم لا تتعارض مع صحيح الدين فحسب، ولكنها تسيء إلى الدين الذي هو دين السلام والوحدة والعدل والإحسان والإخوة الإنسانية».. وأيضا أكد بيان الطيب أن المسلمين والمسيحيين إخوة ينتمون معا إلى حضارة واحدة عاشوا معا على مدى قرون عديدة وعازمون على مواصلة العيش معا تحقيقا لمبدأ المساواة بين المواطنين واحترام الحريات، فقد كان التعدد والمذاهب ليس ظاهرة في تاريخنا المشترك فقد كان هذا التعدد مصدرا غنيا للعالم. موقف الطيب من 30يونيو منذ تولى الدكتور الطيب مشيخة الأزهر،أخذ على عاتقه الحفاظ على كرامة وهيبة الأزهر الشريف وعلمائه بالدفاع عنه فى مواجهة محاولات الأخونة وإعادته إلى مكانته اللائقة على مستوى العالم. وفى يوم الأحد 30 يونيو عام 2013 كان شيخ الأزهر على موعد لتحديد موقف الأزهر الشريف من ثورة 30 يونيو فلم يتردد لحظة فى الانضمام لصفوف الشعب وحضور كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 3 يوليو التى أعلن فيها تفاصيل «خارطة المستقبل» ليعلن الأزهر الشريف وقوفه فى صفوف الشعب رغم كل الانتقادات والحرب الشرسة التى تعرض لها. وكان الدكتور الطيب تعرض فى عهد الرئيس المعزول مرسى إلى محاولات تشويه كثيرة والتقليل من شأنه، وترويج الشائعات التى تنال من شخصه ومن مؤسسة الأزهر، حتى حاول طلاب الإخوان أن يقيلوه عن طريق التظاهر أمام مشيخة الأزهر بحجة أنه محسوب على «الحزب الوطنى المنحل»، لكنه استطاع أن يواجه ذلك بحكمة وذكاء وصبر العلماء ورجال الدين. ووضعه تنظيم الإخوان على رأس قائمة الأعداء بعد تأييده ل30 يونيو، خاصة بعد تأكيداته أنه اختار أخف الضررين بعد نزول الملايين للشارع مطالبين بإسقاط الرئيس المعزول، وأنه لم يكن ليتخلف عن دعوة وطنية دعت إليها كل القوى والتيارات السياسية والشعبية. آراؤه الفقهية للعالم الجليل الدكتور أحمد الطيب، فتاوى وآراء فقهية كثيرة، رسخت لمفاهيم الإسلام في نفوس مريديه، من أهم آرائه الفقهية والتى تسببت في انقلاب السلفيين عليه، أن النقاب ليس فرضا ولكنه مباح والفريضة هي الحجاب. وردا على القول بأن الأزهر تابع للنظام السياسي قال الطيب «إن مؤسسة الأزهر لا تحمل أجندة الحكومة على عاتقها، لكن الأزهر لا ينبغي أن يكون ضد الحكومة؛ لأنه جزء من الدولة وليس مطلوباً منه أن يبارك كل ما تقوم به الحكومة، وأضاف فى أحاديثه الصحفية ...عندما جئت شيخاً للأزهر وافق الرئيس الأسبق مبارك على استقالتي من عضوية المكتب السياسي للحزب الوطني؛ كي يتحرر الأزهر من أي قيد، كما يؤيد الطيب جعل منصب شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين من قبل رئيس الجمهورية. موقفه من 25يناير بعد قيام ثورة 25 يناير كان لزاما على المؤسسات والهيئات إعلان موقفها صراحة من الثورة وكان فى مقدمة هذه المؤسسات الأزهر الشريف, حيث أعلن الدكتور الطيب تأكيده علي الحقوق المشروعة للشعب في العدل والحرية والعيش الكريم وفي الوقت نفسه قلقه ورفضه لأي عمل يؤدي إلي إراقة الدماء وإشاعة الفوضي في البلاد, ففي بيان له يوم 29 يناير2011، وصف الطيب مطالب المتظاهرين بال»عادلة» ولكنه حذر من الفوضى وناشد الجماهير الالتزام بالهدوء. وبعدما أعلن مبارك نقل سلطاته إلى نائبه عمر سليمان، حذر الطيب من استمرار المظاهرات التي أصبحت «لا معنى لها» وأنها «حرام شرعا» بعد انتهاء النظام الحاكم وتحقيق مطالب الشباب ومن ثم