بعد استشهاد 28 بطلا من رجال القوات المسلحة فى عملية إرهابية دنيئة بسيناء، يتملك الغضب المصريون ويتطلعون إلى الثأر من الجماعات الإرهابية التى تحصد أرواح الأبرياء بعمليات انتحارية وباستخدام قذائف الهاون على أرض الفيروز الطاهرة. وترصد تحقيقات "الأهرام" آراء خبراء أمنيين وإستراتيجيين للوصول إلى آلية جديدة، ورؤية أكثر حسما لمواجهة الإرهاب، والتصدى للمتآمرين على الوطن. فى البداية يقول اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكرى، إن حادث استهداف جنود القوات المسلحة وقع فى المنطقة "ج" الملتهبة بالأحداث فى سيناء منذ وقت بعيد، لذلك يجب عزل تلك المنطقة من المدنيين الشرفاء حفاظا على أرواحهم، ومساعدة رجال القوات المسلحة فى دك العناصر الإرهابية بسهولة، وحان وقت التفكير جديا فى هذا. وأضاف أن العملية الإرهابية حدثت على مرحلتين الأولى بتفجير سيارة يقودها انتحارى، والثانية وهى الأفدح من حيث الخسائر، عند إخلاء المصابين والتى تم استخدام أسلحة غير معتادة فيها، مما يدل على وجود أسلحة جديدة فى أيدى العناصر الإرهابية. وأكد أن القوات المسلحة لديها خبرة كبيرة فى إخلاء المناطق التى تنفذ بها عمليات إرهابية من السكان والمواطنين، من خلال تجربتها فى حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967، التى تم بها تهجير ثلاث مدن فى القناة هى )السويس وبورسعيد والإسماعيلية(، والتى كان بها ملايين المصريين، ثم عادوا إلى مساكنهم، بعد الانتهاء من العمليات. وطالب بضرورة اتخاذ قرار بإخلاء الشريط الحدودى من الشيخ زويد حتى رفح بعمق يتراخ بين خمسة وسبعة كيلو مترات من السكان، حتى يتمكن الجيش من تطهير تلك المنطقة من البؤر الإرهابية. ونفى اليزل ما تردد عن نقص فى جمع المعلومات لدى الأجهزة الأمنية، مؤكدا أن أجهزة المخابرات لديها كل المعلومات عن الأشخاص والجماعات، ولكن ما يمنعهم هو اختباء الإرهابيين وسط الأهالى والمدنيين فى سيناء. وأشار إلى أنه طبقا لقرار فرض حالة الطوارئ فى المنطقة، سيتم إنشاء محاكم للطوارئ لمحاكمة الإرهابيين خلال فترة الطوارئ. كما أن قرار حظر التجوال سيحد من تنفيذ عمليات إرهابية، ومن يخرق الحظر بالمنطقة يتعرض لإطلاق النار فورا. وطالب اليزل المواطنين بعدم الانسياق وراء الشائعات وترديدها لأنها تضر بالمصلحة الوطنية وتؤدى إلى إثارة الرأى العام فحسب. واستنكر الخبير الاستراتيجى عدم اهتمام جمعيات حقوق الإنسان بالعمل الإجرامى بسيناء، وغياب أى بيانات تستنكره، مما يكشف عن حقيقة هذه الكيانات الكرتونية فى هدم الوطن. ويرى اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى أن مصر اليوم فى حالة حرب مع الإرهاب على أرض الفيروز، ويجب مواجهة الإرهابيين والتخلص منهم من خلال خطة أمنية استراتيجية محكمة عن طريق السيطرة على منابع السلاح وتدمير الأنفاق السرية التى تساعدهم فى الحصول على المتفجرات والأسلحة. ورغم أن القوات المسلحة هدمت عددا كبيرا من الأنفاق، فإنها تعود إلى العمل بطرق أخرى، وأكد بخيت أن القرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطنى ستكون فعالة، ونافذة ويجب على الجميع الالتزام بها، كما يجب اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة عنف الإرهاب على الأرض وتنحية العواطف فى التعامل مع عناصر الإرهاب. وأوضح أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفى، لذلك يجب الاستعانة بالدعوة كذلك، مشيرا إلى ضرورة مواجهة بعض الأفكار الإعلامية الخبيثة التى تبث الفرقة بين أبناء الوطن. وشدد بخيت على ضرورة استخدام منابر المساجد فى التعريف بتعاليم الإسلام الوسطية، والقيم الصحيحة التى ينشرها الأزهر والتمسك بالخطاب الدينى الوسطى، وإعلاء الإسلام فى النفوس فى ظل الحرب مع الإرهاب التى نخوضها. أما اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى فيطالب بمحاكمة منفذى التفجيرات الإرهابية عسكريا، وتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد الإرهابيين دون إبطاء، مشيرا إلى أن تنفيذ العمليات الإرهابية بالسيارات الملغمة أمر متكرر، ولابد من مواجهة ذلك بكل حسم. وأضاف أنه لا بد من اتخاذ قرارات سياسية لتهجير أهالى هذه المنطقة لمنع الإرهابيين من التغلغل وسط المواطنين، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب تستدعى إجراءات حازمة وسريعة. ويرى اللواء محمود زاهر الخبير الاستراتيجى أن مصر تواجه معركة حقيقية ضد الإرهاب، وتتصدى له بشكل كبير وعليها أن تتحمل الخسائر من أجل الوطن ،وأضاف أن سيناء تحولت إلى ساحة حرب حقيقية مع العناصر الإرهابية المسلحة. وقال زاهر إن العناصر الإرهابية فى سيناء تختبئ وراء الشيوخ، والنساء، والأطفال خوفا من وصول أجهزة الأمن لهم، وأن العمليات الإرهابية حاليا تحاول أن تنفذ هجمات بطرق مختلفة بعد أن سيطرت الأجهزة الأمنية على عدد من المناطق فى سيناء. وأكد الخبير العسكرى أن قوات الشرطة اكتسبت خبرات كثيرة بعد تنفيذ عدة عمليات داخل سيناء، وطالب الأجهزة الأمنية بقطع الاتصالات عن سيناء على فترات متفاوتة لقطع الإشارة عن العبوات الناسفة التى يستخدمها الإرهابيون عن طريق أجهزة الاتصال عند مهاجمة سيارات الشرطة والجيش، وأوضح زاهر أن الدولة تمتلك خططا لتنمية سيناء وبدأت بتنفيذ بعضها على أرض الواقع، مؤكدا أن تلك الخطط ستظهر نتائجها أوائل شهر أغسطس من العام المقبل. ووصف اللواء أحمد موافى الخبير الأمنى التفجيرات الإرهابية فى سيناء بأنها ذات طابع دينى وهى الأشرس منذ إعلان الحرب على الإرهاب. وقال موافى إن هذا التفجير تطور نوعى مفاجئ تنفيذا، وحرفية وتدريبا، وعتادا، وهذه الجماعة التى نفذت الهجوم مستجدة على أرض الفيروز. وأضاف أن هذا التفجير لم يخرج عن تنظيم القاعدة، وداعش من حيث التخطيط، والرصد، والإصرار على الجريمة، غير أنها تتسم بطابع الخسة فى التنفيذ. وأوضح موافى أن الحال الآن يتطلب مواجهة فورية ضد الإرهاب الدولى فى المنطقة، ويتطلب تحرك من دول التحالفات الدولية لمواجهة الإرهاب، وطالب موافى الدول العربية والأجنبية، احترام نصوص القوانين، وتطبيق العقوبات على الدول التى تدرب وتأوى وتمد الإرهابيين بالسلاح.