أثار بروز دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية، التساؤلات حول السياسات التي تتبعها الدولة، والأشخاص الذين يقومون بهندسة هذه السياسات للحصول على أفضل علاقة مع دول العالم، وتنمية دور الدولة الخارجي، وهوالأمر الذي أكد كثيرون أن أحد أهم أسبابه هو الشيخة لبني القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي. انضمت معالي الشيخة لبنى القاسمي للحكومة الاتحادية بدولة الإمارات عام 2004 كوزيرة للاقتصاد، مما يجعلها أول وزيرة سيدة تتقلد منصب وزاري في دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم تم تعيينها بعد ذلك وزيرة للتجارة الخارجية عام 2008، قبل أن تتولى منصب وزيرة التنمية والتعاون الدولي عام 2013، حيث تضطلع معاليها بمسئولية دفع وتعزيز دور دولة الإمارات العربية المتحدة كجهة مانحة رئيسية وطرف فاعل أساسي في مجال التنمية البشرية على الصعيد العالمي. وإلى جانب مهامها الوزارية، تشغل معاليها عدة مناصب تشمل: عضوية مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عضوية مجلس حوكمة كلية لي كوان يو للسياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية عضوية مجلس أمناء كلية ثندربيرد عضوية مجلس أمناء كلية الدراسات العليا للإدارة الدولية بولاية أريزونا الأمريكية عضوية مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب عضوية مجلس أمناء كلية دبي للإدارة الحكومية عضو مؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان وفي غضون عملها في المنصبين الأخيرين، تمتعت الدولة بأفضل فترات الازدهار الاقتصادي وحققت أعلى معدلات وحجم للتجارة الخارجية. كما تم تكريم معالي الوزيرة الشيخة لبنى القاسمي من قِبل العديد من الدول على دورها في تعزيز علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة بهذه الدول. ففي عام 2013، اختارتها مجلة فوربس ضمن قائمة أقوى نساء العالم، حيث صنفتها كأقوى امرأة عربية، وفي المرتبة 67 كأقوى امرأة على مستوى العالم. الشيخة لبنى ومعاناة اللاجئين السوريين كانت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، رئيسة اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، والتى اشتركت فى مؤتمر ببرلين الذى أقيم مؤخرا وبمشاركة المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتريس، ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، ووزراء خارجية الدول المعنية بملف اللاجئين. للمساعدات الخارجية وأكدت خلال المؤتمر أن دولة الإمارات العربية المتحدة، ملتزمة بتقديم الدعم والمساندة للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، وأشارت خلال مشاركتها في مؤتمر برلين حول قضايا اللاجئين ودعم استقرار المنطقة، إلى أن دولة الإمارات قدمت عبر مؤسساتها الإنسانية ووكالات الأممالمتحدة المعنية 378 مليون درهم في عام 2014. واستفاد أكثر من 856 ألف نازح من المساعدات الإماراتية، والتي وجهت للأشقاء السوريين واللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا. وأوضحت معالي الوزيرة، في الكلمة التي ألقتها باسم الدولة، أن أوجه المساعدات الإماراتية اتسمت بالتنوع، إذ شملت تعزيز الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، وتوفير المياه، ومشاريع الصرف الصحي، والإيواء، والتعليم، حيث استفاد أيضا نحو 420 ألف لاجئ سوري يعيشون في مخيمي الزعتري والأزرق، في الأردن، من المساعدات الإماراتية. كما شيدت دولة الإمارات المخيم الإماراتيالأردني المشترك في منطقة مريجب الفهود، والذي يتسع لخمسة آلاف لاجئ سوري، وتم الانتهاء من توسعته مؤخراً لاستضافة 10 آلاف لاجئ، فضلاً عن المستشفى الإماراتيالأردني الميداني بمنطقة المفرق بالأردن، الذي تم تشييده في أغسطس من العام 2012 ويستقبل قرابة 800 شخص بشكل يومي. وكانت الشيخة لبنى القاسمي لها تحذيرات عديدة ، من أن الأوضاع المأساوية للاجئين السوريين، باتت تمثل