منذ بدأت صناعة الأزياء في العالم، انتشرت معها أمراض اضطرابات الأكل وسوء التغذية لدى عارضات الأزياء والمراهقات الصغيرات اللواتي يقلدن هؤلاء العارضات، وبالنسبة لمعظم النساء النحيفات فإنه من الغير ممكن إطلاقا أن يتطابق مقاسهن مع مقاس أزياء العارضات المصممة من قبل مصممي أزياء مشهورين. في واقعة غريبة، أقدم عشرات من عارضات الأزياء في بريطانيا على تناول 5 كرات من القطن للحفاظ على رشاقتهن، لتتشبه بهن فتيات الجيل الصاعد، والسبب أن القطن لا يسبب السمنة. ويكمن السر في هذه الحمية أن الكرات القطنية الخمسة التي تؤكل بعد تغميسها في عصير البرتقال لا تؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة ولكنها تعطيهن شعوراً بالشبع، وتقول عارضة الأزياء بريا مورفي: ” سمعت عن أشخاص يأكلون القطن المغمّس بالعصير للشعور بالشبع. لأن القطن لا يحوي شيئاً ويتحلل ويعطي شعوراً بالتخمة” ومن أعراض حمية القطن التي انتشرت بشكل سريع بين الفتيات ما دفع بالأطباء إلى إطلاق تحذيرات بشأنها الاختناق وسوء التغذية، فانسداد الأمعاء أبرز مخاوف الأطباء والتي تتسبب بها مواد غير قابلة للهضم كالشعر أو الخضراوات الغنية بالألياف بشكل كبير، وهذه حال نبتة القطن. وبحسب الأطباء، فمع مرور الوقت كرات القطن قد تبني حواجز عدة وتهدد حياة ملتهميها الذين باتوا يتفننون في هذه الأكلة الغريبة، فمنها المشوي ومنها المغمّس بأنواع مختلفة من العصائر، غير أنه مهما تعددت ألوانها يبقى أن هؤلاء يمضغون ويأكلون ما يكاد يكون قطعة من ملابسهم يومياً، فكلاهما يتكون من مبيضات وألياف البوليستر والعديد من الكيميائيات. وقد اشتهرت إحدى الشركات التي تقدم عروضاً للأزياء والتي أحدثت ضجة كبيرة حولها بسبب افتخارها بنفسها لأنها تستخدم عارضات أزياء شديدي النحافة، حتى إن إحدى العارضات صرحت بأنها لا تأكل المواد الصلبة إطلاقا لمدة تسعة أيام متواصلة قبل أي عرض للأزياء تقوم به. كتبت "كريستال رينية" عارضة الأزياء المثالية في كتاب "الجوع" الذي نشر عام 2010، عن تجربتها في العمل كعارضة ازياء منذ صغر سنها. فقد عانت من الهزال ومن بروز عظامها تحت الجلد ، خاصة عند زوايا الوركين وكان وجهها هزيلاً جداً، والمفارقة بأن وكيل أعمالها كان دائما ينصحها بأنها تحتاج الى إنقاص وزنها أكثر. وهذا ما ادري بها إلى الإصابة باضطرابات في الأكل، والوسواس القهري من تناول الطعام والهوس بكره الطعام وتجنبه وإتباع حميات غذائية قاسية. ب ينما كانت العارضات الأخريات يلجأن للحفاظ على أوزانهن بتناول القطن او مناديل الورق لأن ذلك يشعرهن بالشبع ولكن بالتأكيد لا يمنحهن أية سعرات حرارية مفيدة لأجسادهن المتهاوية. وكان برنامج غذائهن يتضمن شرب فنجان من القهوة السوداء بدون سكر وتدخين عدد من السجائر قبل العرض ، ونصطدم بتصريح العارضة السوبر المثالية " كيت موس " عندما سألت عن فلسفتها في عرض الأزياء بأنها قالت “لا يوجد إحساس جميل مثل الإحساس بالنحافة”. في عام 2006، كانت ريال مدريد هي أول مدينة في العالم تحظر استخدام عارضات يقل مؤشر كتلة الجسم لديهن أقل من 18. وكانت جميع العارضات يخضعن للكشف عليهن . وفي تلك السنة، صرح " ليتيزيا موراتي " رئيس بلدية ميلانو، لصحيفة ايطالية متخصصة في صناعة الأزياء بأنه يجب استخدام عارضات أزياء صحيات بدلا من استخدام " الهياكل العظمية التي تستعرض على المدرجات". في يناير 2007، اتخذ اتحاد مصممي الأزياء الأمريكيين مبادرة صحية بمعالجة قضايا الأزياء العالمية. نتيجة للقلق الساحق من سوء استخدام عارضات بعانين من النحافة المفرطة في أعمال تجارية، والبحث عما إذا كان هناك فرض قيود في مثل هذه الحالات، أن الحفاظ على العارضات هي مسئولية مصممي الأزياء وخاصة إذا كانت هؤلاء العارضات صغيرات السن وبالتالي عليهم تطبيق رسالة مفادها " أن الصحة عنوان الجمال". على الرغم من أن بعض العارضات يتسمن بطول القامة والنحافة بشكل طبيعي ، فإن هذا المظهر ما هو إلا نتيجة لعوامل كثيرة، فبعض العارضات يزداد امتناعهن عن الطعام ليصبحن عرضة لاضطرابات الأكل على الرغم من صناعة الأزياء حالياً تتعرض لحملات التوعية وخلق مناخ يدعم رفاهية وصحة هؤلاء النساء الشابات.