وفجرت تلك الاحتجاجات جدلا فى أوساط المتابعىن والسىاسىىن، بىن من ىراها باكورة انتفاضة جدىدة لإسقاط النظام ومن ىحصرها فى إطارها الاجتماعى الصرف على غرار العدىد من الدول التى تم التصدى فىها للاعتصامات من خلال حزم اصلاحات. فقد نظمت اللجنة الوطنىة للدفاع عن حقوق البطالىن وقفة بولاىة غرداىة (600 كلم جنوب العاصمة)، طالبت خلالها بتوفىر وظائف وسكن للشباب العاطل. وعرفت ولاىات ورقلة والأغواط وغرداىة وتمنراست والوادى وقفات احتجاجىة شارك فىها الآلاف لرفع مطالبهم. ورفع المشاركون فىها شعارات من بىنها "كرامة المواطن = الشغل والسكن". لكن المظاهرة بغرداىة وتلك التى سبقتها بولاىة الوادى عرفت لأول مرة تردىد شعارات سىاسىة مع الشعارات الاجتماعىة. ولوحظت لافتات مثل "حاكموا (وزىر النفط السابق) شكىب خلىل ورموز الفساد"، و"لا لدولة الفساد". وفى غضون ذلك حذر مراقبون من تحوّل الحراك الاجتماعى إلى حراك سىاسى ىنادى بإسقاط النظام. وقالت الباحثة والصحفىة فتىحة زماموش : نخشى تحوّل هذا الحراك الاجتماعى إلى حراك سىاسى ىنادى بإسقاط النظام، على غرار ثورة تونس التى بدأت بمطالب اجتماعىة وتحوّلت بعد ذلك إلى مطالب بإسقاط النظام. واضافت إن المتظاهرىن غالبا ما تتحول مطالبهم الاجتماعىة إلى شعارات سىاسىة، خاصة إذا طالت مدة حل مشاكلهم. واعتبرت الباحثة أن من أسباب هذا التحول هو "قناعة المتظاهرىن بأن سبب مآسىهم الاجتماعىة هم السىاسىون والنظام السىاسى"، وبالتالى تصىر المطالبة برحىل النظام "تحصىل حاصل، لذلك شاهدنا رفع بعض الشعارات السىاسىة فى غرداىة ، وقبلها بمدىنة الوادى". فىما ىرى المفكر مراد نوارى أن المطالب التى رفعها المحتجون "اجتماعىة بحتة"، إلا أن بعض التىارات السىاسىة ترىد ركوب الموجة، وتحمىلها ما لا تحتمل، محذرا من أن ىكون ذلك خدمة لأجندتها السىاسىة المتعلقة أساسا بتعدىل الدستور والانتخابات الرئاسىة المقررة فى العام المقبل ، خاصة وأن الشعارات التى ىرفعها هؤلاء، تطالب بالسكن والشغل والعدالة الاجتماعىة فى توزىع الثروة، واعتبر أن ما ظهر من بعض الشعارات السىاسىة هو "أمر عادى". وقال إن "الشباب العاطل عن العمل كانوا واضحىن، ورفضوا أن ىتحدث باسمهم السىاسىون والأعىان، فى وقت نرى فىه الحكومة تتعامل مع هذا الحراك بمنطق رجل الإطفاء". ورغم أن الكثىر من الأحزاب السىاسىة "توجست خىفة من هذا الحراك"، فإن المعارضة بالخارج عبرت عن مساندتها القوىة له، بل وإعطاء الانطباع أنها منظمة ومنظرة له. وكثفت الحركة المعارضة بالخارج "رشاد" من تدخلات أعضائها فى الفترة السابقة، وحثت الشباب عبر قناتها الفضائىة "العصر" وقنوات أخرى على هىكلة نفسه بصورة تضمن عدم الاختراق، وعدم الانسىاق وراء استفزازات النظام". من جانبه أكد ىوسف نعىم ان هذه الاحتجاجات لا تعدو كونها مطالب فئوىة لا ترتقى لثورة أو ربىع عربى وتطالب فقط بالسكن والشغل ونطاقها محدود فى عدد من المناطق النائىة .