ضمن خطة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد مجاهد لتنمية الوحدة الوطنية بين المصريين، أقام صالون غازى الثقافى العربى برئاسة د. غازى عوض الله ندوة بعنوان مستقبل الحوار والتعايش بين الأديان والثقافات فى القرن الحادى والعشرين بقصر ثقافة الجيزة .مصر تعني قبطفى كلمته قال د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ، حفظ الله مصرشعبا واحدا، الدين فيه لله والوطن للجميع، حينما اتفقت مع أ.د.غازى عوض الله على إقامة هذه الندوة لم يكن الاعتداء الإرهابى الغاشم على كنيسة القديسين بالأسكندرية قد وقع، ولم يكن يدور بعقل أى منا أن مصر يمكن أن تعانى من محاولات الوقيعة بين مسلميها ومسيحيها لأكثر من سبب، الأول أن اسم مصر فى اللغات الأجنبية مأخوذ من كلمة قبط، فسكان مصر هم الأقباط سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين فهم شعب واحد.والثانى أن أدباء مصر ومبدعيها الذين يشكلون وعيها على مر التاريخ يؤكدون هذه الحقيقة، حيث يقول الشاعر محسن الخياط مثلا:صوتك رفعته ع المساجد صليبصوتك رفعته ع الكنايس هلالقلت لولدنا .. ولكل أهل بلدناجرس الكنيسة يبقى جنب المادنةيحضن صداها فى السما صوت بلالولا يظن أحدكم أن رفع الصليب على المساجد والهلال على الكنائس مجرد صورة شعرية خيالية، فالبوستر الذى أمامكم لدير الأنبا بولا ببنى سويف والذى يرتفع فوق قبة كنيسته الهلال والصليب، يؤكد أن واقع الوحدة الوطنية فى مصر يتجاوز أحلام الشعراء.ونحمد الله ونشكره على أنه قد صدق وعده وحفظ مصر من تلك المكيدة، فقد قال تعالى فى الآية 99 من سورة يوسف: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنيين، كما قال فى الكتاب المقدس بالإصحاح 19 من سفر أشعياء: مبارك شعبى مصر، ولهذا يحق للمصريين وأنا واحد منهم أن يرددوا سويا تلك الترنيمة الكنسية التى تقول:مبارك شعبى مصر ده وعدك من سنينخيرك أكيد لأنك إله صادق أمينتيجى بغناك وتملى بيوت المحرومينويفيض النيل ويروى جموع العطشانينمبارك مبارك مبارك مبارك شعبى مصرالمفاهيم المغلوطةومن ناحيته أكد د. غازى أن اللقاء يدور حول مفهوم الحوار ومستقبل التعايش بين الأديان السماوية، وأوجه التلاقي بين الثقافات المعاصرة في القرن الحادي والعشرين، ولعلنا نستهل العام الجديد بتلك الفكرة المحورية بالنسبة لعالمنا الذي أصبح يموج بكل تلك التيارات والمذاهب والآراء والمصالح المتباينة والأفهام المغلوطة التي أضحت تسمم الأجواء وتدفع الشركاء أن يتفرقوا، أو يتمحوروا حول ذواتهم ويتقوقعوا داخل معتقداتهم، وينظروا بكثيرٍ من الريبة والشك إلى كل من يخالفهم في الرأي أو المصلحة أو المذهب.وقد اختارت الندوة أرض الكنانة مقراً لانعقادها، وهي أكثر بقاع الأرض مثالية في فكرة التعايش والوحدة والاندماج بين البشر، والتسامح بين الأديان والتلاقي بين مختلف الثقافات والتقارب بين شتى الآراء والأفكار.