قال سياسيون إن مصر وقطر تتجهان لفتح صفحة جديدة من العلاقات الدولية بعد مبادرة السعودية، اليوم، التي أصدرها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وناشد فيه مصر لدعم اتفاق الرياض التكميلي بين عدد من الدول الخليجية لإنهاء خلاف مستمر منذ ثمانية أشهر مع قطر. من جانبه، قال رئيس حزب التحرير المصري إبراهيم زهران، إنه في عالم السياسة لا توجد مصالحة أبدية أو عداوة أبدية لذلك فإن قطر وافقت على مبادرة السعودية للتصالح مع مصر، كما أن مصر تمد يدها لكل العرب. وأضاف زهران، أن موافقة قطر جاءت بعد ضغوط من مجلس التعاون الخليجي الذي كان بصدد إصدار قرار بمنع مرور الطيران القطري فوق دول الخليج، لافتًا إلى أن مجلس التعاون الخليجي شدد على قطر وقف إمداد المتطرفين في الخليج، وقطر وافقت على ذلك حتى لا تفقد مصالحها مع دول الخليج. ولفت زهران إلى أن دول الخليج يهمها مصر حليفها الأساسي في إفريقيا وميزان الدول العربية، لذلك حرَّكت قطر لقبول المصلحة، وطالبت الدوحة بوقف إمداد التيارات المتطرفة وعلى رأسهما جماعة الإخوان التي أعلنتها الحكومة المصرية تنظيمًا إرهابيًا في ديسمبر العام الماضي. في نفس السياق، أوضحت إيمان المهدي، المتحدثة الإعلامية لحزب الحركة الشعبية العربية "تمرد" (تحت التأسيس)، إن مصر تسير بمبدأ "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"، لذلك وافقت على المبادرة السعودية، ولفتت المهدي إلى إن قطر تأخرت كثيرًا في إعلانها الموافقة على هذه المبادرة وتصحيح سياساتها تجاه مصر بعد شهور طويلة من مهاجمة النظام المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي. وأكدت المهدي، ل"الوطن"، قبول حزبها لموقف قطر الحالي بشرط أن تثبت حسن نيتها وتعدِّل سياساتها ضد الشعب المصري وتحويل سياستها الإعلامية وتعديل الخطة الإعلامية لقناة الجزيرة التي تهاجم مصر، مطالبة قطر بالاعتذار عن عدم احترامها رغبة الشعب المصري الذي نزل في ثورة 30 يونيو للإطاحة بنظام الإخوان والرئيس السابق حسني مبارك. وأضافت المهدي أن الشعب المصري لا توجد لديه أي مشاكل مع الشعب القطري الشقيق ولكن المشكلة في الحكومة القطرية والأسرة الحاكمة التي كانت تتخذ مصر عدوًا لها وتحالفت مع جماعة الإخوان ضد المصريين.