معضلة على الصعيدين الإقليمي والدولي وهاجسا مقلقا، مع وصول أعداد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم الدول المجاورة لسوريا لنحو 3 ملايين شخص، ما يستدعي ابتكار حلول دائمة لمشكلة اللاجئين مع ضرورة تقديم الدعم للدول المستضيفة للاجئين. بطاقة تعارف لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي ولدت في 4 فبراير 1962 وهي عضو من أعضاء العائلة الحاكمة في إمارة الشارقة إذ هي ابنة أخ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الإمارة. حصلت الشيخة لبنى، وهي متحدثة معروفة في شئون المرأة والإسلام والتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية، على العديد من الإحرازات في مجالات مختلفة في الدولة، وهي تشكل مصدر إلهام لجيل كامل من الشابات. وكثيراً ما وصفها الإعلام بأنها ذكية، وتمارس أسلوباً تفاعلياً في الإدارة، وقد كانت داعية تغيير، رفعت سوية المرأة في قطاع تقنية المعلومات، وفي دوائر الأعمال في الشرق الأوسط. خلال عملها في سلطة دبي للموانئ، ومؤخراً في تجاري دوت كوم، كما أثبتت الشيخة لبنى أنها تستطيع تقديم نتائج استثنائية. فبرزت مساهماتها الهامة بشكل واضح، وتلقت خلال سنوات حياتها المهنية العديد من الجوائز من هيئات مختلفة، مثل مجموعة دبي للجودة، إنترناشيونال تكنولوجي بابليشينغ، داتاماتيكس، وكومونويلث أوف كنتاكي. على الصعيد العملي، تحفز إنجازات الشيخة لبنى الشابات الباحثات عن مستقبل مهني لأنفسهن، للمساهمة في مجتمع واقتصاد الإمارات العربية المتحدة. فالشيخة لبنى، وهي تنتمي إلى العائلة الحاكمة في الشارقة، كانت أول امرأة إماراتية تحصل على شهادة متقدمة في تكنولوجيا المعلومات. وقد اكتشفت منذ عامها الدراسي الحادي عشر ولعها بالرياضيات والفيزياء، وأحبت التكنولوجيا منذ عمر مبكر. فقررت أن تدرس علوم الكمبيوتر عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، ولم تتخل عن حلمها في المستقبل المهني. وفي عام 1981، حصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من جامعة ولاية كاليفورنيا. ولم يكن دخول عالم التكنولوجيا سهلاً للنساء آنذاك. فقد كانت هناك خمس طالبات فقط في صفها من أصل 30 طالباً. ترعرعت الشيخة لبنى في أسرة تقدر العلم تقديراً كبيراً، وقد أصبح بدوره يحتل أهمية كبرى بالنسبة لها أيضاً. وبعد عدة سنوات، حصلت على شهادة الماجستير من جامعة الشارقة. عقب تخرجها بتفوق عام 1981، حصلت الشيخة لبنى على عروض جذابة للعمل من عدة شركات أمريكية، ولكنها رفضت هذه العروض واختارت العودة إلى ديارها. وعند وصولها إلى الإمارات، وعوضاً عن العمل في القطاع الحكومي، والذي كان أقصر الطرق إلى القمة، اختارت أن تنضم إلى شركة برمجيات خاصة في دبي، داتاميشن، حيث كانت المواطنة الإماراتية الوحيدة في الشركة، والمرأة الوحيدة أيضاً. ولم يكن العمل من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 6 مساءً بالأمر العادي بالنسبة للعائلات الحاكمة، ولكن هذا ما اختارت الشيخة لبنى أن تفعله. بعد تنقلها بين عدة وظائف، أصبحت الشيخة لبنى مديرة فرع دبي لهيئة المعلومات العامة، المؤسسة المسئولة عن أتمتة الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات العربية المتحدة. إلا أن فرصتها الكبيرة لاحت فيما بعد، عام 1987، عندما تم تعيينها كبيرة مدراء دائرة أنظمة المعلومات في سلطة موانئ دبي. ومنذ ذلك الحين، أصبح طريقها يسير في اتجاه واحد، إلى الأمام. أمضت الشيخة لبنى أكثر من سبع سنوات في سلطة موانئ دبي، والتي أصبحت حالياً أكثر موانئ المنطقة تطوراً من الناحية التقنية، وتعمل بنظام إلكتروني شامل، يربط بين الموانئ وسلطة الجمارك من جهة، وقطاع الشحن من جهة أخرى، مما يؤدي إلى تخفيض المعاملات الورقية، ويعطي فعالية أكبر في التعامل مع البضائع المشحونة. وتشمل مساهماتها في سلطة دبي للموانئ تطويرات أدت إلى تخفيض الوقت اللازم لإجراء معاملات الشحن من ساعة إلى عشر