كتب / محمد مدين الشعب المصري يؤيد الجيش في ثورة يوليو عبدالناصر " خدع الاخوان وتخلص منهم في الستينيات " الجيش يؤيد مطالب الشعب في ثورة " يناير " الاخوان يخدعون المجلس العسكري ويستولون علي السلطة مرسي يتأهب لمظاهرات 30 يونيو بحشد أنصار التيار الاسلامي في الذكري "61 " لثورة " يوليو " تستجد أحداث علي المشهد السياسي في مصر بعد مرور عامين ونصف من " ثورة يناير " مما قد يجعل هناك تقاربا وتشابها للثورتين ولما لا ومن خلال هذا الملف يتبين أن الظروف التي عاشها الشعب المصري ليثور في الثورتين قد يجعله يثور مرة أخري مما يعطي الجيش أفضلية لتولي حكم البلاد من جديد فقد غازله قيادات كثيرة داخل رموز المعارضة في الفترة الاخيرة , بجانب الاجماع الشعبي المصري لذلك للتخلص من حكم د " مرسي " وجماعة الاخوان المسلمين وهذا ما سنعرفه من خلال هذا الملف الذي يقارن بين ثورة يوليو وثورة يناير والوضع الحالي مرحلة ما قبل ثورة يوليو عانى الشعب المصري من الظلم والاستعباد وفقدان العدالة الاجتماعية قبل الثورتين وكانت الفجوة شاسعة للغاية بين طبقات المجتمع مما اثر بشكل سلبي على العلاقات بينها . وكانت الغالبية العظمى من المصريين يشعرون بالمهانة حينما يلتحقون بالجيش فيما قبل " ثورة يوليو " ليس لانهم لا يرغبون في اداء واجبهم الوطني بل لان هذا الواجب كان يقتصر على الفقراء وحدهم دون الاغنياء القادرين على دفع البديلة كمقابل اعفائهم ثم سيطرة حفنة قليلة من كبار الاقطاعيين على الارض الزراعية في مصر وعانى الفلاحون من سطوتهم فكان الاقطاعيون يملكون الارض ومن عليها واقتصر التعليم على الاغنياء في ظل نظام فاسد يتولاه الملك فاروق وحاشيته الفاسدة التي كانت تنفق ببذخ شديد على حفلاته وهنا وفي ظل جشع الملك وحاشيته وفساد الحكم والاحزاب وفضيحة الاسلحة الفاسدة وحريق القاهرة وقمع المظاهرات الطلابية التي تطالب بالاستقلال انطلق الضباط الاحرار تملؤهم القوة والشجاعة وحب الوطن لياخذوا بيد الشعب من عصر الظلم الى ثورة وطنية ... وكانت ليلة الثالث والعشرون من يوليو تموز سنة اثنان وخمسين وتسعمائة والف انطلق الضابط الاحرار ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق في تاريخ مصر والعرب والشرق الاوسط بل ودول العالم الثالث وانتصرت ارادة الشعب الذي التف حول الضباط الاحرار لنبذ الظلم وليؤكدوا للشعوب العربية من الخليج الى المحيط ان قوتهم في توحدهم ليجمعوا الهمم نحو استعادة الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية ونرصد أسباب أندلاع ثورة يوليو أسباب قيام ثورة يوليو 1 – استمرار الملك فاروق في تجاهله للاغلبية واعتماده علي احزاب الاقليات التي تقدم له الولاء 2- قيام اضطرابات داخلية وصراع دموي بين الاخوان وحكومتي النقراشي وعبدالهادي 3- قيام حرب فلسطين وهزيمة الجيش المصري 4- عرض قضية جلاء القوات البريطانية علي مصر وعدم اصدار قرار فيها 5- الظلم والفقر والجهل الذي اصاب كافة طبقات الشعب المصري الا الحاشية التي بجوار الملك 6- سفاهة وبذخ الانفاق للملك فاروق وتركه الشعب يموت بالفقر والامراض اسباب اندلاع ثورة يناير 1- الظلم