أعلن عبدربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني، أن قرر تشكيل لجنة الشؤون العسكرية برئاسته، وتضم وزيري الدفاع والداخلية وعدداً من كبار القادة العسكريين من السلطة وشخصيات من حزب المؤتمر الشعبي والمعارضة. وتتولى هذه اللجنة مهام سحب القوات الموالية للنظام والمعارضة من كافة شوارع المدن وإعادتها إلى المعسكرات وإنهاء كافة مظاهرة التسلح في الشوارع، حسبما تنص المبادرة الخليجية. وكانت المعارضة قد اتفقت مع الحزب الحاكم الخميس الماضي على تقاسم الحقائب في الحكومة التي سيرأسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة. غير أن التصعيد الدامي في تعز دفع بالمعارضة إلى اشتراط تشكيل اللجنة العسكرية التي ستشرف على سحب القوات العسكرية جنبا إلى جنب مع تشكيل الحكومة. "قتال متقطِّع" وشهدت أمس الأحد، عدة محافظات يمنية من بينها محافظتا ذمار وشبوة جنوبي البلاد، مسيرات غاضبة نددت بالقصف الذي تتعرض له مدينة تعز، في وقت تواترت فيه الأنباء عن قرب الإعلان عن حكومة وفاق وطني في البلاد. ودعا المتظاهرون المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية المدنيين ووقف القصف الذي أودى بحياة العشرات من أبناء تعز، مطالبين في الوقت نفسه بمحاكمة صالح وأعوانه باعتبارهم "مجرمي حرب". وأفادت أنباء أمس، بمقتل شخصين في مدينة تعز جنوبي البلاد، إثر قصف مدفعي في الوقت الذي يتواصل فيه، لليوم الرابع، القتال الشرس بين المؤيدين والمعارضين للرئيس على عبدالله صالح، ليرتفع عدد القتلى في المدينة حتى اليوم الاثنين، إلى 19 شخصاً. وتعد مدينة تعز مركزاً لاحتجاجات متواصلة على مدى 10 أشهر للمطالبة بإنهاء حكم صالح الذي ظل في السلطة لمدة 33 عاماً. ويُتخوف أن يهدد هذا القتال في المدينة بانهيار الاتفاق الذي وقعه الرئيس اليمني في السعودية. ويقول العاملون في المستشفى الميداني الذي يبعد عن صنعاء بنحو 200 كيلومتر، إن امرأة وطفلا توفيا متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها عندما تعرض المبنى الذي كانا فيه إلى قصف مدفعي. ويقول سكان المدينة إن القوات الحكومية استخدمت المدفعية والدبابات والصواريخ في قصف المناطق السكنية بالمدينة، مما أدى إلى وقوع نحو 3 آلاف أسرة فى مرمى النيران بين القوات الحكومية وقوات المعارضة التي تستخدم الأسلحة المتوسطة والخفيفة. وعلى صعيد ميداني قتل 7 جنود حكوميين في اشتباكات مع مسلحين بمدينة زنجبار جنوبي اليمن. وكان عشرات الآلاف من اليمنيين قد تحدّوا القصف على تعز ونظموا مسيرة وسط المدينة، ورفعوا خلالها يافطات وهتفوا بشعارات تدعوا إلى محاكمة صالح. وكان هادي قد دعا في وقت سابق إلى وقف لإطلاق النار في تعز، والتي تشهد منذ ليل الأربعاء اشتباكات وأعمال عنف راح ضحيتها أكثر من 20 قتيلا، وطالب بتشكيل لجنة مشتركة تشرف على سحب الجيش من المدينة "فورا". لكن هادي وجَّه محافظ تعز وأحزاب اللقاء المشترك بسرعة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المحافظة. كما وجه ب "تشكيل لجنة لسحب القوات العسكرية وعناصر المليشيا المسلحة والعمل من أجل استتباب الأمن والاستقرار في تعز، على أن تكون اللجنة مشتركة من الجانبين، وتشرف على سحب القوات فوراً، بشرط أن يلتزم الجميع بها".