دقائق فقط. واجهت الشيخة لبنى أول التحديات في سلطة دبي للموانئ عندما اضطرت للعمل خارج نطاق خبرتها الهندسية، كمديرة أعمال. وكانت تقول :كانت خبرتي تقنية، وكنت أدير دائرة يعمل فيها 100 موظف تقني، ولكني تعلمت أن علي إدارة وتطوير برامج تزيد الإنتاج في الميناء. تقول الشيخة لبنى لمجلة آرابيز تريندز: سلطة موانئ دبي منافس عالمي في الشحن الدولي وأعمال النقل، لذا تعلمت أن الدائرة لا تقدم فقط البرامج، بل عليها أن تقدم نتائج فعالة للأعمال. وبعد إثبات قدراتها في الأعمال والقيادة في سلطة موانئ دبي، حازت الشيخة لبنى على جائزة الموظف الحكومي البارز عام 1999، لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ووزير الدفاع في الإمارات العربية المتحدة. وبعد سنة، طلب منها شخصياً أن ترأس تجاري، سوق العمل الإلكتروني، الذي يقدم نقطة التقاء على الإنترنت للبائعين والمشترين لعدة أشكال من البضائع والخدمات. تم إنشاء تجاري عام 2000، وخلال 60 يوماً فقط أثبت نجاحه بشكل كبير. وحالياً، يعمل في الشركة أكثر من 50 موظفاً، ولديها أكثر من 3000 عميل حول العالم، تشمل شركات في تسع من دول المحيط الهادي الآسيوية. وقد أصبح تجاري دوت كوم خطوة مهمة في إستراتيجية ترسيخ مركز دبي كمحور تجاري للشرق الأوسط وآسيا. وقد تلقى تجاري، تحت قيادة الشيخة لبنى، العديد من الجوائز، تشمل جائزة مجلة بي سي ماغازين للتفوق عام 2000، جائزة ميدل إيست إيكونوميك سيرفي عام 2000 لأفضل مشروع تكنولوجيا معلومات في العام، إضافة إلى جائزة أفضل مطور لمحتوى التجارة الإلكترونية، من القمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف عام 2003. . وفي نفس العام، حصل تجاري على جائزة العلامة التجارية المميزة، من قبل المجلس الإماراتي للعلامات التجارية المميزة. عام 2001، رأست الشيخة لبنى الفريق التنفيذي لحكومة دبي الإلكترونية، المسئول عن تأسيس مبادرات الحكومة الإلكترونية في القطاع العام. لبنى القاسمى والجائزة الدولية «للإنجاز النسائى» كرمت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية بمنحها الجائزة الدولية للإنجاز النسائي من منظمة سيدات الأعمال التابعة لاتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية تقديرا لدورها الحيوي والقيادي في تطوير مجتمع سيدات الأعمال في الإمارات والمنطقة وعلى مستوى العالم وجهودها المتواصلة في الارتقاء بمكانة المرأة في الإمارات وذلك فى عام 2008 . جاء ذلك ضمن احتفالات منظمة سيدات الأعمال الهندية بالعيد الفضي في نيودلهي وبحضور شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية دولية وعالمية وآسيوية بالإضافة إلى مسئولين كبار في الحكومة الهندية . وأكدت منظمة سيدات الأعمال الهنديات أن فوز معالي الشيخة لبنى القاسمي بهذه الجائزة يأتي تقديرا لجهودها المتميزة ودورها الحيوي في الارتقاء بمكانة المرأة ليس على مستوى الإمارات فحسب بل على المستوى العالمي وتشجيعها ودعمها للجهود المختلفة في تمكين المرأة على المستوى الدولي . وخلال التكريم أوضحت الشيخة «لبنى» أن فوزها بهذه الجائزة الدولية يعد انتصارا للمرأة العربية والمسلمة ودليلا على الإنجازات الواسعة التي حققتها المرأة في الإمارات والمكانة المتقدمة جدا التي وصلت إليها في ميادين العلم والعمل بفضل حكمة القيادة الرشيدة التي فتحت المجال أمام تعليم المرأة من أجل المساهمة في تطوير المجتمع والاقتصاد وتنمية الدولة. وقالت إن المرأة في الإمارات لديها كل الإمكانيات والمقومات لتحقيق طموحاتها العامة والخاصة والمشاركة بفعالية في الحياة العامة.. مشيرة إلى أن النساء في الإمارات يشغلن أربعة مقاعد وزارية في حكومة الإمارات التي كانت خالية من أي امرأة قبل أربع سنوات فيما تستحوذ النساء على نسبة 22.5 بالمائة من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي وهن يشغلن حوالي 30%من الوظائف الإدارية ويتفوقن على أعداد الرجال في القطاع الحكومي.