صورة أرشيفية تسعة شهداء من قطاع غزة هم حصيلة القصف الأسرائيلي على القطاع خلال اليومين الماضيين في المقابل تبنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إطلاق تسعة صواريخ "غراد" مساء على مناطق إسرائيلية، رداً على استشهاد سبعة من نشطائها في غارات جوية إسرائيلية على رفح. وأعلنت "سرايا القدس" أنها أطلقت مساء أمس تسعة صواريخ "غراد" على مناطق إسرائيلية مختلفة. وأكدت في بيان آخر أنها أطلقت أربعة صواريخ أخرى على منطقتي أشدود واوفاكيم في جنوب اسرائيل "وأصابت مبنى من تسعة طوابق مع وقوع إصابات"، فضلاً عن قيامها ب "قصف معبر كرم ابو سالم (كيرم شالوم) بقذيفتي هاون". من جهتها، أعلنت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية في بيان أنها أطلقت ثلاثة صواريخ "غراد" على منطقة أوفاكيم. وقالت كتائب "المقاومة الوطنية" الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنها أطلقت صاروخاً واحداً على معبر كرم ابو سالم. وكان مقاومان من "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، استشهدا في ساعة متأخرة من ليلة أمس، جراء قصف طائرة استطلاع إسرائيلية سيارة مدنية قرب معبر العودة الحدودي جنوب شرقي محافظة رفح. ووفقاً للمصادر المتعددة، فإن سيارة مدنية بيضاء اللون تعرضت لإطلاق صاروخين من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية، بينما كانت تسير في شارع صلاح الدين قرب معبر العودة، ما أدى إلى تدميرها بصورة كاملة، واستشهاد شابين كانا بداخلها، إضافة إلى إصابة مواطن مدني تصادف مروره في المكان. ووفقا للمصادر الطبية في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار بالمحافظة، فإن جثتين متفحمتين وصلتا المستشفى، تعودان للمواطنين، سامي أبو سبت، وسليمان أبو فاطمة، وكلاهما من "سرايا القدس"، إضافة إلى مصاب، قدمت له العلاجات اللازمة. وبعد الغارة واصلت الطائرات الاستطلاعية والحربية الإسرائيلية تحليقها بصورة مكثفة في الأجواء، خاصة فوق المنطقة الحدودية جنوب المحافظة، ما دفع العشرات من ملاك الأنفاق والعاملين فيها لإخلاء المنطقة بالكامل، خشية تعرض الأنفاق لغارات متوقعة. أكدت مصادر طبية فلسطينية العثور على جثتي شهيدين بالقرب من مهبط الطائرات قرب مجمع أنصار غرب مدينة غزة جراء قصف طائرات الاحتلال للمنطقة. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ ادهم ابو سلمية ان عدد الشهداء ارتفع الى تسعة بعد سقوط شهيدين فجر اليوم في قصف منطقة أنصار . وكان خمسة نشطاء من "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي استشهدوا، وأصيب أربعة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، ظهر أمس، جراء غارة جوية شنتها طائرات حربية إسرائيلية على موقع للتدريب تابع للحركة في أراضي المستوطنات المخلاة "المحررات" شمال غربي محافظة رفح. ومن بين الشهداء القيادي البارز في "سرايا القدس" أحمد الشيخ خليل وهو من سكان محافظة رفح، إضافة إلى شهيدين من سكان محافظة خان يونس هما محمد عاشور وعبد الكريم كشاكات، وشهيدين يقطنان شمالي قطاع غزة تردد أنهما باسم أبو العطا ومحمد الطرزي. ووفقاً لمصادر متعددة فإن الطائرات أطلقت صاروخين على الأقل باتجاه موقع صغير للتدريب يسمى موقع "مهاجر" ويقع داخل ما كان يعرف بمستوطنة "عتصمونا"، ما تسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. وهرعت سيارات الإسعاف وأطقم الإنقاذ إلى الموقع المستهدف، وتم انتشال الشهداء والجرحى وإخلاؤهم ونقلهم إلى مستشفيي الشهيد أبو يوسف النجار برفح ومجمع ناصر الطبي بمحافظة خان يونس، حيث أكدت مصادر طبية أن بعض الشهداء وصلوا أشلاء مقطعة من شدة الانفجار، لافتة إلى أن حالة بعض المصابين كانت حرجة، وتم تقديم الإسعافات اللازمة لهم. وتجمهر آلاف المواطنين أمام بوابات مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، ورددوا شعارات غاضبة تطالب بالانتقام لدماء الشهداء، في حين خيمت أجواء من الحزن على كافة أرجاء المدينة، وتجمهر المواطنون أمام منزل الشيخ خليل. ووصف مواطنون يقطنون في حي تل السلطان القريب من المكان المستهدف الغارة بأنها كانت عنيفة، وقالوا إن قوات الاحتلال تعمدت استخدام قنابل فتاكة تنثر شظايا قاتلة على مساحات واسعة، بهدف إيقاع أكبر عدد من الشهداء والإصابات. ووفقاً لبعض المصادر فإن الشهداء كانوا في مهمة تدريبية داخل الموقع لحظة استهدافهم. من جانبها، نعت "سرايا القدس" الشهداء، مؤكدة أن من بينهم أحد أبرز قادتها الميدانيين وعدداً من قياديي الجهاز العسكري. وأعلنت "السرايا" النفير العام في صفوف مقاتليها، متوعدة في بيان أصدرته أمس بالرد على جريمة اغتيال نشطائها. وجاء في البيان "إن الرد على جريمة الاستهداف بحق قادتنا ومجاهدينا لن تمر دون عقاب، وأن العدو سيدفع ثمناً باهظاً رداً على جريمته النكراء". كما أكد قيادي بارز في التنظيم لعدد من الصحافيين في مستشفى النجار "أن الاحتلال يسعى من وراء جريمته إلى استفزاز المقاومة"، موضحاً أن الأخيرة "لن تصمت أمام هذه الجرائم والتصعيد، وسترد بالطريقة والوقت المناسبين". والشهيد الشيخ خليل هو قائد وحدة الهندسة والتصنيع في "السرايا" وهو شقيق لأربعة شهداء، أبرزهم القائد العام للسرايا محمد الشيخ خليل، الذي اغتالته إسرائيل قبل عدة سنوات. وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية أقرت بقصف الموقع، مؤكدة أن الغارة استهدفت مجموعة من النشطاء الفلسطينيين ممن وصفتهم بالضالعين في تنفيذ هجمات وإطلاق قذائف صاروخية باتجاه أهداف إسرائيلية. من جهة ثانية، نجت مجموعة من مسلحي "كتائب المجاهدين" القريبة من حركة فتح بعد استهدافها بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية شرق مدينة غزة، كما أعلنت الكتائب في بيان. وأضافت "كتائب المجاهدين" إنها أطلقت صاروخاً واحداً من نوع "غراد" على بلدة سديروت في جنوب اسرائيل. كما نفذ الطيران الإسرائيلي غارتين على بلدتي وادي السلقا والقرارة في خان يونس في جنوب القطاع، ما أدى الى إصابة أحد مقاتلي "سرايا القدس" الذي كان على دراجته النارية عندما استهدف بصاروخ، وفقاً لشهود عيان.