وصف محللون سياسيون المباحثات التي أجراها الرئيس محمد مرسي مع الرؤساء والمسئولين في أديس أبابا خاصة مع الرئيس السوداني ورؤساء اثيوبيا والدول الإفريقية خلال القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا التي عقدت بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما علي إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية والتي تحولت الي الاتحاد الإفريقي ، بأنها تشكل خطوة بناءة علي طريق تعزيز التعاون لتحقيق التنمية والمصالح المشتركة لدول القارة السمراء وتفويت الفرصة علي المخططات الامريكية والاسرائيلية لتوغلها بدول القارة والهيمنة علي حصص مياه النيل. واكد حامد محمود الخبير الاستراتيجي بأنه حان الوقت لتحقيق مقاربة مصرية مع دول القارة السمراء في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية محذرا من مخططات خارجية تسعي لملء الفراغ العربي في القارة السمراء ، وطالب بتفعيل العلاقات المصرية مع دولتي السودان الشمالية والجنوبية بشكل خاص والدفع قدما بالتنسيق القائم بين البلدين لتحقيق السلام الشامل والتصدي للتحديات التي تواجه ملف حوض النيل . وكان لقاء قد جمع ايضا الرئيسين السودانيين عمر البشير وسلفاكير في اديس ابابا وصفته دولة جنوب السودان بأنه خطوة إيجابية نحو التطبيع الكامل للعلاقات بين الخرطوم وجوبا ، مؤكدة ان هذه الخطوة أعطت قوة دفع جديدة لعملية تنفيذ اتفاق التعاون المشترك ، وساهمت في تهدئة وتعزيز اجواء العلاقات الثنائية . جاء ذلك في تصريحات ادلي بها وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم حكومة دولة الجنوب ، برنابا بنجامين ، وقال خلالها ان " نتائج قمة البشير سلفاكير أعطت ضمانات واضحة باصرار واستمرار الدولتين علي المضي قدما في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بينهما في اطار علاقات ودية قائمة علي الاحترام المتبادل ، وحسن الجوار والتعايش السلمي ، عبر إرادة سياسية قوية قادرة علي احتواء كافة التعقيدات التي تطرأ في مسيرة علاقات البلدين بالحوار ، والحكمة ، وبدرجة عالية من اليقظة التي تغلب التعاون والسلام " . ونوه الوزير برنابا بنجامين بأن جميع المشاكل الامنية التي تطرأ قابلة للحلول في الاطار الثنائي . ولفت في هذا الخصوص إلي وجود تصميم ورغبة مشتركة لدي الخرطوم وجوبا بالوصول باتفاق التعاون الي نهاياته لتحقيق السلام الشامل ، باعتباره الطريق الآمن الوحيد المتاح لتعزيز وتقوية العلاقات ، والانتقال الي مرحلة جديدة من الثقة المتبادلة . وحول التعهدات التي أعلنها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت خلال القمة بعدم الايواء او الدعم للمتمردين ، والتأكيدات القاطعة بفك جميع الارتباطات معهم ، قال بنجامين " هذا هو الموقف الرسمي لدولتنا ومتمسكون به وليس لدينا أية رغبة او استعداد للمساهمة في استمرار الحرب في السودان ، ونريد له الأمان والسلام ، لان ذلك يصب لمصلحة شعبي الدولتين ، ومحيطهما الاقليمي ، كما نشدد علي اننا مع الاستقرار وضد أية تحركات معادية للسودان ، وعلي استعداد للمساهمة في استقراره ، ونؤكد جديتنا العالية في استمرار علاقات هادئة ومستقرة بين الخرطوم وجوبا .