لم تعرف "الأم" خبر تفحم ابنتها الرضيعة حتى الآن، أما "الأب" فبدلا من أن يفرح بابنته وقف "مصدوما" لا يتصور أن النيران ستأكل جسد رضيعته، فور ولادتها. عمرو عبدالمحسن، والد الرضيعة التي ماتت متفحة بمركز طبي بمنطقة الهرم وتحديدا في شارع فيصل، حكى ل"دوت مصر"، قصة ميلاد طفلته ومقتلها، وقال إن زوجته شعرت بآلام المخاض وهي في بيتها بمنطقة فيصل بالجيزة، وانتهت من وضع "طفلة" في ولادة طبيعية تقليدية، في حين كان هو في عمله بمركز طبي متخصص بأمراض القلب بمنطقة الدقي، حيث يعمل مشرف تمريض. يقول الزوج:" أحد أفراد عائلتي أبلغني هاتفيا بالخبر، فتركت العمل وانتقلت مسرعا إلى المنزل للاطمئنان على صحة زوجتي، والاحتفال بالمولودة الجديدة التي انتظرنا قدومها منذ اللحظات الأولى للحمل". ويضيف عمرو:" كانت زوجتي بصحة مستقرة، كما كانت المولودة بحالة جيدة ولا تعاني من شيء، وبعد أن انتهينا من تقاليد ما بعد الولادة الطبيعية، فضّلت الذهاب إلى أقرب مركز طبي بالمنطقة، لإحضار طبيب لفحص زوجتي والمولودة للاطمئنان عليهما". انتحال صفة تابع الزوج:" وصلت لمركز الروضة الطبي بفيصل، وتقابلت مع موظف الاستقبال، وشرحت له الوضع وطلبت منه توفير طبيبة تنتقل معي إلى المنزل، وبالفعل شرع في طلب طبيبة تُدعى فاطمة، وانتقلت معي إلى المنزل، وبعد الفحص، أخبرتني أن الزوجة تحتاج إلى مداواة جرح صغير بغرزتين، وأن المولودة تحتاج إلى أكسجين، وطلبت نقلهما إلى المركز". ويشير إلى إنه استجاب لطلب الطبيبة، ونقل زوجته والمولودة إلى المركز الطبي الذي لا يبتعد كثيرا عن سكنه، حيث تم اصطحاب الزوجة إلى غرفة العمليات، فيما وضعت المولودة على جهاز أكسجين يشبه "الحضّانة" في غرفة أخرى، موضحا إنه اكتشف فيما بعد أن الطبيبة ما هي إلا ممرضة تُدعى رضا، انتحلت صفة طبيبة تُدعى فاطمة. الممرضة اصطحبت زوجته إلى غرفة العمليات دون أيّة إجراءات طبية استباقية، مثل قياس ضغط الدم أو نبض القلب، وخدرتها، ثم بدأت في الإجراء الجراحي، وفقما أوضح "عمرو"، الذي بين أن المركز حينها كان يخلو من أيّة أطباء، وهو ما دفعه إلى التشكك في هوية "الممرضة"، موضحا أن حالة من القلق انتابته بعد اكتشافه عدم وجود طبيب تخدير مُتخصص داخل العمليات، خاصة وأنه يعمل"مشرف تمريض" في مركز آخر، ومُلم بتلك الإجراءات الطبية البديهية. يستطرد عمر:" بعد لحظات سمعت صراخ واستغاثة من إحدى العاملات بالمركز، تصدر من الغرفة المجاورة، ما دعاني للهرولة إليها، ففوجئت باشتعال النيران بجهاز الأكسجين الذي وضعت بداخله المولودة، ما تسبب في تفحم أجزاء من جسدها وموتها". مساومات يضيف:" الحريق أدى إلى حالة من الفوضى داخل المركز، فاصطحبت زوجتي إلى مستشفى آخر، ولم أبلغها بما حدث خوفا على حالتها الصحية، وعدت مرة أخرى إلى المركز، وبدأ العاملون في مساومتي، وعرضوا تعويضي بمبالغ مالية، إلا إنني رفضت". عمرو فضّل ملاحقة المركز قانونيا، وقال إنه انتقل وبعض أفراد العائلة والأصدقاء الذين علموا بالواقعة، إلى قسم شرطة الهرم، وتقدم ببلاغ اتهم فيه إدارة المركز بالإهمال الطبي، وحملهم مسؤولية مصرع ابنته. تحرك الشرطة والنيابة تحرر محضر بالواقعة داخل قسم شرطة الهرم، وتم إحالته إلى النيابة، ثم انتقل وكيل نيابة الهرم، هيثم جمال إلى المركز الطبي، لمعاينة محل الواقعة والوقوف على ملابساتها، وقرر وضع المركز تحت الحراسة لحين انتهاء التحقيقات، وانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص أسباب الحريق، ووضع تقرير عن ملابسات الحادث.