ولا زالت ألغاز عبود الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية تتوالي فمن خلال مقال جديد له تناول الزمر مجموعة من النصائح لأنصار الجماعة الإرهابية، ففي ببداية مقاله أوضح أن الإسلام دين مصلحة العباد، والتضحية لابد وأن تكون في محلها (فمتى كانت مفسدة الأمر أعظم من مصلحته لم يكن مما أمر الله تعالى به ) مجموع الفتاوى لابن تيمية. الابتلاء سابق للتمكين وأضاف "الزمر" لقد سُئل الإمام أحمد عن التمكين والابتلاء أيهما أولًا، فقال لا يمكّن المرء حتى يبتلى، أي إن البلاء والتمحيص سابق على التمكين، فإذا رأيت يا أخي جماعة وصلت إلى السلطة واضطربت عليها الأحوال ثم سقط حكمها هل هذا يعد من باب التمحيص ؟! أم أنه السلب بعد العطاء، وهذا يدركه من يعرف كيف تجري سنن الله الكونية على العباد. مراجعة النفس وأوضح عبود أن هذا يتطلب منا مراجعة النفس والتصرفات والنوايا السابقة وحجم الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة، والعزم على التصحيح والتصويب وبالتالي لابد من تشكيل لجنة من جماعة الإخوان (من غير الفريق الذي كان يقود المرحلة الماضية) وذلك لتقويم التجربة وعرض التقرير النهائي على قيادة الإخوان، فمن امتنع عن البحث والتقويم وتحري أسباب السقوط فهو ليس بحريص على الجماعة لأنه لن يستطيع أن يؤسس لها قاعدة انطلاق جديدة، أما من قدّم النصيحة وإن كانت مرّة ووضع الحلول وإن كانت اليوم غير مقبولة لكونها تصطدم مع العواطف والمشاعر إلا أنه بالتأكيد يكون هو الأكثر حرصاَ على جماعة الإخوان، لقد قال لي أحد أصدقائي: أرح نفسك فالإخوان لن تنتصح !!، فقلت له إنني لابد وأن أبذل لهم النصح الواجب بكل صدق وإخلاص، وقال لي آخر إن الإخوان لن تقيم التجربة أبدًا، فقلت له لماذا ؟ فقال: لأنهم لو قوّموا تجربتهم لوجب على قيادة المرحلة الماضية التنحي وتقديم قيادة جديدة !!. مرسي من أفاضل القوم إنه والله لعزيز على أن أرى الدكتور محمد مرسي والمرشد العام الحالي والسابق، وكوكبة من قيادات الإخوان يقفون وراء القضبان وهم من أفاضل القوم دينًا وخلقًا. الحفاظ على فصائل الإسلام السياسي لقد كانت فكرتي منذ سقوط حكم الإخوان هو الحفاظ على فصائل الإسلام السياسي ومن بينهم جماعة الإخوان التي تعرضت لضربات قاسية شهدنا خسائرها وتابعنا آثارها على مدى العام، ولقد عرضت الحلول السياسية للحفاظ على البقية الباقية والبدء من موقع معارض سلمي له تأثير في الواقع من خلال أداء سياسي واجتماعي راق، ولكن هناك من يرفض ذلك ويرغب في الانسحاب من الواقع وترك الخارطة السياسية دون أن يكون له عليها موطئ قدم للتيار، وهذا من وجهة نظري خطأ فادح يلزم تصحيحه. الآليات المشروعة ثم إنني أود أن أوضح أن الجماعة التي ترتدي ثوب الإسلام إذا أرادت الوصول للسلطة لإقامة الحق والعدل وإصلاح الأحوال، لابد لها من اتخاذ الآليات المشروعة مع الاعتماد على قواعد النصر وفق سنن الله الكونية وليس بأساليب وأدوات أخرى غير مشروعة. لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (رحم الله أمرأً أهدى إلى عيوبي ) وكان عمر بن عبد العزيز يخصص مكافأة لمن قدم نصيحة تخدم عامة المسلمين، بل وقال أحد الخلفاء الراشدين عن النصيحة (لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها) ولكن يبدو أننا اليوم في عصر بعض الناس فيه لا يحبون الناصحين، ولكن ستبقى النصيحة الواجبة بين أبناء الأمة وسيبقى الصبر على أذى المنصوح من كمال النصيحة لأن بعض المنصوحين لا يقبلون النصيحة ويردون بالسب والشتم والاتهام، وليس لهم حجة إلا عاطفة جياشة ورفض لسماع رأي يخالف ما في عقولهم. التسامح ثم إنه من تجاوز في حقي منهم فقد سامحته كما ذكرت ذلك من قبل ولازلت عنك أعفو ياشاتمي، أملًا أن يعفو عني الرب يوم المشهد فالحريص على الجماعة هو من ينصح لها ويصوب مسيرتها، ويقوّم أداءها، ويدعو لها بالتوفيق، وهذا حقيقة ما نتمناه لجماعة الإخوان، إذ نريد منها أن تعود إلى مكانتها في الدعوة إلى الله وفي خدمة عامة الناس التي سبق وأن شهد بها الجميع وذلك بعد هضم التجربة والعزم على الأداء المنضبط بالشرع، واعتماد الأساليب والأدوات المشروعة لنيل رضا الله وتوفيقه.