زال المبرر الشرعي للتظاهر. الطيب وحكم مرسى فى يوم السبت الموافق 30 يونيو 2012 كان الشيخ الطيب على موعد آخر للحفاظ على مكانة وهيبة الأزهر الشريف، حينما دخل لحضور كلمة الرئيس المعزول محمد مرسى فى قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة فلم يجد مكانا لعلماء الأزهر داخل قاعة كبار الزوار، إضافة إلى وضعهم فى الصف الرابع بدلا من الأول فى قاعة الاحتفال، فلم يتردد لحظة وقرر على الفور الانسحاب من حضور كلمة الرئيس المعزول مع وفد الأزهر حفاظا على مكانة الأزهر الشريف وعلمائه، وبهذا حافظ «الطيب» على مكانة العلماء وقيمتهم فى مواجهة الرئيس المعزول، وحتى لو كلفه ذلك منصبه. مواقف مشرفة **بادر الطيب في أبريل 2011 برد كافة المبالغ المالية التي تقاضاها كراتب منذ توليه مسئولية مشيخة الأزهر الشريف كما طلب العمل بدون أجر دعما للاقتصاد المصري الذي كان يمر بأزمة بعد ثورة 25 يناير. **جمد الأزهر الحوار مع الفاتيكان في 20 يناير 2011 إلى أجل غير مسمى بسبب ما اعتبره تهجما متكررا من البابا بنديكيت السادس عشر على الإسلام ومطالبته ب»حماية المسيحيين في مصر» بعد حادث تفجير كنيسة «القديسين» بمدينة الإسكندرية. واعتبرالدكتور أحمد الطيب أن حماية المسيحيين شأن داخلي تتولاه الحكومات باعتبار المسيحيين مواطنين مثل غيرهم من الطوائف الأخرى, ورفض الأزهر إعادة العلاقات مع الفاتيكان إلا بعد اعتذار صريح من البابا بنديكيت السادس عشر. **رفض الطيب مصافحة شيمون بيريز أو التواجد معه في مكان واحد؛ وعلل ذلك بأن «مصافحته ستحقق مكسباً، لأن المعنى أن الأزهر صافح إسرائيل، وسيكون ذلك خَصماً من رصيدي، وخَصماً من رصيد الأزهر؛ لأن المصافحة تعني القبول بتطبيع العلاقات، وهو أمر لا أقرّه إلى أن تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة». الأزهر فى مواجهة الإرهاب والتطرف كان للطيب دور كبير في مواجهة العديد من المواقف المتعلقة بالفتنة الطائفية، التي لولا حكمة الطيب وسماحة البابا تواضروس لأكلت الأخضر واليابس، فهو الذي أقام علاقات صداقة ومحبة بين رموز الدعوة في الأزهر الشريف، ورموز كنسية كبري، وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، وظهر ذلك جليا في دعوة شيخ الأزهر للبابا تواضروس لافتتاح أعمال مؤتمر الأزهر الشريف الذى عقد بعنوان الأزهر فى مواجهة الإرهاب والتطرف بمشاركة نحو 600 من علماء المسلمين من نحو 120 دولة ورؤساء الكنائس الشرقية، وممثلين عن بعض الطوائف الأخرى التى عانت من إجرام الجماعات الإرهابية، وبحضور مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام ورئيس ونواب جامعة الأزهر وقيادات الأزهر والأوقاف. ووجه الطيب من خلال المؤتمر رسالة للعالم مفادها رفض رجال الدين الإسلامى والمسيحى فى العالم لكل أشكال الإرهاب والتطرف ورفض الممارسات الإرهابية ودعاوى الغرب بإلصاق الإرهاب بالإسلام. تكريم الطيب كرم الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، أحمد الطيب شيخ الأزهر، بعد فوزه بجائزة الشخصية الإسلامية من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثامنة عشرة، وذلك خلال حفل أقيم بمقر ندوة الثقافة والعلوم في دبي منذ أشهر. وهنأ مكتوم الطيب على جهوده ودوره الطيب في نشر ثقافة الإسلام الوسطي المعتدل الذي يعكس سياسة ونهج الأزهر الشريف منذ نشأته قبل