لم تكن الندوة التى عقدها اتحاد النقابات الفنية بعنوان «آفاق الفنون وبناء الانسان المصرى القادم» بالمجلس الأعلى للثقافة، من أهمية تذكر بعد أن أعطى لها المهندس ابراهيم محلب ظهره ورفض حضورها بسبب جولة له فى حى الأهرام. فقد جاء حضور د. محمد صابر عرب وزير الثقافة، ود. درية شرف الدين وزيرة الاعلام، ود. علاء عبد الغفار نائبا عن وزير التربية والتعليم، والفنان هانى مهنا رئيس الاتحاد العام للنقابات الفنية، دون فائدة تذكر، لأن الحديث جاء مكررا غير ذى جدوى ويعتبر إعادة نصية للأسبوع الثالث على التوالي، وكأن عرب يختبر مدى حفظ الصحفيين المتابعين لنشاط الوزارة للكلام الذى يقوله. فقد أكد صابر خلال الندوة ضرورة التكاتف بين وزارات التعليم والاعلام والثقافة بهدف توصيل الخدمة الثقافية من خلال المدرسة وصولا الى رجل الشارع العادي، مع ضرورة قيام وزارة الاعلام بتغطية الأنشطة التى تقوم بها وزارة الثقافة حتى يعرف كل من بداخل مصر وخارجها أن هناك أمورا ايجابية غير الارهاب تقام فى مصر، مشيرا لانطلاق مبادرة القوافل الثقافية منذ الأربعاء الماضى دون التغطية الاعلامية لهذه المبادرة. وأضاف: من الضرورى قيام وزارة التربية والتعليم بتأهيل المدرس، وكذلك عودة حصص النشاط المدرسى من موسيقى ومسرح وفن تشكيلى وغناء، لأن ذلك يؤثر فى الوعى والوجدان لدى الجيل الجديد بعد أكثر من ثلاثين عاما من التغريب فى الهوية المصرية، مشيرا لإقامة اجتماع مزمع عقده خلال الثلاثاء و الأربعاء القادمين بمجلس الوزراء لمناقشة دور وزارة الثقافة والاستراتيجية الثقافية المنتظر ان تقوم بها الوزارة بالتعاون مع الوزارات المعنية بالعقل والتعليم والاعلام المصرى خلال السنوات القادمة، مضيفا ان الفن والثقافة هما الضمير الوطنى والأساسى للقوة الناعمة فى مصر، وان مصر ليست دولة كبيرة فى اقتصادها ولكنها دولة عظمى ثقافيا فى ثروتها الحقيقية التى لا تنضب، ومن الممكن استغلال الصناعات الثقافية من موسيقى وفن تشكيلى واوبرا وسينما وكل مفردات الثقافة فى غزو العالم وتحقيق دخل كبير لمصر، وان البنية الأساسية للعمل الثقافى تحتاج الى دعم هائل من الدولة ومن مؤسسات المجتمع المختلفة. وأشار الى أن المدرسة لابد ان تحتوى على مسرح وملعب وحجرة للموسيقى لبناء الوجدان واجيال الثقافة، قائلا: من السهل ان تبنى مبنى ولكن من الصعب ان تبنى انسانا، مشيرا إلى أن مسارح وسط القاهرة بمنطقة العتبة تعانى من العشوائية حولها، ومن الضرورى ايجاد حل لكى يكون المسرح متاحا بالشكل اللائق للمتلقي، وأضاف صابر ان وزارة الثقافة تقوم بدعم الفرق المسرحية المستقلة والمهرجانات سواء المسرحية او السينمائية، كما ان الوزارة تولى اهتماما كبيرا بالشأن السينمائي، ومنها استرداد اصول السينما وحقوق الملكية الفكرية وتذليل العقبات أمام التصوير داخل مصر، مع مساعدة المنتجين فى تسهيل حصولهم على قروض للإنتاج الفني.
