رغم أن مسلسل «الإكسلانس» يدور حول عالم رجال الأعمال، فإن السياسة تعتبر هى الحاضر الغائب فى هذا العمل؛ حيث اختار المؤلف أيمن سلامة أن تكون أحداثه فى السنة التى حكم فيها الإخوان مصر، فى محاولة لكشف ألاعيبهم خلال فترة حكمهم، وكيفية متاجرتهم بالدين لحساب مصالحهم الشخصية، كما يبرز العمل عمليات الابتزاز التى تعرض لها رجال الأعمال الشرفاء من قيادات «الجماعة» من خلال شخصية سيف الدسوقى التى يجسدها أحمد عز، وحاول المخرج وائل عبدالله أن يوصل هذا المعنى، السياسى، بشكل غير مباشر، من خلال هذا العمل الاجتماعى. عن المسلسل ورسالته وكواليسه يتحدث صناعه فى السطور التالية.. حصولى على أجر 9 ملايين جنيه «شائعة».. ومسلسلى الأعلى مشاهدة رغم الهجوم عليه من «ناس فاضية» يرى أحمد عز أن مسلسل «الإكسلانس» لا يمكن تصنيفه كعمل سياسى؛ نظراً لتطرقه إلى العديد من الجوانب الاجتماعية، مشيراً إلى أنه لا يشغل تفكيره بمسألة المنافسة مع الآخرين. «عز»، فى حواره مع «الوطن»، يكشف عن أسباب مشاركته فى السباق التليفزيونى لهذا العام، ويؤكد أنه لا يمر بأزمات شخصية، بل يعيش حالة ابتلاء وادعاء، على حد قوله، كما أوضح العديد من النقاط التى أثارت جدلاً كبيراً خلال الأيام الماضية، وأبرزها تعاطيه حقن «بوتكس» فى وجهه، ورفضه مقابلة الفنان فاروق الفيشاوى، فضلاً عن تقاضيه أجراً عن بطولته ل«الإكسلانس» بلغت قيمته 9 ملايين جنيه. وإلى نص الحوار.. ■ ما الذى جذبك لبطولة «الإكسلانس»؟ - عوامل عدة، أبرزها السيناريو وطبيعة الشخصية؛ فأنا لا أخوض أى تجربة، سواء كانت تليفزيونية أو سينمائية دون أن تتضمن موضوعاً جديداً وشخصية درامية لم أقدم مثلها من قبل، وبالفعل وجدت موضوعاً «طازة» يدور حول علاقة رجال الأعمال بالإخوان أثناء فترة حكمهم لمصر، كما لمست أبعاداً جديدة فى شخصية رجل الأعمال سيف الدسوقى الذى يتعرض للظلم ويصطدم بالعديد من الأزمات رغم أنه يعد من أغنى 100 شخصية فى العالم؛ حيث جذبتنى كل هذه العناصر إلى المسلسل، بالإضافة إلى الجهة الإنتاجية وأبطال العمل أمثال صلاح عبدالله ونور وأحمد رزق ومنة فضالى. ■ لماذا ابتعدت عن الدراما التليفزيونية لما يقرب من 6 أعوام؟ - لا يمكننى تقديم عمل تليفزيونى كل عام؛ لأنى أحب دائماً أن أكون ضيفاً خفيفاً على التليفزيون. ■ خوفاً على عدم حرقك كممثل أم ماذا؟ - المسألة ليست كذلك، ولكن أى عمل فنى أياً كانت ماهيته إذا لم ينفذ بشكل جيد فسينال من رصيد صاحبه، كما أن الدراما التليفزيونية تحديداً لها وضعية خطيرة؛ لأنك توجد وسط كم هائل من المسلسلات على مدار 30 يوماً، فإذا لم تكن على المستوى المطلوب فسوف ينصرف الجمهور عن متابعتك بضغطة زر واحدة من «الريموت كنترول»، وهذا بالتبعية سوف يؤثر عليك سينمائياً، ومن هذا المنطلق قررنا عرض «الإكسلانس» حصرياً على قناة «الحياة» فى مصر، بجانب قناة «دبى» فى الخليج، وقناة «OSN» المشفرة. ■ لماذا حرصت على عرض مسلسلك الجديد عبر محطة مصرية واحدة؟ - أحب دائماً «النجاح العزيز»، بمعنى أنك كلما تقل فى عدد القنوات الحاصلة على حق عرض أعمالك ستجد المشاهد بالتبعية حريصاً على متابعتك لحبه وتعلقه بك، لكن الوضع يبدو مغايراً إذا عُرض المسلسل مثلاً على 10 أو 20 محطة فضائية؛ فهذا يعنى أنه سيتمتع بكل تأكيد بنسبة مشاهدة مرتفعة، وحينها لن تتذوق طعم النجاح. لم آخذ حقن «بوتكس» فى وجهى.. وأعداء النجاح يتربصون بالعمل قبل عرضه ■ كيف استقبلت الأخبار التى زعمت تعرض المسلسل لمشاكل فى تسويقه؟ - لم ألتفت لهذه الشائعات التى أطلقها أعداء النجاح؛ لأنى «بعامل ربنا ومش بخاف غير منه»، وعندما أموت سوف أُدفن فى قبرى بمفردى وليس مع الناس؛ لذلك لا بد أن نعى جيداً أن الله لا يتسبب فى نجاح شخص وإحاطته بحب الناس إلا إذا كان راضياً عنه، وبعيداً عن هذا وذاك فإن المسلسل يتعرض يومياً لحالة من الهجوم، ومع ذلك فهو يتمتع بأعلى نسبة مشاهدة وفقاً لإحصاءات قناة «الحياة» وإقبال المعلنين عليه. ■ كيف رسمت ملامح شخصية «الإكسلانس»؟ - التحضير لهذه الشخصية لم يختلف كثيراً عن أدوارى السابقة؛ لأن الاجتهاد والعمل سمتان متكررتان فى فترة التحضيرات لجميع أعمالى. ■ ألم تخشَ من عزوف الجمهور المتشبع بالسياسة عن متابعة مسلسلك الذى يتضمن جوانب سياسية فى أحداثه؟ - لم ينتابنى هذا الشعور إطلاقاً؛ لأن المسلسل لا يمكن تصنيفه على أنه عمل سياسى بحت ولكنه اجتماعى أيضاً، وهذا ما تجلى واضحاً فى علاقة سيف الدسوقى بكل من والدته وشقيقته والعاملين معه بشركته، كما أننا نطرح تساؤلات عدة من خلال المسلسل، أبرزها: «هل ما زالت الثقة والنزاهة موجودتين فى زمننا هذا، أم اندثر وجودهما؟». ■ ما أبرز الرسائل التى يرغب المسلسل فى توصيلها للجمهور؟ - أولاً: أن كل رجال الأعمال ليسوا فاسدين، كما لا بد من التزام الحرص فى التعامل مع أقرب الناس إليك؛ لأننا مع الأسف الشديد وصلنا لمرحلة جعلت النجاح لا يخلق محبين فحسب، وإنما يفرز أعداء أيضاً، وها أنا أعيش التجربة على الصعيد الشخصى؛ حيث يتعرض المسلسل لهجوم من قبل عرضه، وتحديداً من شهر يناير الماضى الذى شهد تصويرنا لمرحلة الدعاية الخاصة بالعمل فى لندن، ومن حينها ونحن نتعرض لهجوم حتى هذه اللحظة من أشخاص «فاضية» تسعى لعرقلتى، لكنهم لا يعلمون أن محاولاتهم لن تجدى معى؛ لأنى معتاد على هذه الأمور منذ بداية مشوارى الفنى. ■ هل انعكست أزماتك الشخصية عليك بالسلب أثناء التصوير؟ - لا أمر بأزمات شخصية من الأساس، لكنى مصاب بابتلاء وادعاء، ورغم هذا أعيش حالياً فى منتهى السعادة والراحة؛ لأنى لا أخشى سوى الله، ولم يسبق أن خدعت الجمهور بكلمة واحدة، ولكن أعود وأكرر: «ربنا مش بيضّحك عليه»؛ حيث ألزم الصبر فى هذه المرحلة لحين ظهور الحقيقة علانية أمام الجميع. ■ فاروق الفيشاوى أعلن مؤخراً أنك رفضت مقابلته عندما أبدى رغبته فى التحدث معك عن خلافاتك الشخصية.. فما تعليقك؟ - اعتذرت لأنى «ما عنديش حاجة أتكلم فيها معاه»؛ فهو فنان وأستاذ كبير والرد عليه لا يجوز، لكنه حر ومسئول عن كلامه. ■ بالعودة للحديث عن «الإكسلانس»، لمن ترمز بشخصية سيف الدسوقى فى الواقع؟ - أترك هذه المسألة لخيال المشاهد. ■ هل ترى أن رحيل الإخوان عن الحكم جعلكم أكثر جرأة فى التناول؟ - توصلنا إلى فكرة المسلسل أثناء حكم الإخوان، كما أن المؤلف أيمن سلامة انتهى من كتابة الحلقات العشر الأولى فى عهدهم، وكنا سنواصل عملنا بنفس النهج الذى يعرض حالياً، إلا أن رحيلهم جعلنا أكثر راحة، علماً بأننا لا نتجنى على أشخاص، لكننا نرصد حالة وطن فى فترة زمنية معينة. تعاونت كثيراً مع المؤلف والمنتج وائل عبدالله، ولكن ماذا عنه كمخرج هذه المرة؟ - وائل عبدالله شقيقى وصديقى وعشرة عمر؛ حيث وجدته مخرجاً رائعاً وصعباً و«عارف هو عايز إيه»، كما أنه يهتم بأدق التفاصيل. ما حقيقة ما أثير أخيراً عن تعاطيك حقن «بوتكس» فى وجهك؟ - أجاب ضاحكاً: ألا ترى البوتكس والتجاعيد تكسو وجهى؟ هذا الكلام أسعدنى بشدة لأنه دليل على نجاح المسلسل، كما أشاع مروجو هذه الأخبار أننى تقاضيت أجرا وصل إلى 9 ملايين جنيه، وأكدوا أننى لا أستحق هذا المبلغ لأن رصيدى فى البطولات التليفزيونية لا يتعدى عملاً واحداً هو «الأدهم»، ولكن ما أؤكده أننى لم أتقاضَ هذا المبلغ.