شهدت القاهرة خلال اليومين الماضيين، تحركات واتصالات مكثفة حول الأوضاع فى ليبيا، وجرت خلال الساعات الأخيرة، اتصالات مع الأممالمتحدة، والاتحاد الأفريقى، وجامعة الدول العربية، والأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة لإبلاغها بنتائج اجتماعات وزراء خارجية دول جوار ليبيا، الذى اختتمت اعماله، الإثنين، فى القاهرة، والمبادرة التى خرجت عنه بدعم مؤسسات الدولة واستعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا. تلقى وزير الخارجية، سامح شكرى، اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الإيطالية، فيديريكا موجيرينى، تناول الاتصال تطورات الأوضاع فى الأراضى الليبية، وذلك فى ضوء الأهمية المشتركة التى توليها القاهرة وروما، للشأن الليبى وانعكاساته على منطقة المتوسط، وأخذاً فى الاعتبار استضافة مصر للاجتماع الوزارى الرابع لدول الجوار الجغرافى لليبيا، وتولى إيطاليا الرئاسية الدورية الحالية للاتحاد الأوروبى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطى، إن الوزير سامح شكرى، استعرض خلال الاتصال مع الوزيرة الإيطالية، الجهود المكثفة التى تبذلها مصر بالتعاون مع دول الجوار الليبى، لاستعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا. وقدم «شكري»، بناءً على طلب الوزيرة الإيطالية، شرحاً مفصلاً لعناصر المبادرة التى تبناها الاجتماع الوزارى والهدف منها والمبادئ التى تستند إليها، وأهمها: احترام وحدة وسيادة ليبيا ورفض أى تدخل فى شؤونها الداخلية، والالتزام بالحوار الشامل ونبذ الإرهاب وبدء حوار بين الأطراف السياسية التى تنبذ العنف وصولاً لتحقيق الوفاق الوطنى والمصالحة ووضع دستور جديد للبلاد، وتنازل جميع الميليشيات والعناصر المسلحة عن حمل السلاح واللجوء للعنف، وذلك وفق نهج متدرج المراحل ومتزامن من حيث التوقيت، والتأكيد على التزام الأطراف الخارجية بالامتناع عن توريد وتزويد الأطراف غير الشرعية للسلاح بجميع أنواعه، إضافة إلى دعم دور المؤسسات الشرعية للدولة وعلى رأسها مجلس النواب، وإعادة بنائها وتأهيلها بما فيها الجيش والشرطة. فيما استقبل «شكرى»، الثلاثاء، مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى ليبيا برناردينو ليون، حيث تناول معه تطورات الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا. واستعرض «شكرى»، خلال اللقاء، أهم النتائج التى تمخض عنها الاجتماع الوزارى الرابع لدول جوار ليبيا، خاصة المبادرة التى تبناها الاجتماع والخاصة باستعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا، مشددا على أهمية دعم المؤسسات الشرعية فى ليبيا والإسراع بتشكيل حكومة الجديدة بما يحقق تطلعات الشعب الليبى ويحفظ لليبيا وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية. من جانبه، رحب الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالنتائج التى تمخض عنها اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، الذى انعقد، الإثنين، فى القاهرة، مؤكداً على أهمية الدور الذى تضطلع به دول جوار ليبيا لمساعدة الشعب الليبى على تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى فى بلاده. ودعا الأمين العام، أبناء الشعب الليبى وأطرافه السياسية إلى الالتفاف حول المؤسسات الليبية الدستورية الشرعية المنتخبة وفى مقدمتها مجلس النواب والجمعية التأسيسية لصياغة الدستور باعتبارها المعبر عن إرادة الشعب الليبى والمؤتمنة على تنفيذ خطوات مسار عملية الانتقال السياسى فى ليبيا. وأكد «العربى»، على موقف الجامعة العربية الداعى لنبذ العنف ودعم العملية السياسية الجارية فى ليبيا والجهود المبذولة من أجل إطلاق عملية الحوار الوطنى الشامل وتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على إنقاذ البلاد من مخاطر الإرهاب وأعمال العنف والاقتتال الأهلى، وبما يحقق تطلعات الشعب الليبى ويحفظ لليبيا وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها. بينما وصل الى مطار القاهرة الدولى، ظهر الثلاثاء، المستشار عقيلة صالح عيسى، رئيس البرلمان الليبى، وكان فى استقباله بصالة كبار الزوار بمطار القاهرة، الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدنى، وعدد من أعضاء السفارة الليبية فى القاهرة. ومن المقرر أن يلتقى رئيس البرلمان الليبى، بعدد من المسؤولين المصريين فى إطار جهود القاهرة للتوصل إلى اتفاق ينهى الصراع الدائر فى الأراضى الليبية.