بعد إعلان المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع السابق، نيته للترشح للرئاسة، انعكس الأمر بالإيجاب على أسعار العملات حيث ساهم فى استقرار قيمة الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية وبالأخص الدولار، وهذا ما أكده البنك المركزى فى أول عطاءات له والتى تم طرحها منذ بضع ساعات قلائل، الأمر الذى أعطى حالة من التفاؤل بين المصرفيين بقدرة الجنيه لاستعادة قيمته أمام العملات الأخري، خاصة أن هذا الاستقرار ساهم فى اهتزاز عرش الدولار بعد سلسلة طويلة من الصعود فى قيمته أمام الجنيه المصري. وتزايدت التساؤلات على الساحة الاقتصادية حول ماهية الاسباب الرئيسية التى ساهمت فى استقرار قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى؟، وما تاثير استقرار الجنيه على الاقتصاد المصري؟ وهل سيساهم استقرار الجنيه فى خفض الأسعار وخفض معدلات الاستيراد؟، وهل هذا الاستقرار يعد بداية لتعزيز الاحتياطى الأجنبى بالسوق المصرفية؟، وما السبل التى لابد من اتباعها لمنع حدوث أى نزيف فى قيمة الجنيه المصرى مرة أخرى أمام العملات الاجنبية؟.. الإجابة فى السطور التالية:- فى البداية أكد أحمد آدم، الخبير المصرفى ، أن إعلان المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح المحتمل للرئاسة نيته خوض انتخابات الرئاسة سبب فى تحقيق استقرار سعر صرف الجنيه أمام العملات الاجنبية، موضحاً أن قيمة الجنيه سترتفع خلال الفترة المقبلة خاصة بعد حدوث الاستقرار السياسى والأمنى للبلاد وبالأخص بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأضاف آدم أن ترشح السيسى للرئاسة يعد بداية الاستقرار السياسي، لافتاً إلى أن الاستقرار السياسى سيساهم فى الحد من نشاط السوق غير الرسمية للدولار خاصة ان هذه السوق يزداد نشاطها فى ظل عدم الاستقرار السياسى والأمني، هذا بجانب أن هذا الأمر سيمنح الفرصة للبنك المركزى للحفاظ على استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، حيث إن الاستقرار السياسى سيلعب دوراً كبيراً فى مواجهة الدولرة وزيادة معدلات النقد الأجنبى، خاصة أن هذا الأمر سيساهم فى عودة الاستثمارات الأجنبية والعربية للسوق المصري. ارتفاع وأوضح آدم أن استقرار الجنيه أمام الدولار فى عطاءات البنك المركزى يعد بداية لتعزيز الاحتياطى الأجنبي، الذى ارتفع خلال الفترة الأخيرة بفضل المساعدات العربية التى حصلت عليها مصر، ولعل أبرزها مساعدات دولتى الإمارات والكويت، مشيراً إلى أن استقرار سعر الصرف سيساهم فى خفض معدلات الاستيراد، الأمر الذى سيساهم فى تقليل معدلات التضخم ومن ثم خفض الأسعار التى تعد من كبرى الإشكاليات التى يواجهها المواطن محدود الدخل. بينما يرى محسن عادل ، الخبير المالي، ونائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار ، أن استمرار طرح العطاءات الاستثنائية للدولار من قبل البنك المركزى هو السبب الرئيسى وراء استقرار قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، موضحاً أن هذه العطاءات ستساهم فى مواجهة الدولرة والتخلص نهائياً من السوق السوداء له. وتوقع عادل أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً فى معدلات الاحتياطى من النقد الأجنبى واستقراراً مستمراً فى سعر الصرف، وبالأخص عقب إجراء الانتخابات الرئاسية، حيث إن الاستقرار السياسى والأمنى سيساهم فى تنشيط قطاع السياحة وقطاع الطيران المدنى وارتفاع الصادرات وكافة قطاعات النقد الاجنبي، الأمر الذى سيساهم فى تعزيز الاحتياطى الأجنبى ووقف نزيف انخفاض قيمة الجنيه. توازن فى حين يرى الدكتور حمدى عبد العظيم، الخبير الاقتصادى والرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، أن الارتفاع الطفيف الذى شهده حجم الاحتياطى الأجنبى خلال شهر فبراير الماضى ، ساهم بشكل كبير فى استقرار قيمة الجنيه، الأمر الذى سرعان ما تلاه إعلان المشير السيسى ترشحه للانتخابات، الأمر الذى ساهم فى إحداث نوع من التوازن بين العرض والطلب على العملة الخضراء، ومن ثم ساهم فى ضخ سيولة نقدية من العملات الأجنبية بسوق الصرف. وأوضح عبد العظيم أن استقرار قيمة الجنيه وارتفاع قيمته أمام العملات الأجنبية سيساهم فى تقليل حجم استيراد السلع الإستراتيجية والغذائية، وتقليل معدلات التضخم، الأمر الذى يترتب عليه انخفاض الأسعار، لافتاً إلى أن ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه يكون بسبب تزايد الطلب على العرض من العملة الخضراء، الامر الذى أدى لانخفاض حجم الاحتياطى الأجنبى ، وجعل البنك المركزى غير قادر على ضخ العملات الدولارية من الاحتياطى خلال عطاءاته الدولارية . معونات وأوضح عبد العظيم أنه يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً فى قيمة الجنيه واستقراراً فى سعر الصرف أكثر من ذلك خاصة ان الاستقرار السياسى وتحسن الأوضاع الأمنية سيساهم فى عودة الاستثمارات الاجنبية وتنشيط قطاع السياحة، الأمر الذى سيلعب دورا كبيراً فى تعزيز الاحتياطى الأجنبى خلال الفترة المقبلة وقد يساهم فى وقف المعونات العربية والأجنبية أى يصفه ب" تجميد هذه المعونات" - على حد قوله. وأشار عبد العظيم إلى ان البنك المركزى يتبع سياسة نقدية رشيدة سيكون لها دور كبير أيضاً فى استقرار سعر الصرف، وتعزيز الاحتياطى الأجنبى ، وهذا الأمر قد ظهرت بوادره خلال هذه الفترة، خاصة أن سياسة المركزى مع تحسن الاوضاع السياسية ستساهم فى ارتفاع قيمة الجنيه والحد من نشاط السوق السوداء للدولار، وهذا ما اتضح بشكل كبير بعد إغلاق البنك المركزى خلال الأيام القليلة الماضية ل13 شركة صرافة لتلاعبها فى سوق العملات والبيع بأسعار تخالف الأسعار المعلنة الرسمية.