والقتل والفقر الذي أصاب المصريين علي مدار حكم مبارك 2- تزوير الانتخابات التشريعية وتجهيز مسلسل التوريث والتمكين لمبارك ورموز نظامه 3- فساد كافة مؤسسات الدولة مما الحق بالاقتصاد المصري أضرارا جسيمة جعلت مصر في مرتبة الدول المتخلفة 4- نهب اموال الشعب وتدميره للعدالة الاجتماعية 5- حكم البلاد لمدة ثلاثين عام واكثر بقانون الطواريء 6- تفتيت الاحزاب السياسية وتهميش دور المعارضة ولا شك بعد معرفة هذه الاسباب لاندلاع ثورة " يوليو " تجد تقارب شديد لاندلاع ثورة " يناير " وهي 1- تزوير الانتخابات البرلمانية لصالح الحزب الوطني وتجهيز مسلسل توريث البلاد 2- الحكم بقانون الطواريء لاكثر من 30 عام واستخدام القمع مع المصريين 3- فقر وجهل وامراض اصابت المصريين بنسبة 41 % من تعداد السكان بسبب فساد النظام 4- قمع معارضي الرئيس السابق بالقتل والسجن والاعتقال والتعذيب وتهمييش ادوار المعارضة في المجتمع 5- نهب اموال الشعب مما اضر بالاقتصاد القومي المصري 6- فقدان مصر لمكانتها العربية والافريقية والدولية بسبب سياستها الخارجية وولائها للولايات المتحدةالامريكية فقط . بعد عام واحد من حكم الرئيس مرسي تصل البلاد الي فشل ذريع في عدة قطاعات بالدولة جعلت من الحكومة عاجزة عن حلها مما جعل حركات مثل " تمرد " بالتعاون مع المعارضة متمثلة في " جبهة الانقاذ " تدعو لتظاهرات مطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وذلك بسبب 1- هيمنة الاخوان المسلمين علي معظم مفاصل الدولة بالتعاون مع التيار الاسلامي السياسي 2- اقرار دستور يعترض عليه نسبة كبيرة من المصريين 3- الدخول في صراعات مع الجيش والقضاء 4- انفلات امني تشهده كافة البلاد وخصوصا سيناء 5- انهيار كامل للاستثمار والسياحة وانخفاض الاحتياطي النقدي الاجنبي 6- تهمييش دور المعارضة وعدم الاستماع الا للتيار الاسلامي السياسي 7- استمرار قمع وحبس وقتل المتظاهرين والناشطيين السياسيين المعارضين للنظام موقف الجيش مع الشعب من الثورتين ( ثورة يوليو ) في الثورة الاولي في عهد الملك فاروق وبالتحديد في يوم 23 يوليو لعام 1952 أستطاع تنظيم " الضباط الاحرار " بالانقلاب علي حكم الملك فاروق واعلان تأسيس الجمهورية والغاء الملكية وذلك بقيادة الزعيم الراحل " جمال عبدالناصر " وذلك بعد ان تخلص من " محمد نجيب " اول رئيس لجمهورية مصر العربية وخرج الشعب المصري مع " الجيش " تأييدا له وبالفعل نجحت تلك الثورة ولكن سرعان ما أنقلب " عبدالناصر " علي " الاخوان " وشهدت فترة الستينيات حملة واسعة للتعذيب وقتل عدد كبير من قيادات جماعة الاخوان المسلمين وهي فترة لا تنساها الجماعة ابدا وتمكن " الجيش " من السيطرة علي زمام الامور في البلاد وتغير الحكم من " عبدالناصر " الي " السادات " وصولا الي " مبارك " وهو تغيير في الاسماء والشخصيات فقط ولكنهم جميعا ينتمون الي " الجيش " وتشهد فترة " مبارك " الاسواء في تلك الفترات حيث انتشر بها الفساد في كل مؤسسات الدولة وبتزوير الانتخابات البرلمانية والتجهيز لمسلسل " التوريث " , بجانب " القتل والفقر والظلم والاعتقال والقمع " . ( ثورة يناير ) خرج الشباب