قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن من المشكلات الكبرى التى عالجتها الشريعة الإسلامية بحكمة تلائم قدرة البشر مشكلة الرقيق التى كانت سائدة فى الجاهلية، حتى إن الدائن ليمتلك المدين بدينه إن عجز عن الوفاء به ليتحول من نور الحرية التى كان عليها قبل الاستدانة إلى ظلام العبودية المقيتة، ولم يكن الإسلام ليرضى عن هذا الاستعباد فهو ينظر إليهم سواسية خلقوا لأبٍ واحدٍ هو «آدم»، وأم واحدة هى «حوّاء» ولذا قال رسولنا الكريم: «الناس لآدم، وخلق الله آدم من تراب، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم وأمهاتهم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان». وأضاف «شومان» فى كلمته أمام «ملتقى زعماء الأديان لمكافحة الرق الحديث والاتجار بالبشر بحلول عام 2020»، بالفاتيكان أمس، تحت عنوان «الإعجاز الإسلامى فى القضاء على العبودية»، أنه لم يكن من الملائم لطبائع البشر أن يُمنع الرق دفعةً واحدة؛ لأنه كان ثروة مالية ل«السادة المالكين»، والمال شقيق الروح يشق عليها التخلى عنه، فسلك فيه مسلك التدرج؛ فوجه إلى الإحسان للرقيق وعدم تكليفهم بما لا يطيقون، ثم ضيق مورد الرق فحصره فى موردٍ واحد وهو الوقوع فى الأسر، وليس كل أسير يسترق بل هو خيار من خيارات لا يكون هو الأفضل غالباً، فى الوقت الذى وسع فيه منافذ الخروج إلى الحرية بالعتق؛ حيث جعله كفارةً فى القتل الخطأ، والإفطار فى رمضان، والظهار من الزوجة، كما جعله من أعظم القُربات التطوعية إلى الله. وطالب وكيل الأزهر المؤسسات والهيئات والمنظمات الدينية والحقوقية بالتصدى لهذه الظواهر، ودفع الدول دفعاً لسنِّ القوانين والتشريعات الرادعة عن سلب الحريات، وهو ما يعمل الأزهر الشريف مع غيره من المؤسسات المعنية لتحقيقه، مضيفاً أن «من هذا المنطلق أوفدنى إمام المسلمين شيخ الأزهر حفظه الله، لأن الأزهر الشريف يعمل لخدمة الإنسانية جمعاء». ووقع ممثلون عن عدة ديانات، أمس، بينهم وكيل الأزهر الشريف، إعلاناً من أجل استئصال «الرق الحديث» و«الاتجار بالبشر» بحلول عام 2020، فى الفاتيكان، ويصف الإعلان «الرق الحديث» الذى يطال 36 مليون شخص وفق «مؤشر العبودية فى العالم 2014» بأنه «جريمة بحق البشرية». وندد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بالرق الحديث ووصفه ب«آفة فظيعة منتشرة فى العالم أجمع»، معدداً جرائمه المتمثلة فى البغاء وتشغيل الأطفال وبيع الأعضاء والتشويه القسرى.