كما قال د. أسامة نبيل أستاذ بجامعة الأزهر وعميد المعهد العالى للغات بالسادس من أكتوبر ، من العجيب أن يتهم الدين بأنه معوق للحوار والتعايش، وهو السبيل الأكثر فاعلية فى تحقيق الحوار والتعايش بين الشعوب! ومن الأعجب أن نترك العنان للجهل والأفكار الغريبة والمتطرفة لتبرر هذا الاتهام، كيف تصبح التعاليم التى تدعو إلى الحب والتعاون والفضيلة وترفض الرذيلة أن تكون سبباً فى الفرقة ولاختلاف والكراهية! وكيف ينتصر التطرف الفكرى الذى يدعو إلى الاغتيال فى التأكيد على العداء بين الثقافات والأديان!.الجهل سبب التناقض الفكريكل عاقل يتعجب من هذا التناقض الذى يحاول أن يفرض نفسه على الفكر الدينى الذى يدعو إلى السماحة والتقارب والحث على المعاملات بين الأفراد والشعوب، بغض النظر عن اللون والدين، من اين يأتى هذا التناقض الفكرى؟ الإجابة يدركها الجميع: فالجهل هو العدو الأول والأخير للتثقف والتحضر والتدين على وجه الخصوص، وهل يجب اختصار الدين على العبادات؟لاشك أن ممارسة الدين من خلال عبادات شيئاً مهما، لكن كما قال لنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، هذا يؤكد على أهمية الثقافة الدينية التى تؤهل الفرد إلى استيعاب الغرض من الممارسات الدينية؛ فكيف يكون الشخص عابداً وقاتلاً فى آن واحد ويرجو رضا الله؟!؛إذا لم تؤثر الممارسات الدينية إيجاباً على المعاملات الدنيوية فهناك خلل فى العقيدة، وإذا كان الدين هكذا فما سبب انسياق بعض الأفراد وراء الأفكار الغريبة عن التعاليم الآلهية؟ فجاء الرد هو غياب الثقافة الدينية، وما سبب غياب الثقافة الدينية؟ هو غياب الدبلوماسية الدينية التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبلوماسية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية على وجه الخصوص، دبلوماسية تحترم التعددية الثقافية والدينية تعمل على تثقيف المواطن آى كان انتماءه الدينى بالقدر الذى يجعله قادراً على احترام الآخر وقانون الدولة التى توفر له الحماية، على أن تؤدى هذه الدبلوماسية فى نهاية المطاف إلى حماية الوحدة الوطنية وأمن الوطن.أولويات شيخ الأزهروتابع د. أسامة لا ينكر أحد الأهمية التى يوليها الإمام الأكبر شيخ الأزهر لكل الأنشطة التى تتعلق بالحوار والتعايش، ولا ينكر أحد أيضاً تفهم البابا شنودة الثالث أهمية نشر روح المحبة فى نسيج الأمة، ووجود الأنبا بسنتى هنا خير دليل على ذلك، وأنا أيضاً على يقين من مشاركة الأب جوزيف سكاتولين المتخصص فى التصوف الإسلامى ستدعم الهدف من انعقاد هذه الندوة، وأن مشاركة الأستاذة الدكتورة فوزية الصدر سيثبت أن الثقافة والدين عنصران متلازمان يلعبا دوراً محورياً فى الحوار الدينى.وأشار د. محمود العزب مستشار الأمام الأكبر شيخ الأزهر لشئون الحوار إلى أنه وجد أوربا تمارس الحوار معنا بشكل غريب موضحاً أنه فى أحدى الندوات فى الفاتيكان قال لهم أننى عندما أحاوركم فهو ليس حواراً بين المسلمين والمسيحيين بل هو حوار بين الشمال والجنوب فالمسيحية التى نعرفها هى تلك التى فتح الإسلام عيناه عليها، والكُتاب المسيحيين الذين نعرفهم مثل اسحاق أبن حنين ساهموا فى بناء حضارتنا الإسلامية وأسسوا معنا العلوم فيها.