ألف عام وأكثر . وأعلنت اللجنة المنظمة ل « جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم» في 30 يونيو قبل الماضي اختيار شيخ الأزهر الشخصية الإسلامية للجائزة في دورتها ال 18. وقالت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم إن تكريم الطيب يأتي كونه شخصية إسلامية في العلم الشرعي وفي خدماته في هذا الشأن وفي توليه مناصب عديدة خدم بها الدين والمسلمين وقدم خدمات كبيرة من خلال توليه منصب شيخ الأزهر الذي يعتبر فضيلته فيه مرجعية إسلامية عامة للمسلمين ويمثل العلم الشرعي والوسطية الهادفة لبيان مزايا الدين الإسلامي وقدرته على استيعاب الآخرين وحمايتهم والتعايش السلمي معهم. وتم تأجيل الاحتفال خاصة أن مصر فى ذلك الوقت كانت تشهد استقطابا حادا بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه المؤيدين لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش آنذاك. و»شخصية العام الإسلامية» هي أحد فروع جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وتهدف الجائزة إلى خدمة الإسلام والمسلمين من خلال تكريم الشخصيات التي قدمت إسهاما متميزا في المجالات الشرعية والفكرية والعلمية، وإبراز الوجه الحضاري للإسلام وإسهامه في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني، وتأكيد القيم الإسلامية ودورها في حياة الفرد والمجتمع، وإبراز من قدم خدمة للإسلام كقدوة يحتذى بها. كما أن تكريم الدكتور الطيب لكونه شخصية إسلامية في العلم الشرعي وفي خدماته في هذا الشأن وفي توليه مناصب عديدة خدم بها الدين والمسلمين وقدم خدمات كبيرة من خلال توليه منصب شيخ الأزهر هذا المنصب الذي يعتبر فضيلته فيه مرجعية إسلامية عامة للمسلمين هذا المنصب الرفيع الذي يمثل العلم الشرعي والوسطية الهادفة لبيان مزايا الدين الإسلامي وقدرته على استيعاب الآخرين وحمايتهم والتعايش السلمي معهم فقد كان الأزهر ولا يزال برئاسته الحالية واستكمالاً لدوره على مدى تاريخه الطويل الممثل للعلم والفكر الشرعي الملتزم بأهداف الإسلام وغاياته والمعبر عن حقيقة دور المسلمين في الحياة الفكرية والعملية على أن للأزهر خدمات جليلة مشهورة ومذكورة في جميع الدول الإسلامية ومن أهم ما قام به تعليم أبناء المسلمين في جامعته واحتضانهم . قالوا عنه: «الطيب بيطفى حرايق» «الطيب ستر مصر وكل شوية بيطفى حريقة وهم بيورونا كلام لا فى الكتاب ولا السنة»..هذا ما قاله الدكتور محمد حسين عويضة، الأستاذ بجامعة الأزهر، ورئيس نادى تدريس الأزهر عن شخصية شيخ الأزهر, وأضاف أن الشيخ الطيب ستر مصر، لأنه رجل صالح يعمل بدون أجر يوميا لأكثر من 16 ساعة لوجه الله، مؤكدا أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر هو الأبرز والأفضل منذ ثورة 25 وحتى الآن، وهو الذى يطفئ حرائق منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن، لو تركها لاحترقت مصر، وذلك بقيامه على الوساطة بين القوى السياسية للتوافق بينها. وقال عويضة: «لماذا يصر «برهامى» وجماعته على الحديث كل فترة عن شيخ الأزهر، متسائلا: هل يوجد فى مصر من هو أفضل من الطيب لتولى منصب شيخ الأزهر»، مستغربا مما أسماه بالإسلام الذى لم نره من قبل لا فى السنة ولا فى القرآن، وأن الكارهين لشيخ الأزهر هم كارهون لوسطيته ويسعون لإقرار إسلامهم الذى لا نعرفه عن طريق إزاحة الطيب من منصبه.