دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنح وزير خارجيته الجديد جون كيري المجال والحرية الكافية للتعامل مع القضايا الشائكة التي تواجه العالم في الفترة الراهنة. وأكدت الصحيفة البريطانية، في مقال افتتاحي نشرته اليوم، الاثنين، وأوردته على موقعها الإلكتروني، أن الطريقة التي سيعالج بها كيري هذه القضايا ستمثل الكيفية التي ستكون عليها الاستراتيجية الأمريكية في الفترة المقبلة. وأوضحت أن الوقت حان لتخفيف هيمنة البيت الأبيض على السياسية الخارجية منذ فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنرى كيسنجر، وذلك بالنظر إلى مجموعة من التحديات التي باتت تواجه الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة والتي من بينها قضية البرنامج النووي الإيراني وصعود الصين، مؤكدة أن واشنطن تحتاج إلى المزيد من التفكير الاستراتيجي. ورأت الصحيفة أنه بالنظر إلى أن البيت الأبيض لن يستطيع تحقيق ذلك وحده، فيجب على أوباما أن يشدد على أن كيري سيمتلك من الحرية ما يمكنه من التعامل مع القضايا الشائكة بصورة أكثر حرية بكثير من سلفه هيلاري كلينتون. وشددت الصحيفة على ضرورة أن يضطلع كيري بدور بارز في الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، لاسيما وأن السياسة الخارجية الأمريكية لم تكن فعالة في الفترة الأخيرة،حسب الصحيفة، بسبب انتخابات الرئاسة الأمريكية ، ومرض هيلارى كلينتون. وأشارت إلى أن هناك عدة قضايا تحتاج إلى اهتمام كيري تتمثل في تفاقم حدة الأزمة السورية، وتصاعد حدة التوتر بين الصين واليابان، فضلا عن عزوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديم يد العون، وهناك أيضا أزمة تغير المناخ. وخلصت الصحيفة إلى أن ما يحتاجه العالم في الوقت الراهن يتمثل في إبراز دور القيادة الأمريكية، لاسيما في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها أغلب دول العالم، مشددة على أن كيري ليس لديه من الوقت ما يمكنه من إدراك جميع متطلبات حقيبة الخارجية، لذا فهو يستحق دعم البيت الأبيض الكامل لمعاونته في ذلك.