في ظاهرة اعتبرها البعض نوعا من العناد ضد التيارات الإسلامية الحاكمة ، قام أغلب صناع الدراما الرمضانية هذا العام بمضاعفة مساحة الرقص في رمضان المقبل سواء بالاستعانة براقصات حقيقيات لتقديم وصلات الرقص بالأعمال الدرامية باعتبارها تتفق مع واقعهن في الحياة، أو ممثلات شهيرات يجسدن أدوار راقصات يعملن في الملاهي الليلية. وقد جاء هذا الاستنتاج بعد أن كان الأمر يقتصر في الأعوام الماضية علي مسلسل أو اثنين أو ثلاثة علي الأكثر تتضمن مثل تلك الأدوار، لتصل هذا العام نحو ثمانية أعمال. واللافت أنه كان من الممكن أن يستغني صناع الدراما عن هذه المشاهد كما يحدث كل عام إلا أن رغبتهم في افتعال المشاكل مع الرقابة علي المصنفات قد تكون هي السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة علي غير المعتاد وهو الأمر الذي فطنت إليه الرقابة -فيما يبدو -وفوتت الفرصة عليهم. وذلك بإجازة جميع الأعمال التي تتناول مشاهد رقص سواء كان ذلك علي مستوي رقابة التليفزيون المصري أو رقابة المصنفات الفنية حيث لم يتدخل مقص الرقيب في مشاهد تذكر منها، ومن ثم لم يضطر الفنانون والمخرجون للدخول في معارك معهم كما كان الحال قبل قيام الثورة وهو ما أصاب صناع هذه الأعمال بحالة من الذهول الشديد، لأنهم وجدوا الأمر أيسر بكثير مما كان عليه . وهو أمر ما يثير علامات الاستفهام حول ما كان يقوله ويردده الإخوان والسلفيون قبل أن يصلوا للسلطة وما أصبحوا عليه بعد الوصول اليها . يأتي علي رأس تلك الممثلات اللاتي سنشاهدهن في أدوار راقصات في رمضان هذا العام الراقصه دينا التي قامت العام الماضي بدور راقصه في مسلسل "باب الخلق" والتي ستشارك هذا العام في مسلسل "أهل الهوي" مع فاروق الفيشاوي وايمان البحر درويش ويتناول السيرة الذاتية للشاعر الراحل بيرم التونسي، فتجسد شخصية الراقصة جليلة التي تقع في غرام سيد درويش، بينما يقع في غرامها بيرم التونسي فتعيش في حيرة بينهما هذا بخلاف مسلسل "نظرية الجوافه" مع الهام شاهين وقد كانت الفنانة مني زكي مفاجأة هذا الموسم حيث ستقوم بشخصية راقصة محترفة بداخل أحد الملاهي الليلية، ضمن مسلسل " دنيا آسيا" تأليف عباس أبو الحسن وإخراج محمد بكير إذ تجسد شخصية "آسيا" التي تعيش حياة عادية وهادئة مثل كل الفتيات وتتعرض لحادث تفقد الذاكرة بسببه فتتحول لإنسانة أخري تماما، حيث يلتقطها بعض نساء ورجال الليل ويقومون بتدريبها علي الرقص حتي تصبح راقصة محترفة وترتدي بدلات رقص في الملهي الذي تعمل فيه. بينما تجسد درة في مسلسل "مزاج الخير" شخصية الراقصة رمانة التي يقع في حبها المعلم خميس (مصطفي شعبان) تاجر المخدرات الشهير، بعدما يتعرف إليها في أحد الملاهي الليلية في شارع الهرم، فتصبح أقرب شخصية إلي قلبه لتتحول علاقتهما إلي قصة حب تواجه ظروفاً صعبة، في ظل الصورة السيئة عن الفتيات العاملات في الملاهي. درة أكدت أنها وافقت علي الدور لكونه استفزها فلم يسبق لها تقديم شخصية راقصة من قبل وقررت قبوله علي سبيل التحدي وقالت انها ستقدم رقصاتها بشكل لائق بعيد عن الاثارة، كما أن بدلات الرقص التي ترتديها مناسبة تماما وبعيدة عن الابتذال. ورغم أن آيتن عامر لن تقدم شخصية راقصة في مسلسل "الزوجة الثانية" المأخوذ عن الفيلم الشهير الذي تم تقديمه في منتصف الستينيات وشارك في بطولته سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور، الا أن آيتن وافقت علي أداء مجموعة من الرقصات خلال أحداث المسلسل بعد زواجها إجباريا من العمدة عمرو عبد الجليل" ليس حبا فيه ولكن لتكيد زوجته الأولي "علا غانم"، وبدورها تعبر علا عن نفسها بأنها ما تزال قادرة علي جذبه إليها بتقديم رقصات أكثر إثارة وسخونة. كما ستطل إيناس النجار بشخصية راقصة في الجزء الثاني من مسلسل "كان ياما كان" الذي يحمل عنوان "اكرام الميت" فتجسد شخصية الهام تعيش حياة صعبة في المقابر مع والدها ، وبعد دفن الموتي نهارا تعمل مع والدها في "الغرزة" التي يملكها ويستقبل فيها أصحاب المزاج ومدمني المخدرات فتقوم بالرقص لهم للحصول علي أكبر قدر ممكن من المال منهم، وتتوطد علاقتها بمصطفي الطبال "عصام كاريكا" فيغني وهي ترقص ويتفقان علي ضرورة الهرب من عالم المقابر والأموات لعالم الشهرة والملاهي الليلية الكبري. كما تقدم الفنانة الشابة سهير رجب التي سبق وتألقت في تجسيد شخصية السندريلا في مسلسل "العندليب " شخصية راقصة في مسلسل " مال ورمال" مع طارق لطفي وماجد المصري إخراج عادل الأعصر، هي فتاة فقيرة تضطر للعمل باحد الكباريهات وتتطور الي أن تصبح صاحبة الكباريه وتقدم مجموعة كبيرة من الراقصات للساحة من خلال الملهي الذي تملكه. وعلي مستوي مسلسل "مولد وصاحبه غايب" ستشترك في هذا الأمر كل من هيفاء وهبي وفيفي عبده إذ تجسد هيفاء وهبي شخصية الراقصة "نوسة" فتاة بسيطة والدها يعمل مطربا شعبيا "أحمد عدوية" تتنقل معه في الموالد الشعبية لترقص للبسطاء وسرعان ما تتمرد علي هذه الحياة وتقرر الانتقال للعمل بكباريهات وملاهي شارع الهرم، وتحقق نجاحا سريعا وتصبح صاحبة كباريه ويتردد عليها كبار المسئولين والأثرياء فتوطد علاقتها بهم وتقع في غرام حسن الرداد الذي يجسد شخصية نجل رجل أعمال كبير. أما فيفي فتجسد شخصية راقصه تتزوج من أحمد عدوية بعد رحيل زوجته أم "نوسة" وهي طفلة، وبعد زواجهما تشاركه الرقص في الموالد والأفراح، وحينما يتقدم بها العمر يقرر الأب الاستعانة بابنته نوسة، وتقوم زوجة أبيها بتدريبها وتعليمها أصول وقواعد مهنة "هز الوسط".