قال المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم، إن جماعة أنصار بيت المقدس هي امتداد لجماعات فلسطينية تكفيرية لها نفس المسميات، مشيرا إلى أن تلك الجماعة هي الأقرب فكريا إلى التنظيم الإرهابي المسمى ب"داعش"، مشيرا إلى أن الكثير من أعضاء "أنصار بيت المقدس" كانوا ينتمون لتنظيم "التوحيد والجهاد"، المسؤول عن تفجيرات شرم الشيخ خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأضاف خلال حواره مع الإعلامي محمود سعد، في برنامج "آخر النهار"، المذاع على قناة "النهار"، أمس الجمعة، أن تلك الجماعات اعتادت استقطاب الشباب والتلاعب بمشاعرهم عبر شقين منهم، أولهما الشاب المحروم، فهي تحاول تعويضه ماديا في سبيل الخيانة، والشق الآخر الشاب المعتدل الذي تدخل إليه فكريا عن طريق الدين، وتُعتبر تلك الفئة من أشرس العناصر عندما تُجند. وأكد أن هناك أعضاء من حركة "حازمون" انضموا لجماعة أنصار بيت المقدس، واندمجوا في الفكر التكفيري، وبعضهم سافروا لسوريا، وعاد آخرون مرة أخرى، لافتا إلى أن ذلك الفكر مرتبط دائما بالتفجير، مشيرا إلى ظهوره في حالة الصراع السياسي، حيث حدث في عهد سيدنا علي بن أبي طالب، وتكفيره أدى إلى قتله رغم عدم تخيله أن يحدث ذلك على يد أحد المسلمين في يوم من الأيام. وتابع حديثه قائلا: "حازمون كانوا شبابا طيبا، وكان منهم من لا يعرف الفكر التكفيري"، موضحا أن هناك أطباء ومهندسين منتمون لتنظيم داعش، موضحا عدم توقف تلك الآلية الفكرية عند عهد ولا شخص معين، مشيرا إلى أن اللحظة التي تولد فيها الاختلافات السياسية تظهر الأفكار التكفيرية، موضحا أن الظروف المحيطة بأهالي سيناء، من حيث التضاريس وطبيعة الحياة، جعلت منها أرضا خصبة للإرهاب، هذا بجانب الملف الشائك الذي يعد تقصيرا من الدولة وهو التنمية السيناوية. وأوضح أن الدولة لم تستغل التنمية في سيناء لضرب الأفكار الإرهابية، ولذلك ظهرت سيناء كمناخ جيد لنمو الجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن عناصر تنظيم جند الله انتقلوا من منطقة غرب الدلتا للتمركز بسيناء، وقاموا بعمليات واسعة في خطف الضباط، ومارسوا نشاطهم عبر الأنفاق، نتيجة الفوضى الأمنية التي ضربت الدولة. وقال إن جماعة أنصار بيت المقدس استحدثت نوعا جديدا من القتل، وهو "قتل بسبب الوظيفة"، أي تكفير مهنة الشخص مثل الذين يعملون بالقوات المسلحة والشرطة، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة استحدَث القتل على الجنسية وأحل دم الأمريكان، موضحا أن أزمة داعش وأنصار بيت المقدس هي "قراءة الإسلام من النعل"، أى دون التمعن والفهم بالعقل، مؤكدا أن أزمة الإسلام تتركز في عدم فهم أتباعه له وليس خصومه.