أيام قليلة وينتهى موسم الصيف السينمائى في هوليوود التي تستعد لاستقبال موسم جديد في الخريف، ولتسطر مدينة السينما العالمية بذلك أسوأ موسم سينمائى صيفى شهدته ربما منذ سنوات، فقد حققت السينما الأمريكية 3.9 مليار دولار كإيرادات من عائدات الأفلام، وقدرت شركة Rentrak المتخصصة في قياسات شباك التذاكر انخفاضا بنسبة 15 % في عائدات الشباك في أمريكا الشمالية، وفى شهر يوليو وهو الأكثر في تحقيق إيرادات منخفضة عن مثيله في الأعوام السابقة، حقق شباك التذاكر الأمريكى انخفاضا بنسبة 30 % عن العام الماضى وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز. وللمرة الأولى منذ 13 عاما في هوليوود، لم يستطع فيلم تحقيق 300 مليون دولار في عقر داره، حتى فيلم Guardians of the Galaxy الأعلى إيرادات طوال موسم الصيف لعام 2014 لم يتمكن من تجاوز هذا الحاجز، فقد حقق 330 مليون دولار، وتكلفته 170 مليونا، وهو ما وصف بأنه صيف جاف لهذا الموسم الذي يعد من أكبر المواسم السينمائية، لكن لم تنجح الأفلام فيه في حث الجمهور على التوجه لدور العرض ومتابعتها ودر الإيرادات بشكل كاف. ولم تتمكن أفلام كبيرة بميزانيات ضخمة من تحقيق إيرادات مرتفعة رغم المراهنة عليها من قبل شركات الإنتاج، باعتبارها أجزاء جديدة من أفلام سبق أن اكتسحت شباك التذاكر في مواسم سابقة مثل The Expendables 3 بطولة سلفستر ستالون وأرنولد شوارزنيجر وجون ستايتم، الذي لم يحقق سوى 27 مليون دولار منذ عرضه منتصف أغسطس الماضى، وSin City: A Dame to Kill For، الذي حقق بالكاد 7 ملايين دولار منذ عرضه 22 أغسطس، كما تعرض لانتقادات عنيفة من النقاد. باستثناء Transformers: Age of Extinction، وهو من الأفلام القليلة التي تجاوزت المليار حيث حقق 1.1 مليار دولار، وتكلف 210 ملايين، فإن أفلاما مثل Amazing Spider-Man 2، بطولة أندرو جارفيلد، لم تتجاوز إيراداته المليار دولار كما هو معتاد في أفلام الرجال الخارقين المأخوذة عن الكوميكس وسلسلة الرجل العنكبوت تحديدا، وحقق الفيلم 708 ملايين دولار داخل وخارج الولاياتالمتحدة، رغم أن تكلفته 200 مليون دولار. أيضا فيلم الرسوم المتحركة How to Train Your Dragon 2، تكلف 145 مليون دولار، ولم يحقق سوى 495 مليون دولار، مثلما لم تحقق أفلام الإثارة التي كان يتوقع لها أن تتصدر الشباك أي شىء يذكر مثل Sex Tape لكاميرون دياز، وكل هذه الأعمال جاءت مخيبة لآمال شركات الإنتاج والعاملين في صناعة السينما وربما الجمهور أيضا الذي لم ينجذب بالشكل الكافى للأجزاء الجديدة من السلاسل، لأول مرة في تاريخ تقديم مثل هذه النوعية. وأرجع خبراء شباك التذاكر في الولاياتالمتحدة هذا التراجع الكبير في الإيرادات إلى أحداث أخرى ربما كان لها تأثيرها على عزوف الجمهور عن مشاهدة الأفلام مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تابعها الكثيرون خلال شهرى يونيو ويوليو، وقال فيل كونترينو، المحلل الاقتصادى لصحيفة نيويورك تايمز، إن كثيرا من الأفلام توقفت إيراداتها عند 80 وحتى مليون دولار فقط في عروضها داخل وخارج الولاياتالمتحدة، وأشار كونترينو إلى أن كثيرا من الأفلام الجيدة والكبرى حددت لها شركات الإنتاج عام 2015 موعدا لعرضها، ما أفرغ عام 2014 من أفلام كثيرة كان يمكنها تحقيق إيرادات مذهلة في شباك التذاكر. وبالحديث عن عروض الأفلام الأمريكية خارج عقر دارها، كان نفس الأداء لها ونفس النتيجة، فواحدة من أكبر الأسواق المستهدفة للسينما الأمريكية وهى الصين، لم تحقق الأفلام الأمريكية بها سوى 25 % من إيرادات دور العرض الصينية، مقارنة ب50 % العام الماضى.
