نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم، قصة فتاة إيزيدية، (14 عاما)، قُدمت ك«هدية» لأحد جنود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، ليتزوجها، ولكنها استطاعت الهرب منه. «نارين»، هو الاسم المستعار الذي أطلقه الكاتب محمد صاليح، في مقاله ب«واشنطن بوست»، على الفتاة الإيزيدية، بعد أن التقاها بمحل إقامتها في شمال كردستان بالعراق، وقصت عليه حكاية هروبها من أيدي «الدواعش». عاشت الفتاة بمدينة نينوي غربي العراق مع عائلتها، ولكنهم خرجوا جميعًا فارين منها في الثالث من أغسطس الماضي، بعد ورود أنباء عن اقتراب «داعش» منهم، متجهين إلى الشمال للجوء في جبل سنجار، وفجأة وجدوا أنفسهم محاصرين بعدد هائل من المسلحين الذين يرتدون زي «داعش»، حينها بدأ الجميع في الصراخ، وشعرت نارين بالعجز لأول مرة على أرض بلادها. وتقول الفتاة: «قسمنا المسلحون إلى صفين حسب الجنس والعمر، وسرقوا كل الأموال والمجوهرات التي كانت معنا، وأسروا النساء في شاحناتهم بعيدا عن الرجال الذين قتلوهم بالرصاص بعد ذلك، ثم قادنا المسلحون إلى غرب الموصل، حيث التقينا عدد كبير من النساء الإيزيديات، وبعد ذلك نقلونا جميعًا إلى قاعة كبيرة في الموصل بها عدد كبير من النساء، حيث كانت داعش تسميهم الوثنيين، وتركوهم هناك لمدة 20 يوما، ينامون على الأرض ويأكلون مرة واحدة في اليوم». وتضيف: «بعد ذلك تم اختياري وصديقتي شيماء كهدية لمقاتلين من داعش للزواج، أحدهما يدعى أبو حسين، والآخر أبو أحمد، ويتعدى عمرهما الخمسون عاما، ويسكنا في بيت بالفالوجة يشبه القصر، وحاول أبو أحمد اغتصابني عدة مرات، ولكني استطعت أن أمنعه، فاعتدى على، كما كان يقدم لنا وجبة واحدة يوميًا، وكنا نفكر في الانتحار». وروت لحظة هروبها قائلة: «بعد مرور فترة طويلة غادر أبو أحمد للقتال بالموصل، وبقى أبو حسين لمراقبتنا، وعندما ذهب للصلاة في المسجد تحدثنا مع أقاربنا في تليفون محمول حصلنا عليه، وجاء محمود نجل عم شيماء، وأنقذنا، ثم انتقلنا بطائرة إلى أربيل».