ايوه قتلتها ولو عاد بي الزمن مرة اخرى سوف اقتلها مرة أخرى.. كنت اعشق التراب الذي كانت تمشي عليه لكنها هى التى لقتلها.. بهذه الكلمات بدأ المتهم بقتل زوجته بالبساتين اعترافاته أمام ضباط المباحث وهو يروى لهم كيف نفذ حكم الإعدام في زوجته التي كان يعشقها بجنون، بعد أن تدخل أبليس بينهما ونغص عليهما حياتهما، وأوهم الزوج بأن زوجته أم أولاده على علاقة برجل آخر التفاصيل الكاملة للغرام والانتقام في السطور القادمة... لم يتخيل محمد فى يوم من الأيام أن نهاية زوجته غادة ستكون القتل على يده .. محمد يبلغ من العمر 33 سنة عامل رخام بمنطقة البساتين.. كان شاب مكافح جاد فى عمله معظم أصدقائه يحبونه ويقدرونه نظراً لأخلاقه الرفيعة وحسن تعامله مع الجميع .. مرت الايام على محمد وهو يبحث عن فتاة أحلامه التى ستكون زوجة صالحة له وأما لأولاده وبعد رحلة بحث شاقة قرر الارتباط بغادة ابنة الجيران نظراً لجمالها وأخلاقها الرفيعة.. جمعت بينهما قصة حب جميلة مثل قيس وليلى، الكل كان يتحدث عنها خاصة بين أهالى المنطقة.. خلال أيام قليلة تقدم لخطبتها وبعد عامين تمت مراسم الزفاف وسط مباركة الأهل والأقارب..
مرت السنوات عليهما حتى رزقهما الله بطفلين فى عمر الزهور.. كانت حياتهما تسير بشكل عادى مثل أي زوجين وكان محمد يعمل جاهداً من أجل الإطمئنان على مستقبل أبنائه وبمرور السنين بدأ الشيطان يتدخل بينهما، وسرعان ما دبت بينهما الخلافات الزوجية كالنار في الهشيم..
أصبح محمد يتشاجر يوميًا مع زوجته لدرجة أنه لم يعد يطيق الإقامة في المنزل، وحاول عدة مرات التحدث مع أسرتها لكي يصلحوا بينهما، وتعود المياه إلى مجاريها، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل. مصارحة وهروب!
صارح محمد زوجته بشكوكه وأخبرها بأنه سمع كلام عنها من أحد الأشخاص بأنها على علاقة برجل آخر، وطالبها أن ترد علي هذه الشائعات ولكنها انفعلت وصرخت في وجهه واكدت انها لن تسمح له بالتشكيك في سلوكها وتلويث سمعتها وانها لن تبقي في بيته لحظة واحدة وبالفعل ارتدت ملابسها وتركت له طفليهما ..
اعتقد محمد أنها ستعود بعد ساعة أوساعتين ولكنها لم تعد.. شعر بالقلق يتسرب إليه بعد حلول المساء وبادر بالاتصال بكل معارفهم بالقاهرة لعلها ذهبت إلى أحدهم ولكن دون أن يعثر لها علي أثر.. وامتد غيابها إلى يومين وأعيته الحيرة وعصفت برأسه الظنون إلى أن عادت فجأة كما اختفت فجأة، وعندما سألها عن مكان تواجدها في اليومين التي غابت فيها عن المنزل قالت انا حره اعمل اللي انا عايزاه ولو مش عاجبك طلقني .. انتفضت الدماء في عروق محمد ولم يشعر بنفسه إلا وهو يلتقط عصا خشبية وينهال بها علي رأسها ولم يتركها إلا جثة هامدة..
وقف محمد في حالة ذهول غير مصدق بأنه قتل زوجته التى كان يعشقها بجنون أخذ ينظر إلى طفليه وفي لمح البصر ارتدى ملابسه وهرب من المنزل حتى يكون بعدًا عن مستوى الشبهات وذهب للإقامة مع أحد أصدقائه دون أن يخبره بتفاصيل جريمته معتقدا بأن المباحث لن تتوصل إليه. بلاغ! بدأت الواقعة بالنسبة للشرطة عندما تلقى العميد يحيى الجابري مأمور قسم شرطة البساتين بلاغا من "نزيه .ح . أ"45 سنة فني بسنترال مشيخة الأزهر ومقيم دائرة قسم شرطة دار السلام باكتشافه مقتل شقيقته "غادة ربة منزل ومقيمة دائرة القسم وبعرضها على مفتش الصحة اشتبه في وفاتها جنائياً لإصابتها بجروح وكدمات بجميع انحاء الجسم واتهم زوجها المدعو محمد كمال الدين حسن عامل رخام ومقيم دائرة القسم والسابق اتهامه في 2 قضية آخرهما 38378/2008م حلوان مشاجرة وضرب بالتسبب في وفاتها، وبإخطار اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء خالد يوسف حكمدار القاهرة واللواء أحمد حسن رئيس قطاع الجنوب واللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء عصام سعد نائب المدير لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه.
وبإجراء التحريات بمعرفة المقدم خالد الدمرداش رئيس مباحث القسم والرائدين أحمد مختار ومحمد السيسي معاوني المباحث تبين صحة الواقعة وان المشكو في حقه وراء ارتكاب الواقعة، على الفور انتقل النقيب أحمد إبراهيم ضابط مباحث القسم وسمير صبري ورشاد محمد أميني البحث وتمكنوا من ضبطه وبمواجهته اعترف بتعديه عليها بالضرب محدثاً إصابتها لخلافات زوجية فيما بينهم وأنه كان يشك باستمرار في سلوك زوجته، وقال بأن الشكو هو الذى دفعه لقتل أم أولاده بعدما تدخل الشيطان بينهما. تم تحرير المحضر اللازم، وأمر المستشار أحمد حمدى مدير نيابة البساتين وبإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثة المجني عليها لبيان سبب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.