نشأ جيلي الثمانينات والتسعينيات على عدد من أفلام الكارتون المدبلجة قبل أن يكون هناك عصر السماوات المفتوحة والقنوات المتخصصة في أفلام الكارتون. أعمال كارتونية عديدة شهيرة منها "جودزيلا ، مازينجر ، كعبول"، ولكن يعتبر كارتون ماوكلي، والكابتن ماجد هما أشهر ما نشأ جيلنا عليه. يحكي الكابتن ماجد قصة ذلك الشاب المغرم والمحترف بكرة القدم، ثم كان مسلسل ماوكلي، والذي يستند إلى الرواية الشهيرة كتاب الأدغال وأنتج عام 1989 ويتكون من 52 حلقة دبلجت جميعها إلى اللغة العربية. ومع اللهجة السورية والصوت الرخيم يتبادر إلى الذهن سؤال، من صاحب الصوت؟، لم يكن صاحب الصوت رجلا أو طفلا بل كانت امرأة، وهي المعلقة أمل جويحة، والتي قامت بدور الكابتن ماجد في الجزء الثاني من الكارتون بدبلجته السورية، بينما شاركت في كل حلقات ماوكلي فتى الأدغال بصوتها. لم يتوقف نشاط أمل جويحة على كابتن ماجد وماوكلي، كون أنها قدمت عددا من أفلام ومسلسلات الكارتون ومنها "عبقور ، روبن هود ، لحن الحياة ، الوميض الأزرق ، المفتش كونان الجزء الرابع". كانت أمل جويحة مؤمنة بأهمية عمل أفلام للأطفال، وكانت ترى تلك المسلسلات أنها صاحبة رسالة، لذلك سُئلت في حوار لها منذ أعوام "هل العمل الفني الناجح يحتاج من الفنان أن يعمل بروح الطفل وما يملكه من حرية؟ و كيف نؤهل أطفالنا كي تظهر مواهبهم؟". أجابت "نحن في بلداننا آخر شيء نهتم به هو الطفل، وحتى على مستوى العمل التجاري أرخص الأعمال التي تباع هي أعمال الأطفال رغم أنها بحاجة لجهد وتمويل، هذا نموذج على تخلف العلاقة مع الإبداع الذي يخص الطفل، لكن واجبنا أن نعرف أن الطفل حر، والطفل هو عبارة عن نبتة جاهزة لتنطلق وتنمو في أي بيئة كانت، ونحن ما نحتاجه ليس التوجيه السياسي للطفل، نحن بحاجة لنعرف كيف نكون أحرارا حقيقيين مع أنفسنا ونترك للطفل الهامش الذي يستحقه. يكفي أن يشوفني ويشاهد عملي وتصرفي وليس أنا أوجهه، لازم يشوفني وأنا أقرأ كتابا حتى يعرف أهمية الكتاب، لازم يشفوني كيف أتعامل مع الحياة ومع ما يحيط بي حتى هو يشوف ويعمل أحسن مني، وهذا هو الذي نحن نفتقده بالفنون مع أنها تطورت عن قبل، لكن ظلت توجيهية وتلقينية كما المدرسة، وهذا خطر على الطفل".