موضحا أن الحوار آت من القرآن الكريم وهو فريضة قرأنية، فالله يحاور مخلوقة العاصى أبليس فى آيات كثيرة من القرآن وهذا تعليم للناس، والقرآن فى خطاباته يا أيها الناس، يا بنى آدم، يا أيها الأنسان لا يخاطب أمة الإسلام فقط ولكن يخاطب الناس جميعاً، والرسول فى بداية الإسلام كان يتعايش مع أصحاب الملل الأخرى وأصدر وثيقة المدينة واستقبل نصارى نجران وحاورهم فى مسجد المدينة وتبعه من بعده أصحابه وهذا هو الإسلام الذى نعرفه.وأكد على أن الأزهر الآن فتح باب الحوار مع كل مُختلف ما دام الاختلاف حق بشرط الاحترام المتبادل بين المتحاورين وبشرط أخر هو استبعاد العقائد من الحوار، وأنه فى هذه المرة سيتحاور أولاً فى الداخل فى داخل العالم الإسلامى وفى مصرمع المذاهب الإسلامية المختلفة وكل من يريد الحوار ويحترم الشروط ثم نتحاور مع الكنيسة المصرية أولاً مع الكنيسة الوطنية المصرية.وأوضح أن شيخ الأزهر فكر فى بيت العائلة المصرية لأنه يعرف قيمة العائلة فى المجتمع المصرى، هذا البيت يتكون من علماء مسلمين وأقباط وسوف تعقد لقاءات فورية بحيث يتوجه واحد من العلماء كل أسبوع لوسيلة من وسائل الإعلام ليتحدث عن القيم بلغة بسيطة نرجو أن تعمم فى الكنائس والمساجد.ونوه إلى أننا لدينا مشكلات تدرس أسبابها الحقيقية دون تهويل الداخلية فيها قبل الخارجية حتى يحق لنا أن نقول لمن يحاول أن يتدخل فى شئوننا لا تبثوا أنوفكم فى مجتمعنا.الله محبة والناس يفتقدون الحبوقد بدأ الأنبا بسنتى أسقف المعصرة وحلوان بالحديث بصدد أحداث إسكندرية الأخيرة، فقال أن ربنا أراد للعالم بعد ما خلقه وأعده لسكنى البشر ولكل من سيعيش على الأرض أن نكون واحد فى المحبة، واحد فى الفكر.لكن ما حدث الناس تفرقوا ولكن أيضا يظل يفتقدهم بمحبته، ربنا يردنا دائما أن نكون فى قلب بشرية واحدة، وأتذكر حضورى فى مدريد ثقافات واديان بمدريد، وكان الحوار حول حضارات وثقافات وكانت تتضمن مسيحية واسلامية وهندوسية، وسُئلت ما شعورك وانت تحضر هذا اللقاء، فقلت أنى أشعر بروح أدم وحواء أنهم يشعرون بالشهادة لأن منهم تفرعت البشرية، وأن البشرية ترتقى فى الود والحب، وهذا تأكيد على أن الله محبة، إشراقه للشمس محبة، هطول المطر محبة، كل ما فى الكون محبة، وهكذا كل أجدادنا تفرح، خاصة باللقاء، إذا كان له بعد إنسانى خير، يقربنا من الله.وأن هناك كلمة على لسان السيد المسيح وردت فى الأنجيل وهى أن كنت لا تحب أخاك الذى تراه، فكيف تحب الله الذى لا تراه وهنا يقصد الأنجيل أخاك أى الأخ فى البشرية، هذا كذب إذا كنت تقول أنى أحب الله وأكره أخى، بهذا لاتستطيع أن تحب الله، فيجب عليك أن تحب أخاك وان كان شريرا.وأضاف الأنبا بسنتي إن عملنا كرجال دين ومثقفين ومحبين لله ولوطنا، نسعى لحب الوطن، وكما قال الشعراوى عندما سُئل عن الإختلاف ، فقال : إذا وجدنا وقت لنتحدث عن ما نتفق فيه، فلا نجد وقت لنتحدث عن ما نختلف فيه، وقال أن الأنسان العاقل الحكيم الذى يحب الله، يوجد حل لكل مشكلة وعكسه يوجد مشكلة لكل مشكلة، وهذا سبب حبنا لكلا منهم وكذلك المرحوم الطنطاوى شيخ الأزهر السابق الذى كان سبقا بالخير، وهو كان معلمى الذى أخذت منه الكثير، أما البابا شنودة سنة 77 عندما كانت هناك مشاكل، فقال أنا مستعد أن أفدى كل مواطن مسلم بدمى وهذه دلالة على رسالتهم وهى الحب، الأختلاف موجود، وأشار الله فى القرآن حين قال ذكرهم ولا تكرهم، وماعلى الرسول إلا البلاغ.