المصري مندفعا الي ميدان " التحرير " مطالبين بأسقاط هذا النظام ورفع مطالب " العيش والحرية والعدالة الاجتماعية " وهو ما جعل " مبارك " يرتبك ويتأخر في تنفيذ المطالب وتنهار الة قمعه البوليسية " وزارة الداخلية " في ثلاث ايام ويعلن فرض حظر التجوال ونزول القوات المسلحة المصرية للقيام بواجبها في جماية الممتلكات والحفاظ علي مؤسسات الدولة وفي تلك الثورة حدثت المفارقة حيث " أنقلب " الجيش علي " مبارك " وتفهم مواقف الشباب والثوار وأعلن أنحيازه الكامل لمطالب شباب ثورة " 25 يناير " وتعهد قادة المجلس العسكري بالحفاظ علي ارواح المصريين وعدم اطلاق الرصاص ضد اي متظاهر سلمي يريد أن يعبر عن رأيه مما جعل الثوار في ميدان " التحرير " وكافة الميادين الاخري يهتفون " الجيش والشعب ايد واحدة " وهو شعار تكرر كثيرا وسيذكر التاريخ أسماء قيادات المجلس العسكري علي هذا الموقف الذي لم يحدث ابدا في اي دولة تقوم بها ثورة . وسرعان وما تجري الانتخابات الرئاسية ويسلم المجلس العسكري الحكم الي الرئيس المنتخب الجديد " محمد مرسي " كأول رئيس مدني منتخب لجمهورية مصر العربية بعد الثورة وذلك بعد أن تولي " المجلس العسكري " مقاليد الحكم لمدة عام ونصف وتبين أثناء هذه الفترة سيطرت تيار الاسلام السياسي علي المشهد المجتمعي في مصر فالجميع فضل مرشح جماعة " الاخوان المسلمين " عن الفريق " شفيق " الذي حسب علي النظام السابق ولخلفيته العسكرية ايضا . عام علي حكم " مرسي " ومر علي حكم الرئيس " مرسي " عام حتي الان وازدادت حدة المعارضة له ولحكمه كبيرة وغضب عارم من سياسات " جماعة الاخوان المسلمين " ومكتب الارشاد العقل المدبر للجماعة وذلك لتدخلهم المعلن في كافة أمور سياسات الدولة وسرعان ما تم الاستحواذ علي السلطة والسيطرة علي كافة مفاصل الدولة واقرار دستور غير متوافق عليه وتهميش لدور المعارضة واتهامهم بالعمالة والخيانة والي جانب ذلك استمرار المضي قدما في استخدام القمع والقتل والسجن للنشطاء السياسيين المعارضين للنظام وهو نفس أسلوب النظام القديم مما جعل حالة الاحتقان تزداد عند المصريين وطلبهم للجيش بالرجوع مرة أخري لحكم البلاد وذلك للتخلص من حكم جماعة الاخوان المسلمين ولذلك دعت حركة " تمرد " وجبهة الانقاذ والاحزاب السياسية المعارضة في مصر الي توقيع المواطنين علي استمارات سحب الثقة من الرئيس " مرسي " وهو ما أزعج بالفعل قيادات الجماعة وأنصارهم من الاحزاب الاسلامية الاخري وجعلهم يحشدون أنفسهم للدفاع عن الرئيس " مرسي " حتي لا يتم أسقاطه او خلعه مثل " مبارك " وبتزايد لغة التهديدات والتصعيدات كانت للجيش رأي أخر وهو الانحياز الكامل لمطالب الشعب المصري لان الشرعية الدستورية ترجع للشعب والتصدي لكل محاولات التخويف والتهديد التي تشن ضد المصريين وعدم الانقلاب علي الشرعية وذلك بسبب أنهم يشعرون بتأييد واسع لهم من أغلبية الشعب المصري وهو ما يضع الرئيس والنظام في " مأزق " . فهل ستشهد ذكري ثورة يوليو هذا العام عودة جديدة لحكم " الجيش " والتخلص من حكم " مرسي " ام سيكمل الرئيس " محمد مرسي " فترة حكمه بدون أي تغييرات او تدخلات قد تحصل من قبل الجيش .