قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي يعتبرون دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي للاحتجاج غدا الجمعة لدعم حق الجيش في مواجهة الإرهاب، تمهيدا ل"حرب أهلية". أضافت الصحيفة، في تقريرها المنشور اليوم الخميس، إن الولاياتالمتحدة أبدت قلقها من تردى الأوضاع السياسية في البلاد، و قامت بتأخير تسليم طائرات "أف 16" ردًا على دعوة السيسي. أشارت الصحيفة، إلى آراء محللين ونشطاء، قالوا أن نداء السيسي يثير مخاوف من أن الجيش يستعد لحملة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية طال أمدها، مؤكدة أن كلمة السيسي أنهت الآمال عن إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية بين الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش، ومؤيدي مرسي. أكدت الصحيفة، أن إصدار البيان يدل على أن السيسي هو من يمتلك النفوذ على الأحداث في مصر، وأضعف التأكيدات بأن السلطة تقع على عاتق القيادة المدنية الجديدة. وقال حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن السيسي في الأساس هو الحاكم بواسطة التفويض الشعبي، مضيفا:" لذلك نحن نتجه نحو فكرة أن إرادة الشعب هي مصدر شرعي". أبرزت الصحيفة تصريحات مسئولين في البنتاجون، عن أن البيت الأبيض قد قرر على وقف مؤقت لتقديم من أربع طائرات F-16 المقرر تسليمها إلى مصر، جزء من المساعدات المقدرة ب2.5 مليار دولار، قائلة أن الإعلان يمثل تحولا من جانب إدارة أوباما. وكشفت الصحيفة عن مكالمة بين وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيجل مع السيسي، وركزت المكالمة على المخاوف الأمنية، وعملية الانتقال السياسي، وصرح هيجل عن تعطيل تسليم الطائرات. أضافت الصحيفة، أن الولاياتالمتحدة أيضا أشارت إلى أنها ستمضي قدما في المناورات السنوية المشتركة مع مصر، المعروفة باسم "النجم الساطع"، حيث قال محللون أنها كانت مؤشرا أكثر أهمية على قوة العلاقة. وقال جون الترمان، الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية،:" إذا كنت تبحث عن ما هو مفيد حقا وما هو غير مفيد، عملية "النجم الساطع" مفيدة، و تأخير تسليم طائرات F-16"" غير مفيدة. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من حلفاء الولاياتالمتحدة أعربوا عن فزعهم بشأن التأخير، بحجة أن ذلك سيشجع "الإخوان" ويزيدها قوة، مضيفة أن السعودية، والإمارات والكويت، قد دعمت بقوة تحرك الجيش للإطاحة بمرسي، وسط مخاوف من أن جماعة "الإخوان" المسلمين قد تسعى إلى زعزعة استقرار النظم السياسية الخاصة بها. وقال أعضاء بجماعة "الإخوان" أن دعوة السيسي لتهديد المتشددين، جاءت لقمع ما يسمونه احتجاجات سلمية ضد الحكومة المدعومة من الجيش. وأكد القيادي بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وزير التخطيط السابق عمرو دراج، أن السيسي يحاول استخدام ورقته الأخيرة وهي "الحرب الأهلية" بعدما فشل بكل الوسائل. وقال شادي الغزالي حرب، القيادي في "30 يونيو" وأحد من دعوا للاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك قبل أكثر من عامين، أنه "لم يكن مثاليا" لقائد عسكري الدعوة للمظاهرات، مضيفا "إذا كان السيسي يريد الحكم، فأن الشعب المصري سيسعد كثيرا لإعطائها له".