وأذكر حينما دعيت للمشاركة فى المؤتمر الإسلامى فى حاضره ومستقبله وتحدث أنذاك بأمثله من أمير المؤمنين عمرو بن الخطاب، حين أستنجدت إمرأة مسيحية ليشترى بيتها، فأخذه منها وأعطاها ثمنه ثم رده إليه أيضا، كما يذكر موقف أخر حين أستجارت به عجوز مسيحية حين لجأت له طالبة المساعدة، فقال لها إسلمى فتسلمى، فقالت لا أريد، فساعدها وعاد فقال أستغفر الله إذا كنت قد أكرهتها على الإسلام، وهذه دلاله على الرقى، فهذه القيم والخير والتسامح ولكن حين نتعصب ونتشدد حدث ما حدث فى الإسكندرية، ويذكر أنه دائما ما يعامل بالحب من المسلمين.تعريف الأطفال بالديانتينوأكد الأنبا بسنتي على ضرورة اللقاء، فلابد أن نعرف الأطفال الديانتين فى المدارس وأن نعلمهم الوصايا والتعاليم من الكتاب والأنجيل، ويحدث عناقا روحيا أمام الأطفال، فحتى إذا أساء أحدا للدينين يكون الطفل مؤهلا للرد عليهم، وأستشهد بأبيات من شعر أحمد شوقى منذ مائة عام، وبالتحديد 1910:أعدتنا والقبط أمه واحدة....... للحب تروم مرامنعلى تعاليم المسيح لأجلهم... ولأجلنا يوقرون الإسلاموفى كلمتها قالت د. فوزية شفيق الصدر أستاذة الأدب الإنجليزى وعميدة المعهد العالى للغات بمصر الجديدة، لقد لعبت الآداب والفنون دورا محوريا في تاريخ تواصل الحوار والثقافات بين الشرق والغرب وذلك من خلال قنوات عديدة كما آخذ هذا أشكالاً متعددة من أهمها الاستشراق .وإذا كان الأدبُ مرآةً للحياة فهو أيضا يحمل في طياته مختلف الثقافات والحضارات ويسجل الأحداث فيحملها إلى ثقافات أخرى وبلاد مختلفة من خلال ترجمة روائع الأدب والفكر الانساني.إن المترجمين هم ناقلو الثقافات والحضارات من الشرق إلى الغرب وحيث أن عصور التنوير صعدت على أكتاف الترجمات للتراث البشري سواء أكان داخل الأديرة أو الجوامع أو ذاكرة التراث الشعبي فإن الترجمة أصبحت اليوم بمثابة طوق النجاة الذي ينقلنا من الجهل إلى عالم المعرفة، ولم تأت الألفية الثالثة إلا لتجد الشرق يلهث وراء التقدم الرهيب والسريع.وأتحدث عن نموذج رائع لهذا الفكر لنقل وتواصل الثقافات في إبان الثورة العرابية في مصر فقد برز مستشرق بريطاني هو W. S. Blunt عُرف في مصر والسعودية بالشيخ بلنت فقد رصد صدى هذه الثورة في أشعار ويوميات صديق مصر والعرابيين ويلفريد بلنت وكيف كانت كتاباته الموضوعية ذات تأثير على الأدباء والمفكرين الأوربيين وفي مقدمتهم برنارد شو، فقد كانت مصر دائما ملهمة شعراء الغرب.ولقد أثبت بلنت هذا المستشرق العاشق لمصر و العروبة أن التواصل بين الثقافات والديانات أمر ضروري فكان مثالا للمفكر الغربي الذي اخذ على عاتقه نقل الثقافة والحضارة العربية إلى الغرب.وكما يقول الله تعالى يا أيها الناس قد خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ، وكما قال السيد المسيح علية السلام في الأرض السلام وللناس المسرات.