كتبت : نورهان عبداللهظاهرة الإنترنت اصبحت المتنفس الأوحد للكاتب وخاصة الفيس بوك ليتلقى الكاتب من خلاله تفاعل يضمن له جمهور يحاول بتعليقاته ان يبني سلمة صغيرة مع الكاتب للتطلع وقراءة افكاره واعماله ,فيتخذ منها المؤلف مفتتح لنشر اعماله.هذا ماحدث بداية مع الكاتب والطبيب البشرى هشام عبد الغفار بمجموعته القصصية كوكو في الحب الصادة في طبعتها الاولى عن دار هاوس بوكس للنشر بالتعاون مع دار كتابات , والتي تعد أول عمل أدبي له بعد تجربته المسرحية في التأليف , وخلال حفل التوقيع الذي اقامه مساء أمس الاحد بمكتبة البلد , وادار اللقاء محمد محرم رئيس نادي القصة ,يكشف لنا المؤلف عن بدايته مع الكتابة الادبية قائلاً : علاقتي مع الكتابة بدأت مع ورشة بنادي القصة , شاركت بكتاباتي وبتوجيه من كتاب كبار وعظام أمثال محمد محرم وتوجيهاته الصريحة على كتاباتي كونت أفكار وكتبتها على الفيس بوك فنالت استحسان القراء ,وشهدت تعليقات اثنت على العمل وبأهميته , على سبيل الذكر تعليق للفنانة والمنتجة اسعاد يونس والصحفي محمد شكر وغيرهم من الكتاب الكبار , ثم انتقلت الى مرحلة نشر الاعمال تحت عنوان كوكو في الحب والتي اهديها للإمام الاكبر محى الدين بن عربي شيخ من شيوخ الطرق الصوفية ويسمونه شيخ الحب مع نشر بعض التعليقات في نهاية المجموعة والتي تعد تجربة فريدة من نوعها , فوجدت القارئ يهتم بها وبعد قرائته يعود للعمل او القصة مرة أخرى ليقرأها مقارناً بين وجهة نظر التعليق ووجهة نظره .ووصف محمد محرم المجموعة بتنوع المواضيع وسلاسة الاسلوب , فكتاب عدة تدور موضوعاتهم في إطار واحد إما رومانسي او اجتماعي او سياسي , لكن كوكو في الحب جمعت مابين الجنس والرومانسية والحرية , وفساد الإعلام والرموز السياسية دون ابتزال او سفاهه , فالغة تميزت بإنصياعها مع الكاتب والحوار جرئ ومتقن ,و المؤلف يملك ادوات وادارة للحوار , ففي ثمانية قصص امتلأت بالحوار الثري والشيق , إلا قصتين تندرج تحت الحوار مع النفس وهذا لايمنعها من تحقيق اسلوب التشويق والإجادة وتميز الفكرة .واضاف محرم قائلاً : استوقفتني اشياء تنم عن ذكاء المؤلف كإختياره لعناوين القصص لاحليب لكم , موناليزا مصرية , والذكوريستحمون بالماء الساخن , فالاولى تحكي عن حسني عامل بالمصنع ينتظر حصته من الحليب والتي حرم منها فينم عن عدم إجادة الإدارة , اما موناليزا مصرية , فتكشف شراسة الانثى التي تخيلها البطل كالموناليزا لتتحول الى فتاه بيدها ادوات حاده , لينتقل الى حوار داخلي بين رجل وعاهره في قصة الذكور يستحمون بالماء الساخن معلناً العصيان على حب العاهره فتنتهي كلماته بحرق ملابسها الداخلية .اما تذكرة لدخول الجنة وضحت المظاهر الإسلامية بحوار رائع بين الشخصيات , ورجال لايطلبون المغفرة برزت صفات الرجل الشرقي وكبحه لشهوانيته الداخلية وعدم سيطرته وتظهر أهمية الانثى في حياتنا ,فلها احترامها وكيانها على الرجل ان يقدره , ليقدم عنوان آخر بقصة جديدة فراس والضوء الاحمر فتتحدث عن فجور الانثى وجرئتها وتحررها بين مديرة وموظف .وعلاقة الطب بالادب وضح محرم ان الادب هو بمثابة روح المتعة للإنسان ولكن من الصعب عدم دراسة مهنة أخرى إلا ان الادب والشعر والقصة تمكن الإنسان أن يتعلمها بنفسه على عكس الوظائف الاخرى , فالادب عنصر تطهيري من عصب الحياة وهذا لايمنع الجمع بينها وبين وظيفة أخرى .وتساءل الحاضرين عن سر تميز المجموعة واسلوب الكتابة فرد عبد الغفار قائلاً ان قرائاته ليوسف ادريس والادب الصوفي ويوسف زيدان وعلاء الاسواني .واضاف محرم ان الغلاف استفزازي كالمجموعة بعناوينها , حيث تداخل معه المؤلف موضحاً ان الغلاف للمصمم أحمد مراد يدور عن قصة كوكو وزميله حيث يأتي الصراع بين الرأسمالية والفقر بين هاتان الشخصيتان فيصل محمود الى المستشفى وبذلك سميت كوكو في الحب .واوضح ان كتاباته كانت مقالات باليوم السابع ثم اتجه الى القصة وذلك لان المقال لايستمر مع الاجيال القادمة عكس القصة التي يمكن ان تعبر عن الاحداث الحالية وتستمرمع القارئ ويشعر بشخصياتها وبموضوعاتها , واختتم الحفل بتوقيع المؤلف على مجموعته القصصية كوكو في الحب .