لكل شيخ طريقهوبدأ جوزيف سكاتولين مسئول دار كامبونى للعلوم واللغة العربية كلمته بإستشهاد من كلمات الشيخ محى الدين بن عربى حين قال أنى أدين بدين الحب، إلا أن توجهت ركائبه فالحب دينى وإيمانى، كما أستشهد بالشاعر الصوفى المصرى عمر بن الفارض قال بنفس المعنى أن مذهبى هو الحب أن فارقته.. ملت عنه .. فارقت ملته، و أستشهد بأيه من الأنجيل قالها السيد المسيح عندما سأل عن الوصية الكبرى قال: أحب الرب إلهك بكل قلبك، بكل نفسك، بكل ذهنك، وأحب قريبك كحبك كنفسك، فالحب هو جوهر وهو الذى يربطنا كلنا، نتمنى رغم كل الاحداث التى حدثت أن يسود الحب فى قلوبنا، كما أذكر جملة أثرت فىّ وأنا شاب لكاتب رومانى القديم، قال أنا إنسان فيهمنى كل ما يهم الإنسان علينا أن نتعمق كل ما يهم الانسان لنجد أرضية مشترك للتأخىوقال جوزيف أن السبب الرئيسى التحديات التى يواجهها العصر،أن لكل عالم مذهب، كما لكل شيخ طريقه، ولكن الحقيقة إننا نعيش فى أزمة عميقة جدا، أزمة إنسانية، فإن هناك خطراً ليس لبعض الناس، ولكن خطر لكل الناس، واحد من هذه الأشياء العولمة التسويقية، حيث وضعت القيمة التسويقية على رأس كل القيم الأخرى.وأضاف أن هناك إنحطاط للقيم الروحية، وهنا أرجع للتصوف، الذى كرست له قاسم كبير من حياتى لدراسة التصوف الإسلامى، ولكن هناك حركات قبلية متطرفة تنظر للإختلاف بشكل متطرف، ومتعسف، كما أن هذا الإتجاه القبلى يرد أن يؤسس العالم بمنهج القبيلة ، يؤسس على العدوانية ضد الأخر ، وفى الواقع نحن نعيش هذا كل وقت وفى جميع أنحاء العالم، والدين الصحيح هو الذى يسمح بالتعدد والتنوع.لماذا التصوفوأشار قائلا نحن بحاجة لفتح فضاءات واسعة للحوار بحثا عن هذه القيم الروحية والتأمل فيها، وأضاف أن هناك ثلاثة مستويات من تلك القيم الروحية، أولا: هوية الأنسان، فإن العولمة تريد أن تلغى هوية الأنسان كإنسان مفكر، وتسأل لماذا التصوف؟ واجاب قائلا لأن مافيه من هبات روحية تنظر لعمق الطبيعة البشرية، ففى ظل التصوف يشعر الأنسان بهويته الحقيقية، وفى هذا التصوف يتقابل الأنسان مع خالقه، مع المطلق، هذه الهوية الحقيقية لست الزائفة، أما المستوى الثانى، هو البيئة، ونعلم جيدا أن البيئة صارت فى خطر، وأكد أن البيئة أيضا تحولت لسلعة ، فبتدميرنا للطبيعة ، دمرت نظرتنا للحياة وجعلنا نرى المستقبل ببؤس، فعلينا أن نرجع للحكمة ، فالأنسان الذى يفقد ذاته، يفقد العالم ، وهويته، فيأخذ فى تدمير كل شيء، فعندما يفقد الأنسان التوجه، لا يعرف إلى أين يذهب، فإن الأنحطاط فى القيم الروحية، ويطرح سؤلا هل يمكننا الأن أن نفتح ساحة للحوار بروحنيات جديدة بعيدة عن العصبية والقبلية، وأضاف أن الحل الوحيد لكل المشاكل التى نعيش فيها هى العودة إلى الروحانيات.وفى نهاية الندوة قام د. غازى عوض الله بتكريم د. أحمد مجاهد بإهدائه ميدالية تذكارية وإهداء درع مؤسسة غازى لكل من المخرج المغربى عبد الله المصباحى، والإذاعى عاطف عبد العزيز، الكاتب الصحفى على سالم، الإعلامى أيمن محمد عدلى، كما أهدى درع المؤسسة وميدالية تذكارية لكل من د. فوزية شفيق الصدر، الأنبا بسنتى، الأب جوزيف سكاتولين، د. أسامة محمد نبيل، د. محمود العزب.